"وَلَقَد كَتَبنَا فِي الزبُورِ مِن بَعدِ الذّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصالِحُونَ"
14-09-2019
مفيد السعيدي
صبيحة العاشر من شهر محرم الحرام 61 للهجرة، عسكرت الجيوش لمحاربة ابن بنت رسول الأمة، في معركة الرسالة المحمدية، مع أهل الدنيا في معسكر الذلة والشرك، خاطبهم حينها الإمام الحسين وقال: "لم أخرج أشر ولا بطراً لكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي" هنا إذن معركة إصلاح وليست معركة فتح مدينة او غزوة، لكن أعماهم الله بعدم رؤية نور الهداية، وباتوا في طغيانهم يعمهون.
استمرت رسالة السماء الإصلاحية عبر التاريخ، حتى تتجسد اليوم بمواقف مراجعنا العظام عبر فتاواهم الدينية الإصلاحية، وهي من دعوات الإصلاح في أمة الرسول الكريم، وهي امتداد لرسالة الإمام الحسين ع، وبقيت تلك الرسالة متواترة، حتى عبر العمل السياسي الذي هو النصف الثاني والمكمل للعمل الإصلاحي.
إن فتوى الدفاع المقدسة هي حدث الإصلاح عظيم، في هذا القرن بمحاربة اعتى عصابات الانحراف وانعكاساته التاريخية، التي لا تقل خطورة بمن خرج لمحاربة الإمام في زمانه، كما يسند لهذا الدور التاريخي، هو الموقف السياسي لبعض الساسة الذي لهم تاريخ جهادي، وجذور وامتداد للمرجعية.
اليوم نعيش أيام ذكرى فاجعة الطف، وبنفس الذكرى نعيش أيضاً اليوم معركة الإصلاح التي تشرف عليها المرجعية، هي معركة وجود، حيث رسمت لنا الثورة الحسينية قيماً ومبادئ.. وها نحن اليوم نحارب بها المارقين؛ لتثبيت حدود الدولة المدنية. إن ساحة الطف مسرح جريمة لقتل المبادئ، واليوم ما يحصل من فساد المفسدين، هي كذلك مسرح لقتل الروح الوطنية، والقيمة الإنسانية.
لقد كان الحسين ع يفكر بمستقبل الإسلام والمسلمين، باعتبار أن الإسلام سينتشر بين الناس نتيجة لتضحياته ولجهاده المقدس، وإن نظامه السياسي والاجتماعي سيقام في مجتمعنا، ورفع لواء المعارضة والنضال والتضحية.
وما قام به سيد الشهداء ع من ثورة وتضحيته بدمه، هو لإصلاح هذه الأمة، وهزم راية الكفر والرياء.
فسلاماً عليك يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيا.