غديرنا عبر الأثير..

14-09-2019
حنان الزيرجاوي
كعادتنا كل سنة بإحياء يوم عيد الله الاكبر، يوم تنصيب الامير بالولاية الحقة انه عيد الغدير، اتفقنا على الخروج في الثلث الاخير من الليل ليكون وصولنا إلى مرقد أمير المؤمنين ع في صبيحة ذلك اليوم الاغر .
فأقلتنا مركبة احد الاصدقاء، ونحن نتبادل التهاني، وننشد بعض ابيات الشعر بهذه المناسبة .
بما اني لم أنم تلك الليلة بمجرد ادائنا لصلاة الصبح في الطريق وعودتنا الى السيارة، اخذتني غفوة عنوة فلم استطع ان اقف امام رغبتها الجارفة بأن تطرحني جانبا، رغم كل محاولاتي للوقوف بوجهها باءت بالفشل، وانا أسير بتلك الغفوة واذا بي بصحراء مترامية الاطراف، مجدبة قاحلة تعلو كثبانها الرملية تارة، وتستوي مرة اخرى، ويلوح لي من بعد مسافة سراب يوهمني بأن فيه كل شيء حي، بدأت اجول ببصري وأتساءل: اين انا؟
في أي بلاد الارض حللت..؟!
من أتى بي الى هنا..؟!
وأنا في هذه الدوامة من التساؤلات والافكار، وإذا بي أرى من بعيد غبارا ارتفع، دققت النظر وإذا بي أرى مجموعة من الفرسان يمتطون صهوات جيادهم يسابقون الريح، وكل واحد منهم يريد ان يسبق الاخر، اقتربوا مني وانا في خوف شديد، هل هؤلاء قاطعي طريق؟
هل هم نواصب يفتكون بكل موالي؟
من أين أتوا..؟
ولكن بدون أن أشعر ماذا سأعمل..؟ اشرت بكلتا يدي إليهم كأني اطلب النجدة منهم، حينما رأوني توقفوا جميعهم، اخذوا يطيلون النظر إلي، يحدقون بي باستغراب ودهشة وتعجب، خاطبني احدهم بلغة عربية فصيحة:
من أين انت يا أخا العرب؟
وما هذا اللباس الذي ترتديه؟
فأجبته: أنا من العراق ..
من أهل بابل وذي قار .
نعم من العراق .
دهشت حين رأيتهم يلبسون العمة وملابس لم نعتد رؤيتها إلا في الأفلام والمسلسلات التاريخية.
وما لباسك هذا يا أخا العرب؟
فبادرتهم بالسؤال: وأين نحن الآن؟
وفي أي يوم وعام؟
فضحكوا بقهقهة عالية ...عجبا لك من أهل العراق بلد العلم والمعرفة ولا تعرف في أي يوم نحن..!
نعم.. في أي يوم نحن؟
نحن اليوم في الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشرة للهجرة..
كدت اسقط من هول ما سمعت: ماذا أنتم فاعلون وأراكم تسابقون الريح في عدوكم؟
فأجابني احدهم: أتعلم أنك أخرتنا عما نحن فيه.
:ـ عن أي شيء آخرتكم؟
:ـ أتعلم ايها الذي لم يولد بعد نحن نتسابق لنقل خبر أتى من السماء.
فقلت مندهشاً: أنتم تنقلون خبراً من السماءِ إلى أهل الارض.. !
هل انت انبياء أو رسل أم ملائكة؟
:ـ لا هذا ولا ذاك.. لكن ننقل خبراً من السماءِ أبلغنا به حبيبنا محمد J.
:ـ أي خبر ذاك؟
:ـ انه خبر ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب A.
:ـ أي خبر واي ولاية؟
:ـ نحن نريد ان نبشر من لم يحضر من قومنا، نبلغهم بأمر رسول الله J، لكن أعلم ايها الغريب، اصبح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب A، ولي كل مؤمن ومؤمنة، فقد أبلغنا نبينا عند غدير خم بذلك الأمر الإلهي فدعنا بفرحتنا نبشر قومنا..
ضربوا جيادهم وهبوا مسرعين..!.
ليوقظني احد اصدقائي يقول: عيدك مبارك.. وصلنا الى مرقد أمير المؤمنين (A.)


بقلم رئيس التحرير

علـي حسين الخبـاز

...