سفر إلى زينب ع

23-09-2019
عدنان عطيوي
أعدت السيدة زينب إعداداً عقائدياً على أيدي ثلاثة أئمة معصومين ع لتثبيت قواعد التوحيد، إذن أبعاد ثلاثة تتجلى من خلالها مراحل التعليم، انتهت من تحديد مواقع تمركزها ع لتكون (أشهد أن لا إله الله) بمعنى أن تكون كلمة التوحيد، بمعنى أنها ع أعدت لإعادة تثبيت أولويات الرسالة النبوية الشريفة بدءاً بالتوحيد أي أنها ع أعدت لتفعيل الصورة الذهنية التي رسمتها الرسالة النبوية المقدسة من قوة الذهن إلى قوة الفعل والتي أشار إليها الإمام الحسين ع بقوله: (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله لآمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر)، استعار الإمام الحسين ع) كلمة (الاصلاح) بدلاً من التوحيد؛ لأنها لا تقبل عند الآخرين، والجميع يدعي أنهم موحدون والعكس تماماً.
قال الإمام الصادق ع: (لا يوجد شيء في السماء ولا في الأرض إلا بسبع الإشاءة: الإرادة، القضاء، القدر، الاذن، الكتاب، الأجل، من جحد منها واحدة فقد كفر).
زينب ع في عناية الأبوة المعصومة:
مفردة واحدة من داخل بيت الإمام أمير المؤمنين ع في المدينة المنورة تعبر عن جوهر حياة العقيلة ع وهي متأثرة ومنفعلة بنظام العصمة بتعليم وإعداد أمير المؤمنين ع في طريق التكامل حتى تظهر لائقة في أعلى مقام التكريم الإلهي.
السيدة زينب ع معلوم عنها أنها معلمة ومربية عقائدية وأخلاقية لكل ما تجهله المرأة المؤمنة في حياتها، فعندما يأتين النساء إليها لأخذ التعاليم، ولقضاء بعض الأمور، فإن الإمام علياً ع يقف عند عتبة الباب من الخارج، ويستوقف النساء الخارجات من عند زينب ع ويقول لهن: (لا تصفنها إلى بعولتكن)، أقول: أراد الإمام ع أن يقطع على الآخرين حتى حالة التمني عن نفوسهن حتى لا تعلق صورة السيدة زينب ع وتكتنزها خواطرهم (أي شيء لا يوصف لا يعلق في الذهن) وعلى هذا الدرب أعدت السيدة زينب ع لمقام ومنزلة عظيمة.