كربلاء تستقبلُ عاشوراء والأربعين..

18-09-2019
مصطفى هادي ابو المعالي
إذا أردت خطاً في الحياة والنجاة، فكن مع ركب الشهداء، وخذ مثلاً من سيد الشهداء تعش كل الدهر في امان.
ويبقى النداء في الأرض والسماء وله معان كثيرة كان في الماضي النداء، ولكن يخاطب به الحاضر والمستقبل: (هل من ناصر ينصرنا) هو موقف يحدد براءة الذمة أمام رسول الله J وهل لمن سمع النداء براءة في حياتهم..؟ لا ارى لهم براءة ولا حسن العاقبة.
كتب الكثير من الباحثين وأخذت الآراء حيزاً واسعاً في الكون حيث يتميز الدور القيادي في واقعة الطف من خلال ملاحظة ذلك نجد بأن الامام الحسين A يأخذ الامور بجانب هدف معين هدف يسمو الى ايصال مبدأ واضح في الفكر الاسلامي من خلال تحديد الآلية والمغزى من الحديث حيث تعامل A بالصبر والاباء ودمج بين الشجاعة والهدوء بمقامه الشريف، وأوضح الغاية من النصرة ونصرة الاسلام وما بعث من رسائل ومن لحق به استشهد ومن لم يلحق به لم يدرك الفتح.
اذن، كأنه A كان يعلمهم ولنا وضع استراتيجية بين الماضي والحاضر والافق للمستقبل من خلال مواعظ وعبر وغايات لواقعة الطف من دور للجهاد ودور للفتح ودور للأصحاب حيث يعطي دوراً للأصحاب (رضي الله عنهم) من خلال الخطاب الذي دار بينهم مثالاً مع الحر، وزهير بن القين، ومن قال للحر: ابشر يا حر بالجنة.. تلويح وايذان له وانهم خير الاصحاب في الدنيا والآخرة حيث يتحدد الحوار بين الامام الحسين A وبين زهير بن القين في لقاء يحاكي به كل العقول غاية، ولم يكن فرضاً على الاصحاب ومن يلاقي دعوة الجهاد اعطي لهم طريق للفتح.
ونلاحظ موقف زهير بن القين حيث انه كان بعيداً عن خط الثورة والالتحاق بالركب الجهادي، وبعد ذلك فاز بالشهادة مع الحسين A، وأخذ جانب الخير والخلود وترك الباطل في اختبار جاء في زمان الوعود بالمال والذهب والإمارة من عبيد الله بن زياد والشمر ويزيد ومنهم شر الاباء تورثه للأبناء ومن حاول شق طريق الدين والانحراف عن تعاليم القران والنبي J.
ادرك زهير بن القين بأن المسألة تدخل ضمن اطار الاسلام فيغلب اطاره الشخصي ويفضل الدين والاسلام.. اذن، كان هناك طريق يجمعه بالإمام A، وبعد التحاقه بركب الحسين A قال: والله لوددت اني قُتلت ثم نُشرت ثم قُتلت حتى أقتل هكذا الف مرة فداء للحسين A.
وأما ما جاء من موقف الحر وهو من كبار الكوفيين كذلك الحال كان مكلفاً بالسير ومراقبة الحسين A من مواقف قبل لحظاته الأخيرة للفوز بالشهادة.
وفي مواقف ومواطن كثيرة كان اللقاء بين الامام الحسين A والحر الى أن أخذته نصرة الاسلام وسلوك طريق الحق مع الامام الحسين A، وتبقى نصرة الامام الحسين A تتكون بشكل اوسع نطاقاً عالمياً؛ لأن نفساً أبية بين جنبيه، فوالله لن يسلم لكم، وأعاد لنا بالحاضر معاني في الشهادة والنصرة، ورد هيبة الاسلام في فتوى الدفاع المقدسة.