(مثلي لا يبايع مثله) صرخة المصلحين بوجه المفسدين

15-10-2019
احمد محمد الدراجي
(مثلي لا يبايع مثله) منهج خطه الحسين بدمه الطاهر، ورسالة كتبها بحروف الإباء للإنسانية جمعاء، وسُلَّم نحو الحرية والعلياء، فهو ع لم يقل: أنا لا أبايع يزيدا، وإنما قال: "مثلي لا يبايع مثله"، حتى يسد أبواب شخصنة القضية، ويقطع الطريق أمام من يريد أن يختزل التكليف بالحسين فقط، أو يحصره في زمن معين، فالحسين بمقولته تلك أسّس لقاعدة حيَّة ممتدة على طول الخط مفادها: من يدّعي أنه حسيني عاشورائي، فلا يبايع مثل يزيد، لا يبايع من يسير على نهج يزيد، نهج الفساد والظلم والقمع والتمييز والاستبداد وخنق الحريات.
فوفقاً للمنظور الحسيني أن من يختار ويبايع أهل الفساد والظلم فقد بايع يزيدا، وقتل الحسين؛ لأن: "مثل الحسين لا يبايع مثل يزيد"، إن الوفاء والانتماء الحقيقي الصادق للحسين ع يكون بالتمسك بالمبادئ والقيم والأهداف التي اجتز رأسه في سبيلها، الوفاء للحسين ع بالسير على نهجه الإنساني الإصلاحي التضحوي في الوقوف في وجه الظلم والاستبداد والفساد، وعدم الركون إليه أو السكوت عنه، فضلاً عن مبايعته وتمكينه وتسليطه، فمثل الحسين لا يبايع مثل يزيد الذي يمثل خط الظلم والفساد والقمع.
يقول أحد العلماء المعاصرين: ((ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالاتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين ع وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه، إنه الإصلاح.