حرج في الضمير
14-09-2019
حسن هادي العطار
حين اقرأ قصة أسأل نفسي: لماذا نقرأ القصص؟ هل نقرأ القصص لنتمتع بأحداثها؟ هذا صحيح وبعد... هل لنعتبر منها ونأخذ الدرس والعبرة..؟ ممكن، وهذه حقيقة، لكن هناك بعض القصص المنتشرة والتي تتداول في صفحات الفيس بوك مؤذية وتسبب جرحاً في الضمير، لماذا يكون التركيز عليها اساسا، اعتقد انها ترينا الجانب المظلم في حياة الانسان، وكأنها تريد نشر الظلام بحجة العبرة فأي عبرة من قصة انتشرت وخاصة في صفحات الخليج؟ وجدوا على البحر امرأة عجوز، كانت في اشد حالات الجوع، تلقط الاكل المنثور على الأرض وتأكل، لقد اتى بها ولدها وتركها وراح، واعطتهم رقم ابنها واذا بالورقة مكتوب فيها: من يجد هذه المرأة ليسلمها الى دار العجزة..! استغربت الناس من هذا التصرف اللاانساني وقرروا ان يساعدوها، لكنها رفضت أن تذهب لأي مكان الا المكان الذي واعدها ابنها سيأتي ليأخذها الى أن ارتفع ضغطها وماتت..!
هذه القصة منتشرة بشكل غريب على صفحات الانترنت، وسببت لي جرحاً في الضمير، بينما لدينا قصص كثيرة تظهر القيمة الوجدانية لمعنى القص كغاية ووجود، امرأة تعرضت لحادث حريق عندنا في كربلاء، فرقدت في المستشفى الحسيني لمدة طويلة، لها ولد جلس في الحديقة القريبة عن الردهة، فالردهة نسوية ولا يمكن ان يدخل اليها ويبقى فقط على تنفيذ الطلبات الخارجية ويتوسل النساء الداخلات الى الردهة ان يأخذوا بالهم من امهم وان يزوروها، حتى عرفته المستشفى وساعدته الى ان ماتت امه بعد ستة اشهر رابط قريبا منها ولم يتخل عنها لحظة، وقد كافأه الله بخير الجزاء، مثل هذه القصص التي تظهر قيمة البر بالوالدين نحن بحاجة اليها لتكون عبرة لمن يريد ان يتعلم البر، والحمد لله تعالى.