بالتزامن مع ذكرى الزيارة الأربعينية.. فعاليات دينية وثقافية وفنية نسوية تطلقها المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة
15-10-2019
آلاء محمد حسين الخفاف
تعتبر مسيرة الأربعين في ذاتها اعلاماً حسينياً ثقافياً متميزاً لنشر مفاهيم وأهداف القضية الحسينية بأبعادها الإنسانية المختلفة، لتثبيت جذورها وبيان فضائلها، وفارقة اجتماعية سجلتها وحدة مقصد الأمواج البشرية صوب الرمز الروحي والإنساني الخالد لها.
لم تكن المكتبة النسوية التابعة للعتبة العباسية المقدسة فيها بعيدة عن دورها الذي ظل نابضاً بمسؤولية استقطاب فئات وشرائح نسوية مختلفة ترفدها ثقافياً وعقائدياً بنبع الأفكار السليمة لتحصينها بكل ما من شأنه يعيق الارتقاء بحياتها وحياة عائلتها اسلامياً وانسانياً، فأرست قواعد موكبها على أرض جامعة العميد خيمة ثقافية للعام الثاني على التوالي، مستقبلة فيها جحافل الزائرات السالكات طريق (يا حسين) راجلة صوب قبلة الآمال والآلام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) بحزمة من الفعاليات الثقافية والفنية والدينية انتقتها بدقة في التخطيط والتنفيذ.
وعن تفاصيل أعمق بما تهدف اليه الخيمة من خدمة ثقافية، تحدثت السيدة أسماء رعد مسؤولة شعبة المكتبة النسوية قائلة:
انسجاما مع دور المكتبة الثقافي التوعوي والفكري حرص كادر المكتبة النسوية على إقامة واستحداث فعاليات توعوية تستهدف سد الثغرات الفكرية والثقافية لدى الزائرات إن وجدت، وتسليط الضوء على المعالم الإنسانية لواقعة الطف؛ بغية تطوير المسيرة الفكرية والثقافية للمرأة والطفل، والنهوض بالزيارة الحسينية محلياً إلى مستويات عالمية عن طريق استقطاب زائرات من جنسيات وأعراق مختلفة.
الفعاليات تضمنت معرضاً للكتاب تصدرت فيه عناوين التنمية البشرية وتطوير مهارات الذات الإنسانية وفق التوجيهات الإسلامية، إضافة الى الأدبية والعقائدية والتاريخية، وآخر للأطفال حوى إصدارات لشعبة الطفولة والناشئة التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، تنوعت مواضيعها بين الثقافية التربوية والأخلاقية والقصص التاريخية لرموز الحضارة الإسلامية تعزز القيم والمبادئ الإسلامية التي يدعوا إليها أئمة اهل البيت (عليهم السلام) في سلوكيات ونفوس الأطفال.
وبينت السيدة إسراء الموسوي إحدى منتسبات المكتبة النسوية المسؤولة عن معرض الأطفال:
هناك إقبال واسع شهده المعرض من قبل الأطفال الوافدين مع ذويهم لأداء مراسيم زيارة الأربعين، حتى أطفال من جنسيات وقوميات مختلفة.
كما بيّنت الأخت زهراء جواد ضمن كادر المعرض:
إن قراءة القصة او الموضوع يتبعها مناقشة علمية؛ بغية ترسيخ المفاهيم التربوية والسلوكية في اذهانهم، يتبعها تقديم هدايا رمزية تحفيزية على القراءة.
كما تم إقامة معرض لإصدارات قسم الشؤون الفكرية والثقافية من الكتب والمجلات الأكاديمية وإصدارات شعبة التأليف والدراسات، وعرض دليل المكتبة الإلكترونية بالرسائل والأطاريح، وصور توضيحية لعمل ورشة ترميم المخطوطات التابعة لدار ترميم المخطوطات في العتبة العباسية المقدسة شهد اهتماماً وإقبالاً واسعاً من قبل الزائرات.
كما شملت الفعاليات مسابقة ثقافية وندوات ثقافية توجيهية وتوعوية تبث رسائل انسانية للتعريف بالقيم التي استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) من أجلها، بمحاور تربوية وإعلامية شهدت حضوراً واسعاً ونقاشاً وتفاعلاً كبيراً بين الحاضرات والمحاضرات.
وبغية تنشيط العمل الثقافي بألوان متعددة من الفنون الثقافية الجاذبة تم عرض فيلم للأطفال سيناريو ومونتاج واخراج: آلاء الخفاف إحدى منتسبات المكتبة النسوية، يتناول الأبعاد الإنسانية لحادثة الطف تحت عنوان (تعلمت من الطف) بشكل مشوّق مع شرح تفصيلي عن مضامينه في جلسة خاصة للأطفال بعد العرض.
كما تم إقامة مرسم حسيني للأطفال، وعرض مسرحي خاص يتناول الجانب التاريخي لنساء نصرن القضية الحسينية بعنوان (ولهن معها مواقف) سيناريو وإخراج: آمال الفتلاوي، وقام بأداء أدواره عدد من منتسبات المكتبة.
كما لم تغب عن هذا المشهد الحسيني الفعاليات الثابتة، وهي التغطيات الصحفية (مقروءة ومصورة) للفعاليات الثقافية والخدمية الحسينية للشُعَب النسوية التابعة للعتبة العباسية المقدسة والعبادية المتمثلة بـ(قراءة دعاء كميل – قراءة دعاء الندبة - مجلس عزاء- محاضرة دينية - ختمة قرآن). كما أنه تم تخصيص يوم لتقديم الطعام للزائرات والتبرك بخدمتهن لنيل شرف هذه الخدمة المباركة.
الزيارة الأربعينية الخالدة فاصلة ثقافية وفكرية كبيرة تقود الإنسانية الى الصدارة فيما إذا استثمرت بعمل منظم ومخطط ومدروس في ضخ موجات متواصلة من الوعي الثقافي والفكري لعموم الزائرين الذين يكونون على استعداد تام لاستقبال مثل هذه الكم المتميز من الأفكار الثقافية التي يكون أساسها ومنطلقها الفكر الحسيني الخلاق.