مشروع تسقيف صحن أبي الفضل العباس ع خيمة يستظل بها الزائرون

15-10-2019
أحمد صالح
شهدت العتبة العباسية المقدسة مراحل تاريخية بعد أن زال اللانظام البائد الذي كان جاثما على صدر العراق طيلة الثلاثة عقود، حتى جاءت فسحة الأمل بأن يزول الظلم عن بلدنا العزيز، لتأخذ العتبات المقدسة ومنها العتبة العباسية دورها الحقيقي داخل المجتمع وهي تنطلق بكل مشاريعها نحو الرقي والتطوير.
مشاريع عمرانية كان لها اثر عظيم في تقديم الخدمة المثالية للزائر الكريم، ومن أبرزها مشروع تسقيف صحن ابي الفضل العباس A والذي يعد تحفة معمارية ستخلد الى الأجيال، فضلاً عن كونه خطوة في تحقيق الهدف الأسمى، وهو توفير الأجواء المثالية للزائر اثناء حضوره الى صحن ابي الفضل العباس A لأداء الصلاة والزيارة، رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة الاستاذ ضياء الصائغ بيّن أهم التقنيات المستخدمة في هذا المشروع، وما تفرد به قائلاً:
يعتبر مشروع تسقيف صحن ابي الفضل العباس A من المشاريع المهمة التي أولتها العتبة المقدسة اهتماماً كبيراً؛ نظراً للتحديات التي واجهت المشروع في مرحلة انجازه بكافة خطواته، بدءاً من تثبيت الركائز الكونكريتية، بعد أن تم تقوية اعمدة الحرم الشريف من اجل تحمل الأوزان الخاصة بالتسقيف.
مبينا: المنجز عبارة عن هيكل حديدي تم تغطية كافة الصحن الشريف بواسطته وغلف هذا الهيكل بواسطة مادة (السندويج بنل) ذات المواصفات العالية والمستوردة خصيصاً للمشروع، ويحتوي أيضاً على خيام زجاجية تعتبر رمزاً لخيام الامام الحسين A واهل بيته واصحابه A والتي كان ابو الفضل العباسA حامياً عنها، وغلفت هذه الخيام بواسطة اجود انواع الزجاج المعروف بـ(سكاي لايت).
كما يتم التحكم بها في عملية فتحها وغلقها باستخدام لوحات تحكم متطورة، والغرض الأساس من هذه الخطوة هو أن يكون الزائر داخل الرحم الشريف مقابلاً للمنارتين وأيضاً القبة الشريفة التي حرص المصممون للمشروع على أن لا يتم حجب الرؤية.
مضيفاً: تفرد المشروع بتقنية حديثة تمثلت باستخدام الجسور الحديدية دون الاستعانة بالأعمدة الوسطية التي تؤدي الى اخذ مساحة من الصحن الشريف، وهي خطوة تعد مهمة نظراً لتوافد الجموع المليونية خلال الزيارات التي تشهدها مدينة كربلاء المقدسة، والمشروع يحتوي على نوعين من القباب منها الثابتة والأخرى متحركة، الأولى عددها (14) خيمة ترمز الى عدد الأئمة المعصومين D وهي بقطر (5م) وارتفاع( 3م). أما النوع الثاني فهي قباب متحركة قطر الواحدة (9م) وارتفاعها (5م) موزعة على أركان الصحن الشريف.
وأكمل الصائغ قائلاً: تم استخدام مادة (الفايبر كلاس) والتي تعتبر خفيفة من اجل تغليف القباب من الداخل والخارج كمرحلة أولى. أما المرحلة الثانية فهي تغليفها بواسطة الكاشي الكربلائي المعرق من الخارج. أما من الداخل فقد غلفت بواسطة الزخارف الزجاجية التي تغطي مشروع التسقيف من الداخل بالكامل.
يذكر أن قسم المشاريع الهندسية أنجز العديد من المشاريع العمرانية التي كان لها اثر واضح في تطوير منشآت العتبة المقدسة ومرافقها لاسيما الخدمية والتي تكون على تماس مباشر مع الزائر الكريم.