(بعد تعرضها للصدمة والفجأة في إخفاء حقائق مهمة عن حياة وسيرة أهل البيت ع) الموالية الصربية ياسمين تشاتشيك تعتنقُ الإسلام وتلتحق بركب سفينة أهل البيت ع
15-10-2019
طارق الغانمي
إن طهارة القلب وخلوه من الشوائب تعتبر من أهم الأسباب التي تدفع الباحث عن الحقيقة إلى اعتناقها حينما يجدها على خلاف ما كان يعتقده فيما سبق... فيتعرض إلى الصدمة ممّا كان مخفياً، ويسعى إلى عملية البحث لجمع الأدلة والمستندات التي تدعم ما اقتنع به من مكتسبات وحقائق مخفية، وخاصة تلك التي تخص معتقده الديني الذي يعتبره هو الحق وسبيل نجاته في الحياة.
الموالية ياسمين تشاتشيك إحدى الشخصيات التي عملت ونقبت في المصادر الإسلامية للتوصل إلى حقائق مهمة تسردها في لقائنا معها في السطور التالية، فعرفت نفسها قائلة:
اسمي ياسمين تشاتشيك، ملقبة بـ(أم طالب) من مواليد 4/7/1974م، من يوغسلافيا الأصل (صربيا الحديثة) خريجة الدراسة الأعدادية، متزوجة ولديّ طفلان طالب وسارة.
تشرّفت باعتناق الدين الإسلامي الحنيف المتمثّل بخط أهل البيت ع، بعد كثير من الفحص والدرس توصلت إلى النور المبين لولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع والحمد لله على هذه النعمة العظيمة.
فبعد مدّة طويتها في الضياع والجهل، شعرت أن الله (عز وجل) أخذ بيدي وانتشلني من قعر الظلمات ويرفعني إلى حيث سناء النور الفاطمي البهي.
كما أن السبب الرئيسي لاعتناقها مذهب أهل البيت ع فتقول ياسمين: إن قصتها طويلة في هذا المضمار، فما كانت تعرف عنهم شيئاً، ولا تعرف هناك مذهبا اسمه المذهب الجعفري، لكن بعد انتقالها إلى هولندا والعيش فيها، تزوجت هناك بشاب مسلم شرح لها عن آل البيت (صلوات الله عليهم)، ولم يجبرها باتباعهم ولم يفرض عليها أي شرط، بل تولدت لديها قناعة تامة قادتها إلى اعتناق هذا المذهب المبارك.
وإليكم القصة كاملة...
لم أكن أعرف زوجي أنه من أتباع مذهب أهل البيت ع، فبعد الزواج كان يتردد بعد عودته من العمل إلى المسجد لأداء الصلوات أو الحضور المجالس الحسينية، كنت كثيرة الأسئلة له عمّا يقوم به، وهو كان يجيب عنها بكل سلاسة ومدعومة بمصادر من المذاهب الأخرى.
لكن أكثر ما كان يدهشني هو البكاء على شخص اسمه الحسين ع، وكنت أقول له: أليس بغريب تبكون وتنوحون على شخص متوفى قبل مئات السنين؟! أليس هذا شيئاً يثير الدهشة والاستغراب؟! فمن هو هذا الشخص.. كلمني عنه؟!
وكان بدوره يشرح لي عن كل ما سألته، ويوضح على ما جرى لسبط النبي المختار ع من مصائب وأحداث غيرت مجرى التاريخ الإسلامي إلى يومنا هذا.
بعدها صار لي إلمام بهذا الموضوع، ومعرفة بشكل تام واقتنعت قناعة كاملة بهذا الموضوع، لذا قمت بالبحث والاستقصاء في كتب التاريخ والمصادر من كافة المذاهب الإسلامية، وأنا من النوع أرغب بالتوصل للحقائق بشكل أو بآخر، وأول شيء بحثت عنه في لغتي لم أجد أي كتاب أو مصدر يتحدث عن هذا الموضوع، ممّا اضطررت بالبحث في اللغة الانكليزية فوجدت الكثير من المصادر والمراجع والمعلومات والمواقع الألكترونية بهذا الجانب، وأود أن أشكر زوجي لمساعدته لي بالبحث عن الحقيقة الضائعة على أغلب الناس مع شديد الأسف.
المفاجأة بالنسبة لي كانت لماذا تغييب كل هذه الحقائق في عالمنا؟! ولماذا لا يوجد مصداقية في نقل الحقائق؟! وهذا ما صدمني كثيراً، ومتفاجئة في إخفاء هذه المعلومات والحقائق المهمة في المذهب الذي كنت عليه في السابق.
بعد ذلك تقول ياسمين...
قرأت كثيراً عن مظلومية سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ع، وتعمقت أكثر إذ طالعت الكثير للوقوف على مظلوميتها واغتصاب حقها وإرثها بالإطلاع على سيرتها في المذاهب الأخرى، وأما بخصوص مظلومية الإمام الحسين ع ففي المذهب السابق كنا نحتفل في ذكرى مقتله ع، ولم نكن نعرف شيئاً عن هذه القضية المأساوية التي أبكت أهل السموات والأرضين، واليوم الحمد لله اصبح سيد الشهداء ع الرئة التي استنشق بها الروح والريحان والايمان. وأجابت ياسمين عن سؤالنا بخصوص مشاعرها بعد معرفتها بقضية الإمام الحسين ع وزيارته لأول مرة؟
شعور غريب وصدمة كبيرة رافقها حزن وبكاء وعويل، كانت لحظات لا تنسى في حياتي، حياتي اصبحت كلها حسينا ع، وصرت إنسانة محترمة ومحتشمة وجيدة ببركات ذلك الملهم فلذة كبد الزهراء ع.