قافلة الحق..

15-10-2019
رشا عبد الجبار
لم يكن حكم معاوية شرعياً فما بالك بحكم يزيد، ولم تكن للأمة أي إرادة في عهد الأمويين الذين انتهجوا سياسة القتل والتعسف وتكميم الأفواه وسلب الحريات والفقر المدقع والتنكيل، ناهيك عن محاربة مبادئ الاسلام، فما النتيجة التي تُرجى من حكومة يزيد (لعنه الله).
قال الحسين ع: (إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم الله ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله).
كان دخوله ع إلى مكة سنة ٦٠ للهجرة، توجه لزيارة قبر جده الرسول J ولم يكمل حجه بسبب خطورة الموقف، ولأنه كان ملاحقاً من قبل الجهاز الأموي، والامويون أهل غدر وخيانة ليس غريبا عليهم فعل هذا الأمر وقتل السبط ع حرصاً على مصالحهم واهدافهم حتى لو كان متعلقاً بأستار الكعبة، فكان لابد من قيام حقيقي، وثورة الإمام الحسين ع في كربلاء هي كذلك وأتت أكلها منذ اللحظة الأولى، فهي ثورة اصلاح استعادت للأمة الاسلامية ماء وجهها بعد حكومة فاسدة تمثلت بيزيد، سقطت فيها دولة بني امية رغم أن الإمام ع واصحابه قضوا جميعا في تلك المعركة غير المتكافئة، كان جلياً للإمام ع بحكم دوره العظيم الذي هو من عند الله أن يتسلم زمام الأمور في تغيير الأوضاع الراهنة آنذاك من واستبداد وسلب للحقوق التي كانت تمارسه تلك الدولة الظالمة إلى إرادة صُلبة لا تهزم؛ لأن الهدف العظيم لابد أن يُسفر عن نتائج عظيمة، فلتلك الدماء الطاهرة أثر في مجابهة الباطل حتى يومنا هذا وللأبد.