ثروات الطف
18-09-2019
حسين مناتي
الطف مدرسة عريقة نبتها عامر بالثمار، حصادها أخضر يانع لازالت الأمة تستطعم منه الكثير، وتنال منه الخير الوارف؛ لأن كل تصرف في ليلة عاشوراء وصبيحته كان درساً مثلَ أمة جديدة أبية ثائرة على الظلم.
حصد الحسين A في الطف كل صور الانسانية وأهم ما حصده في ثورة الطف الثروة الانسانية التي تعامل بها كقائد مع الجميع (الأبناء والاخوة والاصحاب).
كان من ثروات الطف الدرس الاول في التعامل الانساني وهو لزوم القضاء على دين أنصار الحسين حتى لا يكون في ذمته اي شيء لبني البشر، فكان قوله قول رب العزة: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُم أَن تُؤدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهلِهَا" (سورة النساء: 58).
انتقالية اخرى موعد كبير مع العبادات والطاعات، ليلة طويلة بمأساتها كان عنوانها الرئيسي التوجه الى الله والصلاة والدعاء، فكان أهم ما قدمه الأمانة والصلاة.
ثم الصباح كان أكثر تميزاً بدايته مع صلاة الصبح ثم التوجه لقاتليه، مساعٍ منه حثيثة لإنقاذهم من النار التي توجهوا لها بمحض إرادتهم، فكانت آخر الحجج التي ألقاها على امة العرب: "لا تفعلوا كما فعل اليهود بأنبيائهم وأبناء أنبيائهم".
لم تتوقف هذه الجهود والمساعي عند هذه الحال، بل أقدم الحسين A ليعطي أعظم صورة من صور التسوية والعدالة الانسانية، خده الشريف يضعه مرتين احداهما على خد عبد تركي، وآخر على خد ابنه شبيه النبي J، ليكون ذلك الموقف أبرز ثروات الطف: "حب لأخيك ما تحب لنفسك".
لم يتوقف هذا المد الانساني عند هذا، بل حتى الحيوان كان له سهم الحق بالمعاملة: "لا أشرب الماء حتى تشرب..!!" فسنّ الحسينُ A اهم قوانين حقوق الحيوان الذي عد ثروة من ثروات الطف التشريعية.
لم تتوقف الطف منذ زمن بعيد عن تقديمها انجازات ثورية، فكل من يبرز الى الشهادة يبرز بروح العاشق للقاء الله تعالى، واهل بيت النبي D. كما أن الطف بقائدها تحوّلت الى نهر هادر من أنهر الانسانية العظيمة التي اختصرت أهم مواضيع التعامل الانساني مع الآخر الذي يشاطرنا الحياة، ليكون الود والاحترام مصدر التناغم والتعايش المجتمعي.