انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي السنوي السادس لفكر الإمام الحسن المجتبى ع في مدينة الحلة

16-10-2019
علي طعمة حمادي
تحت شعار: (الإمامُ الحسن المجتبى -ع- سيرةُ سلامٍ ومثالُ (التي هي أحسن) في الإسلام.. قراءاتٌ في الاحتجاج والاستشراق)، انطلقت فعّالياتُ النسخة السادسة من المؤتمر العلميّ الدوليّ لفكر الإمام الحسن المجتبى ع، الذي تقيمُه الهيأةُ العُليا لمشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن المجتبى (سلام الله عليه)، وبرعاية الأمانتين العامّتين للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية على القاعة الخضراء (التوفل) في جامعة بابل.
الحفلُ الذي شهد حضوراً واسعاً لشخصيّاتٍ أكاديميّة وباحثين ومتخصّصين من داخل العراق وخارجه، إضافة إلى حضور وفودٍ مثّلت العتبتين المقدّستين وجهاتٍ دينيّة ومؤسّساتية أخرى، وجمعٍ كبير من طلبة الجامعة وباقي الكلّيات الأخرى التابعة لها، استُهِلَّ بتلاوة آياتٍ مباركاتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار.
أعقبتها كلمةٌ ترحيبيّة لرئيس الهيأة العُليا لمشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن ع المهندس حسن علي الحلّي، التي بيَّن فيها قائلاً:
اليوم يدخل مؤتمرُ الإمام الحسن المجتبى ع العلميّ الدوليّ السنويّ عامه السادس على التوالي، واضعاً بصمةً في طريق إحياء فكر هذا الإمام الهمام الذي تصدّى لخلافة المسلمين في مخاضٍ عسير وفي أحلك الظروف وحارب على أكثر من جهة، جهة الجاحدين الذين لا يعرفون حقّ الإمام والإمامة، وجهة الأعداء الكارهين الضاربين عرض الحائط لكتاب الله وسنّة نبيّه ورسوله.
ومن هنا من أرض هذا الصرح الكبير -جامعة بابل-، أرحّب بكم أبهى ترحيب وأنتم تحلّون ضيوفاً أعزّاء كراماً في مدينة الحلّة مدينة الإمام الحسن المجتبى ع، حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً، الشكر كلّ الشكر للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية على رعايتهم لكلّ المناسبات التي نُقيمها باسم الإمام الحسن المجتبى ع ولدعمهم الكبير واللامحدود لنا.
جاءت بعدها كلمةُ الأمانتين العامّتين للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، التي ألقاها بالنيابة نائبُ رئيس قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة السيّد عقيل عبد الحسين الياسري، وبيّن فيها:
إنّنا بحاجةٍ إلى أن نعيشَ مع الآخر ويعيشَ الآخرُ معنا وأن نقبلَه ويقبلَنا، وهذا هو النهجُ القويمُ للنبيّ محمد ص وما سارَ عليه أئمّةُ أهل البيت ع ومنهم الإمامُ الحسن ع.
وأضاف: وجدنا أهل البيت ع أمان الأمّة من الاختلاف، وهم الذين اختصّوا بهذا التشريف من دون الناس، وما أحوجنا أيّها الإخوة اليوم إلى أن نستعيد في كلّ موقفٍ يواجهنا سيرتهم العطرة ونهجَهم القويم الحكيم، وما أحوجنا إلى أن نتصالح فيهم وأن ننهلَ منهم الدروس والعبر، وما أحوجنا في هذا العصر إلى أن نعيش مع الآخر ويعيش الآخرُ معنا وأن نقبله ويقبلنا.
مبيّناً: لقد ورثنا عن نبيّنا الأكرم محمد ص دستورنا في الحوار على نهجه، وما خاب من تمسّك بهم وما خاب من استضاء بهم، هؤلاء ومنهم كريمُهم الإمام الحسن المجتبى ع، لابُدّ لنا أن نجلي عنه غبار الإعلام المضادّ وأن نُظهر صورته الحقيقيّة مبرّأةً من زيف السياسة الحاكمة.
وأوضح: نلتقي هنا في هذا المؤتمر العلميّ الدوليّ السنويّ السادس لفكر الإمام الحسن المجتبى ع، برعاية الأمانتين العامّتين للعتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية، وأنا إذ أنقل لكم سلام ودعاء القائمين عليهما، أشكر الهيأة العُليا لمشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن المجتبى ع، لدورهم الفاعل في إقامة هذا المؤتمر، وأشكر رئاسة جامعة بابل على احتضانهم هذا المؤتمر، وأشكر عمادة كليّة التربية للعلوم الإنسانيّة، كما نشكر كلّ من ساهم في هذا المؤتمر سواءً بالمشاركة أو الحضور.
من ثمّ جاءت كلمةُ عمادة كلّية التربية للعلوم الإنسانيّة/ جامعة بابل، ألقاها الأستاذ الدكتور رياض طارق العميدي، وممّا جاء فيها:
ما زلنا ننهل من فضل كريم آل البيت الإمام الحسن المجتبى ع للسنة السادسة في ذكرى استشهاده، إذ دأبت الهيأةُ العُليا المشرفة على مشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن ع وبرعايةٍ كريمةٍ ومباركة من لدن العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية وبالتعاون مع جامعة بابل، على إقامة مؤتمرٍ علميّ يتعاطى مع التراث الفكريّ للإمام الحسنA.
وأضاف: حرصت اللّجنةُ العلميّة على أن يختصّ هذا المؤتمر بالجانب المعرفيّ ولا يكون عامّاً كالسنوات السابقة، فاختارت اللّجنةُ البُعدَيْن اللّغويّ والتأريخيّ الاستشراقيّ لتكون محاورُ المؤتمر في هذين البُعدَيْن، وقد استقبلت اللّجنةُ العلميّة تسعةً وثلاثين بحثاً من جامعات العراق المختلفة فضلاً عن الدول الأخرى، وكانت حصّة المشاركات الدوليّة (7) بحوث قُبلت منها خمسةُ بحوث، أمّا البحوث التي من داخل العراق فكان عددُ المقبول منها أربعةً وعشرين بحثاً، ليكون العددُ الكليّ للبحوث المقبولة تسعةً وعشرين بحثاً، ولكثرة البحوث المقدّمة باللّغة الإنكليزيّة ارتأت اللّجنة أن تفرد لها محوراً خاصّاً بها يستوعبها ذلك بناءً على تنوّعها، وكلّ ذلك إنّما يأتي خدمةً لتراثنا العظيم بشكلٍ عامّ وتراث أهل البيتD بشكلٍ خاصّ.
بعدها كانت هناك محاضرة لضيف الشرف الدكتور أحمد الصفّار تناول من خلالها عدّة محاور، منها ما عمل عليه المستشرقون أوّلاً من تزيين الأفكار التي يُراد الإقناع بأنّها صحيحة ونافعة لأجل الاعتقاد بها، الأمر الآخر تشويه وتقبيح الأفكار التي يُراد حرفُها ونسخُها من قلوب الأمّة، وأخيراً اتّهام الرّموز الطاهرة وضرب المقدّسات، لتبدأ بعدها فعاليات الجلسات البحثية لمناقشة البحوث المقدمة من الباحثين الأكاديميين، والمفكرين من المؤسسات المجتمعية والرسمية من داخل وخارج العراق.
جريدة صدى الروضتين كان لها لقاء بالأستاذ الدكتور عادل الموسوي رئيس جامعة بابل بيّن فيه قائلاً:
دأبت جامعة بابل على إقامة هكذا مؤتمرات وخاصة هذا المؤتمر الذي يعني سيرة الإمام الحسن المجتبى ع، حيث يشارك فيه العديد من الباحثين من داخل العراق وخارجه لتناول هذه الشخصية العظيمة ولابد من مدينة الحلة أن تحتفي بهذه الشخصية، كما نقدم الشكر الجزيل للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية لرعايتهما هذا المؤتمر ودعمهما اللوجستي واللتين لهما اثر كبير في إنجاح هذا المحفل الكبير.
يُذكر أنّ المؤتمر تُقيمُه سنويّاً الهيأةُ العُليا لمشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن المجتبى ع، تزامناً مع ذكرى شهادة الإمام الحسين ع وبرعاية العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية، وبالتعاون مع كلّية التربية للعلوم الإنسانيّة/ جامعة بابل، وكلّية التربية/ جامعة ذي قار، وجامعة العميد، ومركز العميد الدوليّ للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، ومؤسّسة المرتضى للثقافة والإرشاد.
اختتام مؤتمر الإمام الحسن المجتبى ع
العلمي الدولي السنوي السادس
متابعة طارق الغانمي
احتضنت جامعة الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدسة في مدينة النجف الأشرف في صباح اليوم الخميس 4 صفر الخير 1441هـ الموافق لـ(3 تشرين الأول 2019م) حفل اختتام فعاليات مؤتمر الإمام الحسن المجتبى ع العلمي الدولي السنوي السادس، الذي أقامته الهيأة العليا لمشروع الحلة مدينة الامام الحسن المجتبى ع وبالتعاون مع كلية العلوم الإنسانية/ جامعة بابل وجامعة الكفيل ومركز العميد الدولي للبحوث والدراسات ومركز الدراسات الافريقية التابعين لقسم الشون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، ومؤسسة المرتضى للثقافة والارشاد.
وقد استهل الحفل الذي شهد حضور شخصيات دينية وعلمائية وأكاديمية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ليعقبها قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق الأبرار، بعدها جاءت كلمة جامعة الكفيل القاها رئيسها الدكتور نورس حميد الدهان جاء فيها:
نتقدم بأحر التعازي إلى مقام الإمام المهدي المنتظر f ومراجعنا العظام وكافة المؤمنين والمسلمين والمسلمات بذكرى استشهاد كريم أهل البيت الإمام الحسن A.
أيها الحضور الأكارم، إن هذا المؤتمر الذي يأتي بعنوان (الإمام الحسن المجتبى A سيرة سلام ومثال التي هي أحسن في الإسلام قراءات في الاحتجاج والاستشراق) يتناول سيرة الحسن A ذلك الإمام الذي نشأ وترعرع في بيت كانت تحفه الملائكة بالوحي والتسبيح والصلوات في أعظم بيوتات التاريخ، في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه كما وصفها القرآن الكريم.
مضيفاً: عاش الإمام الحسن A في ظلال النبوة أولى الكلمات التي تناهت إلى سمعه كانت من رسول الله J وهو وليد، فكان يحمله الرسول على عاتقه، وكان يقول: اللهم أني أحبه فأحبه، وقال J في الإمام الحسن A إنه سيكون بعدي هادي مهدياً هذا هدية من ربِ العالمين ينبئ عني ويعرف الناس اثاري ويحي سنتي ويتولى اموري في فعله. موضحاً: كانت لسيرته العطرة أثر كبير في الحياة الدنيا والاجتماعية في مسيرة الأمة الإسلامية، فكان A يحث أصحابه على طلب العلم والتفكر.
وفي الجانب الروحي، فقد روي عن الإمام جعفر الصادق A عن أبيه عن جده أن الحسن بن علي بن أبي طالب A كان أعبد الناس في زمانه، فكان إذا حج فيحج ماشياً على قدميه أو ربما حافياً.
مشيراً إلى: دوره A الذي قدمه بعد استشهاد والده A وصلحه مع معاوية، فكل تلك الأحداث تتطلب من الباحثين النظر بدقة وتأمل إلى هذه السيرة المباركة، واكتشاف العبر والدروس الأخلاقية والسياسية التي يمكن الإفادة منها في حياتنا المعاصرة للعيش على هذه الأرض بكرامة ورفاهية وسلام.
مختتماً: لابد أن أتقدم بالشكر الجزيل ووافر الامتنان إلى سماحة السيد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة أحمد الصافي (دام عزه) والشكر الموصول إلى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة لدعمه غير المنقطع إلى جامعة الكفيل والفعاليات العلمية التي تنظمها الجامعة، وكل الشكر إلى الهيأة العُليا لمشروع مدينة الحلة مدينة الإمام الحسن A، وإلى كل الباحثين والمشاركين والحضور الذين شاركوا في إنجاح هذا المؤتمر.
تلتها كلمة الهيأة العليا الهيأة العليا لمشروع الحلة مدينة الإمام الحسن المجتبى A ألقاها رئيسها المهندس حسن علي الحلي بيّن فيها:
نستقبل هذا العام المؤتمر الدولي العلمي لفكر الإمام الحسن A بنسخته السادسة، والذي يقام بشعار: (الإمام الحسن المجتبى سيرة سلام ومثال) التي هي أحسن في القرآن قراءات الاحتجاج والاستشراق ثابتين الخطى نحو عناية المرجعية العليا متمثلة بالرعاية الكريمة من قبل الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، متباركين بالإمام الحسن A طائعين مسلمين لنهج آل البيت D متقين الله حق تقاته ومنتهى رضاه، راجين أن يسدد (عز وجل) من أمرنا، ويهيئ رشدنا ويعطينا رغبتنا بأن يكتب علينا من الذين أنعم عليهم الباري من الصالحين.
مبيناً: السادة الحضور سنوات وسنوات من المعاناة والضيق عاشها هذا الإمام بين مقربين جاحدين لا يعرفون الإمامة، وأعداء لا يكترثون، ضاربين عرض الحائط كتاب الله وسنته ووصية رسوله، وبين هذا وذاك تصدى كريم آل البيت D للحفاظ على لحمة الدين وشرائع الإسلام، ويكفي إنه جاء بعد إمام الأئمة علي بن ابي طالب أمير المؤمنين A الذي عنده علم الكتاب وهو باب مدينة العلم فتصور البعض في ذلك الوقت أنه لا يأتي بعد علي آت، لكن الله يأبى إلا أن يتم نوره، والإمامة نور الله وهي فرض منه (عز وجل) وتكليف سماوي الذي لديه العلم الإلهي الذي هيأ الله له الإمام الحسن A إماماً للأمة، وبها سعى الإمام الحسن المجتبىA في الاجتهاد لوضع منهج صحيح يتوافق مع متطلبات عصره وما أحيط به من الفتن.
وقبل أن نختم، ندعو بالمغفرة والرضوان إلى السابقين من فضلاء من الحوزة العلمية، من الداعمين لهذا المؤتمر من يومه الأول سماحة السيد العلامة المرحوم السيد محمد علي الحلو والسيد مضر القزويني (طاب ثراهم)، والشكر كل الشكر للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وأخص بالامتنان والتبجيل لسماحة السيد أحمد الصافي خادم أبي الفضل العباس، وكل التقدير لقسم الشؤون الفكرية والثقافية للعتبة العباسية المقدسة والشعب التابعة له، والشكر الموصول لمؤسسة المرتضى للثقافة والارشاد، وشاكرين للحاضرين ومسك الختام الشكر لجامعة الكفيل لإقامة هذا المؤتمر.
بعد ذلك، ابتدأت فعاليات الجلسة البحثية الأخيرة الخاصة بالبحوث الحوزوية والتي شهدت القاء تسعة (9) بحوث قيمة، أثرت الحاضرين بالمعلومات، لتختتم فعاليات هذا المؤتمر بتكريم الباحثين المشاركين وكل من ساهم في إنجاحه.