ألف ياء كتاب.. قراءة في الأساليب التدوينية لكتاب (منهج التلميذ الصالح) المرحلة الثالثة

14-09-2019
علي الخباز
مركز علوم القرآن الكريم - قسم شؤون المعارف الاسلامية والانسانية - العتبة العباسية المقدسة، طرح العديد من الأساليب التدوينية في كتاب (منهج التلميذ الصالح) المرحلة الثالثة، في طرق ايصال المعلومة للتلاميذ استحوذ على اهتمام التربويين للتخلص من روتينية التعلم، وزج اساليب جديدة وطرق تدريسية بعيدة عن التعليم التقليدي، لتساهم في تنمية مهارات التعلم عند الطلاب.
أعد مؤلفاً جديداً يحتوي على مادة العقائد: عرض في اصول الدين وبيان الفوائد العقائدية للسور القرآنية، ومادة الفقه: عرض للمسائل الفقهية، ومادة الاخلاق: عرض الاخلاق التي حث عليها ائمة اهل البيت D، ومادة السيرة: عرض سيرة اهل البيت D. وكتب المنهاج بأسلوب مشوق ثرائي لمادة التربية الاسلامية في جميع المدارس، ابتدأ الكتاب ببعض السور القرآنية ومعاني المفردات الصعبة، اعتمد المنهج على عنونة مثالية من قول لأمير المؤمنين الامام علي A: (علّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به).
وسعى المنهج الى عرض المعلومة عن طريق السرد القصصي المقرب الى نفسية التلميذ فابتدأت القصة الاولى وكانت عن الدورة الصيفية الكبرى التي تقيمها العتبة العباسية المقدسة، ومن ثم تبدأ القصة عن طريق الراوي هو المعلم، وكان الدرس الاول عبارة عن نشيد قُدم بالطريقة التدوينية وبطريقة الاداء الجماعي رسم كاركارتير، والدرس الثاني في منهجية التوحيد وقدم بطريقة الاسلوب الحواري الذي يثير المدركات في تطوير القدرة التعبيرية وترسيخ مفهوم الدرس في ذهنية التلميذ: (قال التلميذ علي:ـ هل يشبه الله تعالى احد من خلقه؟ قال المعلم:ـ كلا ليس له شبيه، قال حميد:ـ هل له جسم أو صورة؟
قال المعلم:ـ ليس بجسم ولا صورة.
قال سعيد:ـ فاذا كان ليس بجسم او صورة فكيف نصف الله تعالى؟ قال المعلم:ـ الله اعظم من ان يُوصف.
ومثل هذا الاسلوب ينمي ذهنية التلميذ وتوظيف الحس الادبي لزيادة القدرة الابداعية مما يرسم صورة مرادفة للمعلومة في ذهنية التلميذ، ومع الاسلوب القصصي الذي عادة ما يبدأ بجملة استهلالية (قال المعلم) ويردف المنهج بسردية القص الذي ينقل جوهر الموضوع، مع تدوين بعض الاسئلة الاختبارية التمحيصية لمعلومة التلميذ، فيستشهد المنهج بآيات من القرآن الكريم، وبأحاديث النبي J ومجموعة كبيرة من المصادر التي يستشهد بها المنهج:
(هداية الامة الى احكام الائمة D للحر العاملي، وكتاب الاميني، والكافي، والبرهان في تفسير القرآن، ومصباح الفقاهة للسيد الخوئي، وكتاب التوحيد، وتفسير القمي، وبحار الانوار، وكتاب الانبياء، وعوالم العلوم، والكثير من المصادر المهمة الاخرى).
وتنوع المصادر يلعب دورا كبيرا في اثراء عقلية التلميذ، وخلق حصانة لعقليته مع تلك المصادر كما تنوعت الدروس كان الدرس الاول نشيد للشاعر ابن العرندس عن الائمة، والدرس الثاني عن التوحيد والاخلاص والعدل والنبوة والامامة، وسورة النبي ودرس المعاد، وسورة العلق وعقيدتنا في احياء الموتى يوم المعاد وعقيدتنا ايضا من الذين غصبوا حق آل النبي D، وزيارة المعصومين، ودرس عن الاستفادة من الوسواس الخناس، وفصل عن الفقه وقدم بعنونة قال الامام الصادق A): (الغلام يلعب سبع سنين ويتعلم الكتاب سبع سنين ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين).
وخصص الفصل الأخير للاحكام الشرعية وكيفية الوضوء وشرائط صحة الوضوء والتيمم وموضوع عن النجاسات وفصل في الاخلاق وفصل في السيرة، كانت خطوة معهد القرآن الكريم موفقة في رسم ملامح التعليم الديني بين الاصالة والمعاصرة.. وأرى ان مثل هذا المنهج لابد ان يعتمد في المدارس الرسمية.