بين محرم وشعبان... أفراح وأحزان

15-10-2019
صفية الجيزاني
أنا شهر شعبان الذي تتشعب فيه الخيرات، وتكثر فيه الأفراح والمسرات، بولادة الأطهار والسادات من أرحام العفيفات الطاهرات، ففي الثالث مني ولد خامس أهل الكساء، فتزينت لولادته السماء، وابتهجت الملائكة وقرت عين الزهراء...
قال الرسول J: يا أسماء، هاتي خيرة الأبناء، فدفعته إليه وهو ملفوف بخرقة بيضاء، فسماه حسينًا من بعد أن أتاه النداء من رب السماء...
وفي الرابع مني ولد الفضل والإباء... قمر مشرق أضاء الأرض والسماء... وزاد على الناس جمالًا وبهاء... خير مولود عجنت طينته من ولاء ووفاء وفداء...
وفي الخامس مني ولد السجاد خير العباد... من أحسن الناس علمًا ورشادا... عليه أثر السجود للواحد المعبود...
وفي الحادي عشر ولد علي الأكبر كأنه فلقة قمر شبيه سيد البشر...
وفي الخامس عشر ولادة منقذ البشر... الإمام الثاني عشر... فكل القلوب تنتظر ظهور المهدي المنتظر...
فمن مثلي من الشهور... أملأ الدنيا ابتهاجًا وسرورا... بولادات البدور من أهل البيت الطهور...

- محرم...
أمّا أنّا فشهر الأحزان.. تبدأ مني مصائب أئمة الزمان...
ففي العاشر مني قتل خامس أهل الكساء... فحزنت لقتله الأرض والسماء... وثكلت بقتله أمه الزهراء..
قال الرسول J لأم سلمة: إن أصبحت هذه التربة حمراء فاعلمي أنه قد حلّ الكرب والبلاء...
وقبل سيد الشهداء قد قُتل الفضل والإباء.. ساقي العطاشى وحامل اللواء..
وقبله قد قُتل القمر... كانوا إذا رأوه تذكروا سيد البشر... يا حسرة على كوكب عمره قد قصر...
وفي الخامس والعشرين استشهد زين العابدين... بعد معاناة السنين... من البكاء والحنين... فحزن لفقده العالمين...
فمن مثلي من الشهور حزنًا وغمًّا مدى الدهور... فقد أفلت في أيامي خير البدور... من أهل بيت طهور...
وعلى مدى الأيام والعصور... من أفراح وأحزان وظلمات ونور... ستختم الأمور عند ذلك الظهور... فتملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد ما كانت مليئة بالظلم والجور.