عاشوراء عقيدة وتأريخ
18-09-2019
مفيد السعيدي
خرج الإمام الحسين ع في سنة 61 للهجرة إلى العراق قادما من الحجاز، لمحاربة الفساد والخارجين عن الدين الإسلامي الحنيف: (إني لم أخرج أَشِراً ولا بَطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً، وإنّما خَرَجْتُ لطَلب الإصلاح في أمّة جدّي رسول الله)، ضد الكفر والطغيان حيث بلغت الأمة ما بلغت من جور وظلم وتحريف بالسنة النبوية الشريفة.
بخروج الإمام مع أهل بيته وأصحابه، رسم صورة التضحية من اجل المبادئ، وأيضاً إيضاح معنى الإنسانية والدين الإسلامي الحقيقي ورسالة السماء التي جاء بها نبي الأمة، وعند وصوله إلى ارض تسمى (نينوى) وعندما سأل فتيان المنية عن اسمها، فكان لها عدة أسماء: الطف, الغاضرية, كربلاء.
يوم العاشر من محرم الحرام، هو يوم استشهاد الحقيقة، وإتمام الرسالة المحمدية وتثبيت الإسلام المحمدي الوجود الحسيني والزينبي البقاء في الأرض، وان استذكار الواقعة هو الرجوع ومعرفة الإسلام الحقيقي.
إن ثورة الإمام الحسين كانت بداية الانتفاضات، وليس نهايتها كما يعتقد آل أمية وبنو العباس بقتلهم الإمام والأئمة هو نهاية الثوار والمطالبين بإحقاق الحق، حيث توالت الانتفاضات بعدها ثورة التوابين وبعدها ثورة المختار الثقفي بأخذ الثأر بدم المقتول بكربلاء وثورة زيد بن علي الشهيد.
هناك الكثير من المستشرقين والغرب أخذوا من ثورة الإمام الحسين منهج الانطلاق ثوراتهم، وفي مقولة الثائر الكوبي "جيفارا" قال: "على جميع الثوار في العالم الاقتداء بتلك الثورة العارمة التي قادها الزعيم الصلب الحسين العظيم والسير على نهجها لدحر زعماء الشر والإطاحة برؤوسهم العفنة"، هذا وقد قال الزعيم الفيتنامي (هوشي منه): "أيها الجنود الشجعان وانتم في خنادقكم انظروا الى ذلك الرجل الشرقي انه الحسين العظيم الذي زلزل الأرض تحت إقدام الطغاة" والحديث طويل بهذا الشأن.
ما أشبه الأيام مع اختلاف الأزمان، اليوم معركة أحفاد الثورة الحسينية، يواصلون انتصاراتهم لدحر قوة الظلم والضلال، وأيضاً هي كذلك؛ لأن معركتنا الجارية ضد اعتى عصابات إجرامية وانعكاساتها التاريخية، لأن معهم كبرى الدول الاستعمارية والاستكبارية حماة الإرهاب، ونحن معنا الله وقدوتنا الحسين A.
عجيب هذا الرجل يموت بجسده فتحيا امة كاملة، ويقتل مره فيولد ألف مرة، ويصرع وحيدا بلا ناصر، والملايين يلبون نداءه، ويقضي عطشانا فيخلد ذكراه متجددا..
السلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا.