من أدب فتوى الدفاع المقدسة (الصوت)
23-09-2019
خاص صدى الروضتين
وقف مهند الفتلاوي وسط الجماهير المحتشدة التي استقبلت العوائل النازحة من الموصل الى مدينة الحلة، كان يدرك المتعة التي تصل ذروتها عند خدمة أي نازح وهو يدرك بروح النصرة الحسينية معنى أن تُهجّر هذه العوائل وهم يحملون جرح العوز والضيم، وساهم في اغاثة هؤلاء العوائل فطرة الخدمة الحسينية، وحدث التنامي في أمر التحدي الى مواجهة عصابات داعش الخيانة، وصراع الموت في جرف النصر وتمكن من قتل 11 داعشيا في صولة واحدة في سامراء.
ما أجمل أن يتسم الموقف بالعناد فيتلاشى الخوف ويمشي الموت بين القوم، شهداء وجرحى واذا بصوته الشجي ينطلق ليشدو وسط ضجيج الحرب: (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن..)، فيخلق على جبهتي المواجهة تأثيراً كبيراً، يرعب الدواعش ويجعلهم مرعوبين.
ماذا يريد هذا الصوت منهم؟ ولماذا من دون جميع الأصوات يخيفهم؟ وصوت الشهيد أمجد شجي يجبرهم على الاصغاء ويسكت افواه الرصاص: (صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة).
كانوا لا شغل لديهم سوى البحث عن مصدر الصوت ليرسموا حدود التواجد، لكنهم يفشلون؛ لأن الصوت ينبعث من كل مكان، ولا شيء في ميادين الحرب يقدر أن يواجه خشوع الدعاء، لذلك كان الداعشيون يرون بقاء هذا الصوت يرعبهم، لابد أن ينتهي هذا التطاول الشامخ على رؤوسهم، كيف لهذا الصوت أن يتحدى الامكانيات كلها ويشمخ.
أما في الطرف الثاني كان مقاتلو الحشد يتناغم الدعاء مع الروح، كان يرفع عن كاهلهم التعب وتتوحد الاصوات معه لتردد (وفي كل ساعة من ساعات الليل والنهار ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا) حينها تردد الميادين معهم (برحمتك يا ارحم الراحمين).
سألته:ـ هل كنت تعلم أن النهاية هنا..؟ اجابني بحماس:ـ نعم وكنت أعرف واذا لم أكن أعرف ما كنت اتيت، انا هنا في بيجي لكني أقف عند عتبات الطف الحسيني، اصرخ عند كل هجوم: (لبيك يا حسين)، عراقك أنظف من أن تمسه عتاة الشياطين..
:ـ ألو.. أبي.. انا سأرحل اليه سلام الله عليه.. فبارك خطوتي بالدعاء..
يقول احدهم وكأنه يريد أن يقرأ المستقبل: بعد النصر سيرفع جميعهم راية البلاد ولا احد يتحمل مسؤولية الدم والعطش..! اجاب الشهيد امجد:ـ انا لا يهمني ما تفعله حثالات التاريخ، انا يهمني ان اكون مع الطف، وليكن من يكون هو الخصم.
:ـ ألو امي.. عليكِ بعزة زينب أن تستقبلي جنازتي بزغاريد الفرح، انثري الحلوى وانظري الى ميدان قتالي كما رأت مولاتي زينب ميدان قتال اخيها A، حين قال لها ابن زياد: ماذا رأيت..؟ أجابته: ما رأيتُ إلا جميلا.