وقالت كربلاء .. ج26

19-12-2019
اللجنة التاريخية
تعد المراقد والعتبات المقدسة من الموارد الاقتصادية الرئيسية, إضافة الى الموارد الزراعية والصناعية التي اشتهرت بها كربلاء، ووفرت الزيارات علاقات اقتصادية، ولقد أشارت تقارير المفتشين الاداريين المرسلة الى كربلاء مدى سوء الحالة العمرانية في العتبات والمراقد الدينية المقدسة وانتشار الرطوبة العالية بين جدرانها، وأوصت بضرورة التوسع في أبنيتها وفتح الشوارع القريبة منها لاستقطاب الناس في سنة 1959 – 1960 المصدر ملفات العهد الجمهوري.
وبعدها خصصت الحكومة في عام 1962م 105 ألف دينار لتعمير مرقد الامام الحسين و8740 ديناراً لتعمير مرقد العباس A، و900 دينار لتعمير مرقد الحر، و450 ديناراً لترميم المخيم الحسيني، ووفرت فنادق سياحية ساهمت في تحقيق التنمية الاقتصادية، فشيدت فندقاً وكازينو يتوسط مدينة كربلاء، قدرت مساحته 18 الف متر مربع افتتح سنة 1962م، ويعتبر اول الفنادق السياحية في مدينة كربلاء.
وفي سنة 1966 افتتح فندق سياحي ضخم ساهم في زيادة الموارد المالية للاقتصاد كلفته 47 الف دينار المصدر دليل كربلاء السياحي المؤلف علي حسين الخفاف، وتم افتتاح الأسواق الشعبية بالقرب من العتبات المقدسة، ونفذت العديد من المشاريع الصناعية والزراعية ساهمت في تقدم النشاط الاقتصادي في القطاع الزراعي والصناعي, ولهذا استقطب السكان والمهاجرين واستقرارهم فيه بحثاً عن سبل العمل المتوفرة في المصانع والمعامل التي افتتحت، وكانت بحاجة الى الايدي العاملة.
إن توفر فرص العمل في كربلاء ساعد على ارتفاع نسبة عدد سكانه من جهة وخفض من نسبة الهجرة الاعداد الكبيرة نحو المدن الكبرى, ازداد عدد سكان كربلاء, وكان للعامل الاقتصادي أثره في جذب السكان الى كربلاء نتيجة توفر الخدمات الضرورية: كالتعليم حيث يعد التعليم احد الركائز المهمة الأساسية في الخدمات الاجتماعية وازدياد اعداد التلاميذ.
وكان نظام التعليم في العهد الملكي يقوم على أساس عزل الطلبة عن الحياة العملية لتخريج أفواج من الطلبة لا يصلحون الا للوظائف التي تخدم مصالح الحكومة, وظهور المؤسسات الصناعية والزراعية وتطورها تدريجياً في العراق، أظهرت الحاجة الى اهل الخبرة والكفاءة، فاهتمت الحكومة بتأسيس المدارس المهنية واعتبار الدراسة في تلك المدارس وسيلة من وسائل التقدم والازدهار الاقتصادي وتعليم الطلبة ووضع المناهج في تلك المدارس المهنية طبقا لمتطلبات التنمية الاقتصادية في البلاد.
كربلاء كانت تفتقد الى المدارس المهنية، فتحت المدارس الصيفية، وعززت شراء المكائن واللوازم الكافية من مواد الكهرباء والميكانيك, الاهتمام بتعليم الإناث وخلق ربات البيوت بالمعنى الصحيح.
تأسست مدرسة مهنية في مدينة كربلاء المقدسة، مدرسة الفنون البيتية 1961م – 1962م في مبنى دار المعلمات الابتدائية لإعداد جيل من المتعلمات في العمل في المؤسسات الحكومية ذات النشاط الاقتصادي, صناعة الحياكة الغزل النسيج، تعليم الفتاة كيفية الانفاق والاقتصاد في مجال الحياة العامة في سنة 1966م تمت الموافقة على تشييد بناية خاصة بتعليم الفنون البيتية، وكانت منذ تأسيسها تشترك في بناية واحدة مع دار المعلمات الابتدائية.
وفتحت العديد من المدارس المهنية والزراعية في سنة 1966م افتتحت مدرسة زراعية لغرض اعداد الفنيين الزراعيين لغرض تزويد الدوائر بالموظفين الإداريين والمدربين فنياً على استخدام الطرق الحديثة والاستغلال الأمثل للأراضي الزراعية بشكل سليم وناجح, وعدت الدورات الزراعية في كربلاء لتعليم الطلبة كيفية تعليم الفلاحين والمزارعين وارشادهم نحو استخدام الآلات والمكائن الزراعية الحديثة.
تأسيس المشاريع والمنجزات مثلت المعيار الحقيقي للمجتمع الكربلائي وألغت الحكومة قانون دعاوي العشائر سنة 1958م الذي فرضته سلطات الاحتلال البريطاني سنة 1916م ووضعت الحكومة برنامجاً إصلاحياً يهدف الى الاهتمام بالناحية الاجتماعية وتحسين والروابط الأسرية، فأوقفت الهجرة من الريف والمحافظات الى بغداد وبناء دور جديدة للموظفين، وألغت الحكومة عقد مؤسسة دوكسيارس وهي مؤسسة يونانية وضعت التصاميم الأساسية لمدينة كربلاء سنة 1956م.
ولأجل تنفيذ أعمالها أوصت ببناء احياء سكنية متطورة لذوي الدخول المحددة والفقراء واستلام مديرية الإسكان العامة بأعمال ومشاريع الإسكان في العراق وانجازها بصورة علنية وفعلية، وفرت لإنجاز وتشييد الوحدات السكينة لإدارة 21 مشروعاً، ومنها مشروع الإسكان الذي كان يسمى حي الزعيم، وإقامة مجمعات سكنية وانشاء472 دارا مقسمة على ثلاثة أنواع من التصاميم الهندسية الحديثة ـتتراوح مساحته ما بين 135 - 162م واعمار 386 عرصة مجهزة بكافة المرافق العامة مع تبليطها الطرق المحيطة، وتوفير شبكات الكهرباء، ومد خطوط المياه الصالحة للشرب حيث بلغت كلفة المشروع ما بين 700،000دينار، وتم إنجازه في 1959 نحو 600 قطعة سكنية، ازدادت سنة 1961 لتصميم 800 قطعة سكنية وزعت سندات تمليك بسعر المتر الواحد فد بلغ 50 فلساً في مدينة كربلاء، بلغت سنة 1961-1660 قطعة وخصصت أراضي الاميرية الواقعة قرب منطقة الحسينية، منطقة سكنية وظهرت وحدات سكنية الى الموظفين والعمال والفقراء مع توفير الروض العقارية لتسهيل مهمة تشييد وبناء الأراضي، أنشئ حي المعلمين عام 1960 م وحي البلدية وحي العباس وفتح مصرف عقاري ـسنة 1964 لغرض توفير القرض العقاري، وتأمين المبالع اللازمة للمواطنين بفوائد قليلة.