اليوم الأخير في زيارة الأربعين... في حب السيدة زينب عليها السلام
15-10-2019
عايدة الربيعي
سائرون.. علويون.. حسينيون.. جعفريون.. منتظرون.. نسير بحب كبير في ما ورائيات الحدس ومضمون الحقيقة.. في مزار جماعي يستمر المسير والحضور بمساعدة الله (عز وجل) على المشقة والتعب الذي لم نسقط لأعيائه أجسادنا، من أجل الوصول الى كربلاء الى ضريح الإمام سيد الشهداء وأخيه أبي الفضل العباس ع، انها نعمة الولاية ونعمة الإيمان.
آلاف مؤلفة تكتنز الكلمات في (صمت يحمل هيبة الكلام) وقوة المعنى، الأطفال ايضا كان لهم حضور ليس قليلاً، كانوا يغفون في عجلاتهم الصغيرة سادرون في براءتهم المتداخلة في القضية الكبيرة، تتداخل المشاهد، مسير، مواكب وشوارع مكتظة، كم نبدو بارعين في عبورنا الملاييني واصرارنا الموحد الذي يلف عزائمنا بالرغم من وجود المتربصين بنا والنيل من الزائرين النازحين نحو مدائن الطف..
نعم تراقبنا المفخخات، وذوي الأحزمة الناسفة الناطقة بالهزيمة في استهدافها لشيعة آل محمد ص نحن نرقب الشهادة بعبث الشظايا التي تعوي بها الانفجارات.
شظية او عبوة تحتضنني لتنسف احلامي فتهديني الى الأفق شظايا، اباغتها بتجاهلي لأتذكر وجه سيدتي ع الذي يشبه الشمس مع اسئلة تمخر ذاكرتي بشيء من الحزن الذي استشعر به عندما انصت الى ذكراهم... يا ترى هل غيرت الأميال اللافحة وجوهكم وذلك الترف المحمدي المطهر؟
كم ضاقت بكم الدنيا بما رحبت حين السبي؟ كم ضاقت في معابرها؟
كم ترددت الصرخة الحسينية (هيهات منا الذلة) رغم السلاسل والقيود وسلطة الجائرين يومها..؟
تساؤلات كثيرة مخبوءة في زمن يرافق ذاك الحزن وتلك الفاجعة الجلل.
سيدتي روحي لك الفداء، لم تغلق ابوابكم بوجهنا يوم ضاقت بنا الدنيا، كنتم أبواباً للحوائج حتى في عاشوراء حزنكم.. نستمد من آفاقكم مكاناً يحفظنا في زمن نهب كل شيء الا ما اراد الله ان يبقى محفوظاً.
الأفق متوشح بالسواد.. انه الحب الحسيني الفاطمي الزينبي جوهر الكون واسباب وجوده، لازلنا سائرين تتخضب الطرقات بثراها تحت اقدامنا المنهوكة..
ها هي الأمواج البشرية.. مسيرة راجلة عرفانا بحق المودة في القربى للعترة الطاهرة..
جحوفٌ كالسيل المتلاطم نحو كعبة الخلود.. تحمل بوعي معاني وفلسفة هذه الشعيرة..
يعلو الهتاف ليشق عنان السماء(يا حــسين) نبع حناجر صادقة في الروضة الحسينية؛ لتؤكد البيعة وتؤازر العقيلة في مصابها يوم الأربعين.
سيدتي فديتك روحي وأولادي الأربعة، صمتك، خطبتك في حضرة الطاغوت وعبرة مكدودة بفراق الليوث، سجلها التأريخ وجعاً طاهراً ودوراً يباهي به الآفاق في مشارق الأرض ومغاربها.
كان شاهداً زاخراً في التاريخ البشري فقد اكدتِ كيف تبني المرأة المجتمع، وكيف يتكامل بانجازها عندما تكون حاملة لرسالة كبيرة في عزم لا يهده الجبروت، ولا يثنيه الحزن.
نعم، فقد تعلمنا من العزم الزينبي كيف يكون صرخة ثائرة تصك اسماع الطغاة على مدى الدهور، وهذا درس يجب ان نقتاد على هداه كنساء خاصة، فالحوراء ع شريكة اخيها الحسين ع في نهضة الأمة وحياة ضميرها.
حوراء الطالبيين محطة كبيرة طبيعية لمدرسة امير المؤمنين وامها الزهراء ع .