سأل احد التلاميذ:ـ هل نستطيع تغيير الحالم من حال الى حال أم أننا لابد أن نرضخ للواقع باعتباره نصيباً مقدراً لنا..؟
قال المعلم: إذا كان الحال قسمة ونصيباً، فلماذا نغيّره..؟ ومن يجزم اننا سنأتي بحال افضل اذا سعينا الى التغيير؟، ومن ثم التغيير يحتاج الى مشقة وصعوبة وكدح وتضحية، سكت برهة وهو ينظر الى وجوه التلاميذ، وقال: إن سكوتكم امامي هو بحد ذاته يحتاج الى تغيير، لا يجوز أن نتقبل كل ما يقال دون تمحيص رأي والواقع لم يكن من النصيب المقدر تماماً، وإلا لما كانت هناك ثورات، ثورة الحسين A كانت ضد واقع فاسد، ابتسم حينها: كلنا نحتاج الى التغير والتغيير الذاتي، سأحدثكم عن قصة كان الاهل يروونها لنا ونحن صغار، ربما لم نكن نفهم معناها لكننا حين كبرنا عرفنا مضمون الحكاية، عن الصقر كيف استطاع أن يجري التغيير رغم صعوبته:
الصقر هو أطول أنواع الطيور عمراً يعيش الصقر حتى يصل الى 70 عاماً، ولكن حتى يعيش الصقر لهذا العمر عليه اتخاذ قرار صعب في حياة الصقر هو التغير والتكيف مع الواقع، وعندما يبلغ عمره 40 عاما تعجز أظافره الطويلة التي كانت تتميز بالمرونة من الإمساك بالفريسة، وهي مصدر أساسي للمساعدة في عملية الغذاء، وكذلك يصبح منقاره القوي الحاد معقوفا شديد الانحناء؛ بسبب تقدمه في العمر ولا يستطيع الصقر ان يستمر في عملية الغذاء.
وكذلك تصبح أجنحته ثقيلة وكثيفة؛ بسبب ثقل وزن ريشها التي لا تساعد على الطيران وتلتصق بالصدر وهنا يصبح الطيران في غاية الصعوبة بالنسبة له هذه الظروف تضع الصقر أمام خيارين: الاول إما أن يستسلم للموت والثاني هو أن يخضع نفسه لعملية تغيير مؤلمة تستمر 150 يوماً حسب رأي العلماء..!
ومن هنا تبدأ عملية التغير نحو النجاح وليس الفشل، فتتطلب العملية أن يقوم الصقر بالتحليق إلى قمة الجبل إلي حيث المكان الذي يعيش فيه أي (عشه) يقوم الصقر بضرب منقاره على صخرة بشدة حتى تنكسر مقدمته المعقوفة عند الانتهاء من كسر مقدمة المنقار، وهذه تعتبر مرحلة مهمة في حياته، وينتظر الصقر حتى ينمو المنقار من جديد، ومن ثم يقوم بعد ذلك بكسر مخالبه أيضاً، وبعد أن تنمو مخالب الصقر، يبدأ في نتف ريشه القديم ليبدأ بحياة جديدة تعطيه الأمل للعيش فيها.
وبعد خمسة أشهر يطير الصقر في رحلته الجديدة وكأنه ولد من جديد.. ويعيش.. 30 سنة أخرى.. وهذا يعني اننا نحتاج الى أن نغيّر من خلال القصة.. نحتاج الى أن نغيّر ما أنفسنا؛ لكي نمتلك قابلية التغير والتغيير الذاتي..؟