مروراً بالمعنى.. قراءة في كتاب: (الحسن بن عبيد الله حفيد ابي الفضل العباس ع) للكاتب: محمد مشعل القريشي
14-09-2019
لجنة الدراسات والبحوث
يأخذنا كتاب (الحسن بن عبيد الله حفيد ابي الفضل العباس عليهم السلام) للكاتب محمد مشعل القريشي الى محورين أساسين: أولاً: محور الشخصية المقدسة بما تمتلك من هوية ثابتة، ثانياً: المحور المكاني الذي يخص المراقد المقدسة وما يتشكل في ذهنية القراءة من تجسيد فكرة المكان دلالياً، فضاءات تعكس قيمة المنحى الدلالي والجمالي من حيث الرؤية ببعدها الاجتماعي، فمزار الحسن بن عبيد الله حفيد ابي الفضل العباس A محاط بنسيج اجتماعي متنوع في انتماءاته القبلية والعشائرية مع ان النسب الغالب هو نسب السادة المتصل نسبهم بالإمام علي A، وهذا التجمع السكاني هو ناشئ على آثار قرية سابقة معروفة باسم (قرية الحارث) ولكنها هجرت في ستينيات القرن الماضي عند توزيع الأرض السكنية للموظفين في قضاء الهاشمية، لاسيما ان اغلب أهلها كانوا يعملون في السكك الحديدية في محطة قطار الهاشمية، اليوم عادت بعض تلك العوائل الى أراضيها وباتت تشكل مجتمعاً جديداً لاحت ملامحه كقرية أحاطت بالمزار الشريف، مصطبغة بألوان المجتمع المدني ذات الجو الحضاري والموروث التاريخي، وهذا كله من بركات وجود المزار الشريف بين ظهرانيهم.
وعند انطلاق مواكب العزاء العاشورائية تتوافد المواكب الحسينية لتقيم عزاءها في ساحته، تواسيه بمصيبة آبائه واجداده، وفي يوم وفاة ام البنين B، والتي أصبحت ذكرى اعتبارية لوفاة الحسن بن عبيد الله بن العباس A، وفي شهر رمضان المبارك تقام مجالس الوعظ والإرشاد وتقام جلسات قرآنية، وفي جرح واستشهاد امير المؤمنين A واحياء ليلة القدر ويوم العيد والصلاة، يتوافد الناس لزيارة المرقد في الأيام الخاصة والعامة، الأعياد والمناسبات والولادات ووفيات الائمة الاطهار ويومي الخميس والجمعة.
تبرز الهوية المقدسة للانتماء النسبي بما يمتلك من دلالات خصبة تحمل بعدها الديني والحضاري والإنساني، فجده العباس A حامل اللواء بيوم كربلاء، ذكر المؤرخون أن للعباس بن امير المؤمنين C، أولادا وهم: عبيد الله، الفضل، الحسن، القاسم، وبنتان.. والمصدر (كتاب العباس بن امير المؤمنين للسيد عبد الرزاق المقرم).
وكان عقب العباس A في ولده عبيد الله، هناك ملاحظة مهمة ان خلود المكان متوج بحضور المقدس فيه صاحب المزار هو (الحسن بن عبيد الله بن العباس بن الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب A) ولأبيه عبيد الله بن العباس منزلة كبيرة عند الامام السجاد A، وام عبيد الله هي لبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، ولعبيد الله أبناء هم: أبو جعفر، عبد الله، ونفيسة، وابو محمد والحسن، واما أولاد الحسن بن عبيد الله بن العباس D فهم (الفضل، الحمزة، إبراهيم، العباس، عبيد الله) وكلهم اجلاء.
ويوثق لنا الكاتب المبدع محمد مشعل خارطة المكان باعتبارها الوجود المستقل للوعي، للتفاعل مع قدسية الانتماء لولاه لما عرفنا المكان، المنطقة (المزيدية) المصدر (كتاب من تراث بابل للباحثة آلاء حسين صاحب)، والمزيدية قرية من قرى الحلة الجنوبية تابعة الى قضاء الهاشمية وهي منسوبة لآل مزيد امراء الحلة الذين مصّروها في عهد سيف الدولة (صدقة المزيدي) عام 495 هـ يبعد 6 كم عن مرقد حفيده الحمزة بن القاسم (الحمزة الغربي) وعن قضاء الهاشمية 3 كم، احد المحاور المهمة هو المكان، ويكون المسرود التاريخي احد اهم جماليات النص.
تاريخ المرقد عبر التأريخ: شيد المزار عام 1875م عبارة عن قبة وايوان مسقف بجذوع النخيل وباب صغير من الحديد، وشيد عام 1977م من قبل مريض بالسرطان شفي ببركة صاحب المزار (كاظم حسن) واعيد تشييده عام 2006م وتراوحت سنوات التعمير والتجهيز الى المرقد، واحتوى الكتاب معلومات عن المرقد مما يعكس أهميته الوجدانية والروحية، وهو كتاب مهم.