الامتحانات الوزارية هل هي الدليل الوحيد لتقويم التلميذ..؟
14-09-2019
السيد عبد الملك كمال الدين
إن الامتحانات الوزارية وحصراً للدراسة الابتدائية، هي تعتبر سابقاً ولاحقاً الحدث النظامي الذي يظهر على واقع العملية التعليمية والتربوية، وهي اعتيادياً تجري في نهاية كل عام دراسي، ويخضع لإجراءاته حشد هائل من التلاميذ، وحقيقة هو في رأي أولياء الأمور وحتى الهيئات التعليمية القدر المصيري الذي يرافق التلاميذ في رحلة سني الدراسة.
ومعروف أن الاجراءات التي تهيأ والاستعدادات التي تجري تربوياً وعائلياً في حال اقتراب موعده تخلق ظروفاً غير طبيعية بها شيء من الخوف والرهبة، تظهر ملامحها بعلائم الخوف والوجوم على وجوههم، وكأنهم في محنة صعبة لاعتقادهم أن الامتحان الوزاري يكون عليه التقييم من خلال قياس نتائج التعلم والتحصيل المدرسي لدى التلميذ خلال سني دراسته في المرحلة الابتدائية.
وأنا أرى أن واقع هذا الامتحان الوزاري (البكلوريا) ابتعد كثيراً عن أهدافه وغاياته وأدى بالضرورة الى بروز قصور في كل ما يحدث من عوامل سلبية تنعكس على الطرفين الأساسيين، وهما التلميذ والعملية التعليمية.
ومن الافرازات الأخرى هي أن الامتحان أصبح من خلال الفكرة الضيقة لطابعه التقليدي الذي لا يهتم سوى بالجانب المعرفي وعلى علاته، وغفل الجوانب الأخرى المهمة في شخصية التلميذ.
وكما أن الامتحان الوزاري أصبح هدفاً مركزياً أساسياً استقطب كل اهتمامات المعلم والتلميذ أيضاً وحتى عائلة التلميذ دون النظر بمنظار الوضع الايجابي والتقييم الصحيح لواقع التلميذ، وكما انه خلق واقعاً لدى غالبية المعلمين، جعلهم يمارسون مهنة التعليم في ظل غياب الأهداف والاهتمامات المطلوبة من أهمية الامتحانات.
وكما أنه ظهرت عوامل وافرازات أخرى عند القائمين بالعملية التربوية والتعليمية حيث أنهم يوجهون أنظار التلاميذ بالنقاشات والحوارات الصيفية والتحضير اليومي (مدرسي أو بيتي) فقط نحو الامتحان الوزاري، فأصبح هم التلميذ ومحور جهده المستميت وكل نشاطاته نحو الاستعداد لامتحان البكلوريا فقط لاجتيازه والنجاح بأي نسبة كانت، وهذه الخطوة وإن كانت صحيحة اضطرت التلميذ (للدرخ)، أي حفظ المادة دون فهم أسرارها وهذه عملية مؤقتة آنية سرعان ما تُنسى بعد الامتحان، فيعود بعدها التلميذ الى أمّية المعلومة، وهذا الهدف غير مجد لاحقا في الاستمرار بالعملية التعليمية.