مستشفى الكفيل التخصصي صرح صحّي عملاق
14-09-2019
هيثم محسن - اثير الغزي
ضمن البرنامج السياحي المعد سلفا لوفد ذي قار، زيارة مستشفى الكفيل التخصصي احد الصروح الطبية للعتبة العباسية المقدسة في محافظة كربلاء المقدسة. أولاً لابد من الاستشهاد بكلمة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) كمدخل لتقريرنا الصحفي لمعرفة الهدف السامي من إنشاء هذا الصرح الطبي الكبير: "إنّ فكرة إنشاء المستشفى أو الهدف من إنشائها طبعاً هو أنّ هناك مجموعة كبيرة من الإخوة المرضى يسافرون إلى خارج العراق لافتقار مستشفياتنا الموجودة للعلاج النافع خصوصاً مع تشعّب وتعدّد الأمراض، ومن أجل التخفيف والتقليل عن كاهلهم أُنشئت هذه المستشفى".
استقبل الوفد مدير إعلام مستشفى الكفيل، الإعلامي طارق الطرفي، وتجول بأعضاء الوفد في أروقة المستشفى الذي أُنشئ على مساحةٍ من الأرض بلغت (10،000م2)، خصّصت منها مساحة (5،000 م2) لبناء المستشفى و(5،000 م2) أخرى للخدمات الخارجية، ويقع المستشفى في منطقة البهادلية مجاور مقبرة الوادي القديم، يتألّف البناء من ستّة طوابق (تحت الأرضي – سرداب -، وأرضي، وأربعة طوابق علوية) شكّلت بأجمعها البناية الرئيسية للمستشفى بواقع (200) سرير.
وقدم الطرفي شرحاً مفصلاً عن الخدمات التي يقدمها المستشفى التخصصي: "المستشفى يتألف من الأقسام الطبيَّة (العلميَّة، والخدميَّة)، فالأقسام العلميَّة للمستشفى تنقسم على مراكز عمل تخصصيَّة طبيَّة متكاملة: كمركز الجراحة العامة، ومركز طب وجراحة الجملة العصبيَّة، ومركز طب وجراحة القلب والقسطرة، ومركز زراعة الأعضاء، ومركز طب وجراحة الأمراض النسائية، ومركز علاج الأذن والأنف والحنجرة، ومركز طب الأسنان وزراعتها وجراحة الوجه والكفين، ومركز طب وجراحة الأطفال، ومركز طب وجراحة الجهاز الهضمي، ومركز طب وجراحة القدم السكري، ومركز علاج الأمراض المزمنة، ومركز طب أمراض الدم الوراثيَّة، وقسم الطوارئ الذي يستقبل جميع الحالات الطارئة لعلاجها، وأقسام ثلاثة تخصصية للعناية المركزة والقصوى للجراحة العامة والجملة العصبية والقلب.
ومركز المختبرات مقسم على وحدات تحتوي على أجهزة دقيقة وحديثة، يجرى فيها جميع التحليلات المرضيَّة ومن ضمنها كشف الأورام السرطانيَّة مبكرًا وفحوصات (DNA)، إضافة إلى قسم الأشعة، وقسم الرنين والمفراس ومركز الطب النووي.
وجميع هذه المراكز تعمل تحت إشراف أطباء ومختبريين عراقيين وعرب وأجانب بمختلف التخصصات المذكورة".
وعن كيفية عمل المستشفى أوضح الطرفي:
"يعمل المستشفى بنظام الحوكمة الإلكترونيَّة، فمثلًا في مختبر التحليلات تُرسل التحليلات إلكترونيًا وتقنية نقل العينات للمختبر وباقي أقسام المستشفى بجهاز متطور جدا عبارة عن شبكة خطوط نقل سريعة، مما يوفر على المراجع أو من يرافقه الجهد في تتبع مراحل التحليل، فضلاً عن تقنية حديثة تسهل على أهل المريض الذي يرقد في وحدة العناية المركزة متابعة مريضهم عن طريق كاميرات مراقبة وتتم مشاهدته الكترونيا وبحساب خاص في أوقات معينة؛ خدمة لسلامة المريض".
ويحتوي مستشفى الكفيل التخصصي على أجهزة ومستلزمات طبيَّة رصينة ذات منشأ عالمي، وهي آخر ما توصل له العلم لتغطية جميع العمليات الجراحيَّة والليزريَّة والناظوريَّة، ومن ضمنها أجهزة التحليلات المختبريَّة المتطورة التي تعمل بنظام الكتروني عالي السرعة والدقة.
وتخلل الزيارة لوفد ذي قار إقامة ورشة في إحدى قاعات الاجتماعات في المستشفى حاضر فيها الإعلامي جسام السعيدي مسؤول الإعلام الدولي للعتبة العباسية المقدسة، سلط الضوء على بعض الحقائق المهمة والنيرة عن طبيعة الحياة المهنية والانسانية في مستشفى الكفيل التخصصي، والرسالة التي يعمل على تحقيقها في خدمة المواطنين الوافدين للعلاج، وجاء فيها:
نود هنا أن نوضح للرأي العام بعض الحقائق التي تخص عمل المستشفى وتمويله وأجور العمليات فيه وأبواب صرف إيراداته المالية:
1- إن مستشفى الكفيل مشروع يعمل بالتمويل الذاتي ولا يُقدم له اي دعم مالي من اي جهة أخرى، وليس فيه أي أرباح، فهو أنشئ للخدمة وليس للربح والتجارة، وان ارتفاع اسعار العمليات فيه يعود لكون الاجهزة المتوفرة فيه هي حديثة جداً، والمواد الطبية المستخدمة بالعمليات هي من مناشئ عالمية رصينة، ومبالغها باهظة الثمن، ولهذا تُصنف الخدمة الطبية كأغلى خدمة تقدم للمواطن على مستوى العالم.
2- هدف انشاء المستشفى هو توفير خدمات طبية متميزة لا توجد في العراق، وبذلك يوفر ملايين الدولارات من أموال الناس التي كانت تصرف خارج العراق في مستشفيات مماثلة أو أقل، وأصبحت تذهب للفقراء من خلال المستشفى نفسه، وهذا لا يحدث في أي مستشفى خاص في العراق.
3- بني المستشفى بالكامل وجُهز بالأجهزة والاثاث كاملاً من خلال قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، المرصودة من تخصيصات خطة المشاريع الاستثمارية، وبالتالي فإن كلفة الانشاء والأجهزة والأثاث وتوابعه، ليست من اموال الفقراء او الشباك الشريف أو النذورات او التبرعات كما يتوهم البعض.
4- أسعار الفحص في المستشفى هي أقل من أغلب العيادات الخاصة في جمهورية العراق، وهي تتراوح بين 15 ألف كحد أدنى للأطباء، و30 الف كحد أقصى، يذهب ثلثي المبلغ للطبيب وثلث للمستشفى.
اما سبب ارتفاع أسعار العمليات فيعود الى ارتفاع سعر الأجهزة المتطورة في المستشفى، والتي تتطلب أموالاً كبيرة لقطع غيارها وصيانتها، ونوع الأطباء المستقدمين من خارج المستشفى من العراق وخارجه، إذ أنهم متميزون ومختصون من جامعات عالمية، وإن نجاح خدمات المستشفى هو بسبب هذه الخبرات العالية، والأطباء هم من العراقيين المغتربين والاجانب، ومن العادة أن لهؤلاء أجورهم الخاصة، وما يدفعه المريض يذهب نسبة (٧٢%) منه للطبيب الجراح وفريقه المساعد.
أما حصة المستشفى من اجور العمليات هي فقط (٢٨%) وهذا المبلغ يذهب لصرفيات وخدمات المستشفى والنفقات التشغيلية وهي موضحة بما يلي:
أ. تغطية رواتب العاملين والاطباء المقيمين والممرضين وهم بالمئات وهم طبعاً أصحاب عوائل وفرت لهم المستشفى فرصة عمل وراتباً شهرياً في ظل البطالة التي تعم البلد حيث تبلغ رواتب العاملين (680) مليون دينار شهرياً.
ب. تغطية كلف اندثار الأجهزة وتبديل قطع غيارها، ومصاريف المستشفى من الكهرباء والماء وتبلغ وخدمة المعامل الخدمية التابعة للمستشفى، وباقي اجور الخدمات التي تجبيها الدوائر الحكومية المعنية، وتبلغ أكثر من 270 مليون دينار شهرياً.
ت. تغطية تذاكر وتأشيرات واقامة وحماية الأطباء الأجانب المستقدمين من الخارج، تدفع من حصة المستشفى.
ث. مجموع الكلف التشغيلية أعلاه لمستشفى الكفيل تبلغ تقريباً مليار دينار شهرياً.
ج. ما تبقى من العائدات بعد تغطية الكلف التشغيلية فيتم به تغطية حاجة من يستطيع المستشفى مساعدتهم من المرضى الفقراء والمعوزين وعوائل الشهداء وجرحى الحشد الشعبي وعلى قاعدة: (الجود من الموجود)، وذلك ضمن مشروعين:
أولاً: مشروع (أطباء بلا أجور):
وهو مشروع خيري اطلقه المستشفى يسعى لمعالجة ذوي الدخل المحدود والساكنين في القرى النائية وفي جميع محافظات العراق وبالمجان وعلى يد امهر الأطباء المحليين والمغتربين والعرب والاجانب.
ثانياً: مشروع التخفيض:
وهذا المشروع يتضمن إطفاء الاجور او نصفها او ثلثها عن ذوي الشهداء وجرحى الحشد والفقراء والايتام.
وغالباً ما تنفد الأموال المتبقية من حصة المستشفى في هذين المشروعين فيتم تمويل الخدمات المجانية عن طريق وكيل المرجعية الدينية العليا وهو نفسه المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، وهذا الصرف في أعلاه لـ 3,5 سنوات بلغت أمواله اكثر من ٥ مليارات بين عمليات وعلاج لمشروع أطباء بلا أجور ومشروع التخفيض، وشملت تلك الخدمات اكثر من (١٠) آلاف مريض من مختلف المحافظات، والصرف مستمر في هذين المشروعين لغاية الآن.
يُعد مستشفى الكفيل التخصصي من أفضل المستشفيات العراقيَّة، وهو مستشفى يضاهي العديد من المستشفيات العالميَّة، وقدم الخدمات الطبية واجرى العمليات (مجانا) خلال ثلاث سنوات لأكثر من عشرة آلاف مريض من مختلف المحافظات بعد رصد حالاتهم من خلال مكاتب معتمدي المرجعية الدينية وفريق (أطباء بلا أجور) التابع لهم وعن طريق القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي والمؤسسات الانسانية.
كثيرا ما تتداول مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام والعاملين فيها, كلاما وتفاصيل عن مستشفى الكفيل التخصصي تكون خلاف الواقع ولا صحة لها، واغلب من يتحدثون ويتهجمون على المستشفى هم لم يصلوا اليه ولم يطّلعوا على حقيقة الأمور، بل استقوا ما ينشرونه من مواقع التواصل الاجتماعي نفسها ودائما ما يقعون في خانة الظلم للمستشفى وتشويه سمعته.
واختتم وفد ذي قار الجولة بتقييم واقعي لمستوى الخدمات الطبية التي يقدمها مستشفى الكفيل التخصصي بانها ترتقي لمستوى العالمية ونموذج محل فخر للقطاع الصحي في العراق.