معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة يختتمُ دوراته الصيفية القرآنية التاسعة بمشاركة أكثر من (22،000) طالب

23-08-2019
حيدر داوود ‏
تسعى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة سعيا دؤوبا وجادا للنهوض بمستوى الطلبة والشباب، وتأهيلهم إلى تحصيل مختلف جوانب المعرفة العقائدية، والبناء الفكري والروحي، من خلال مؤسساتها الدينية، ومنها معهد القرآن الكريم التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة الذي أخذ على عاتقه إقامة الدورات، والمحافل، والأمسيات القرآنية والفقهية، ولمختلف الأعمار والمستويات على مدار السنة... وآخرها كان الحفل الختامي لفعاليات الدورة الصيفية للطلبة التي تأتي انطلاقا من قول النبي الأكرم ص: (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وعلى قراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه)، وتهدف الى غرس محبة القرآن الكريم ومحبة النبي وأهل بيته ع في نفوس المتعلمين، والهدف الآخر منها هو تنمية الاتجاه الديني لديهم، وكذلك إكساب الطلاب ثروة قرآنية لغوية.
حيث أقيم الحفل في صحن المولى أبي الفضل العباس A بمشاركة أكثر من 22،000 ألف طالب من مختلف المحافظات العراقية شاركوا لاستثمار العطلة الصيفية في الحلقات القرآنية التي أقيمت في الصحن العباسي المطهر على مدى شهرين تقريبا، الحفل الختامي لمشروع الدورات القرآنية الصيفية شهد حضور سماحة المتولي الشرعي للعتبة المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) والسيد الأمين العام محمد الاشيقر (دام تأييده) والسادة أعضاء مجلس الإدارة الموقرة والسادة المسؤولين ونخبة من قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي من الدول الأجنبية والعربية.
استهل الحفل الختامي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين البرعم أحمد علي محمد أحد الطلبة المحتفى بتخرجهم، لتتبعها كلمة ترحيبية لمعهد القرآن الكريم ألقاها مدير المعهد الشيخ جواد النصراوي (دام توفيقه) جاء فيها:
شرعت العتبة العباسية المقدسة بمشروع الدورات القرآنية الصيفية، جاعلة من الثقلين الشريفين (القرآن الكريم والعترة الطاهرة) عمادا للمشروع، الذي تنامى عاما بعد آخر والتمس الجميع بركته وما فيه من خير، وهو يهب السعادة والطمأنينة وطهارة النفس لقاصديه، من خلال ما يقدمه من عطاء قرآني معرفي إيماني، فقد شملت دروسه القرآن الكريم والعقائد والفقه والسيرة والأخلاق الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم ونشر دوره وحياة أهل البيت D، وهذا ما دفع أكثر من (22،000) طالب للتسابق في سبيل حجز مكان لهم بين حلقات النور التي انتشرت في كربلاء المقدسة والمحافظات الباقية.
بعد ذلك كانت هناك كلمة للأمانة العامة للعتبة المقدسة ألقاها عضو مجلس الإدارة الدكتور عباس رشيد الموسوي (دام توفيقه) بيّن من خلالها سعي العتبة المقدسة لاحتضان هذه الأعداد من الطلبة المشاركين، موضحا أمرين أولهما:
إننا نستهدف الأجر العظيم الذي يتبع صاحب القرآن، فمن أسهم في تعليم آية نال فضلها وفضل من تعلمها فعمل بها، وتحت هذه الغاية فوائد جمة منها الأخذ بأيادي أبنائنا الى معرفة سبل السعادة ودوام التوجه الى الله، حيث أن تعلّم القرآن في هذه السن أدعى الى محبة وترسيخ قيمه السماوية ومبادئه، إذ ورد عن أبي عبد الله الصادقA أنه قال: (قال رسول الله -ص-: إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين، ما خلا النبيين والمرسلين، فلا تستصغروا أهل القرآن حقوقهم، فإن لهم من الله العزيز الجبار مكانا عليا).
والغاية الثانية: إن العتبة العباسية المقدسة المستنة بنهج المرجعية الدينية العليا (أدام الله ظل رجالاتها) التي أولت الأبناء عنايتها وأوصتهم باستثمار أوقات الفراغ على نحو مثمر في خطب الجمعة، لا سيما في بدء العطلة الصيفية، شرعت بتجسيد هذه الوصايا على نحو عملي في ضم اثنين وعشرين ألف طالب في هذه الدورة المباركة، التي شملت مختلف مدن العراق مستنيرة بحديث النبي الأكرم محمد ص الذي يقول: (خلتان كثير من الناس فيها مفتون: الصحة والفراغ)، وهي الرؤية نفسها التي جسّدها أمير المؤمنين ع بقوله: (إن يكن الشغل مجهدة فاتصال الفراغ مفسدة).
بعد ذلك جاءت كلمة للطلبة المشاركين قدمها وألقاها بالنيابة عنهم الطالب السيد حسن العلوي، ومن ثم قدم الأستاذ مصطفى الدعمي عرضا عن الدروس التي قدمت في المشروع، ليتم بعد ذلك عرض فيلم وثائقي عن هذه الدورة ويختتم الحفل بنشيد العتبة العباسية المقدسة الموسوم بـ(لحن الإباء).

جريدة صدى الروضتين وثقت بعض اللقاءات، تصدرها مدير معهد القرآن الكريم الشيخ جواد النصراوي تحدث لنا قائلا:
في هذا اليوم المبارك الجمعة أقيم الحفل الختامي لمشروع الدورات القرآنية الصيفية الذي أقامه معهد القران الكريم للعام التاسع على التوالي المشروع الذي تضمن بين جنبيه أكثر من 22،000 ألف طالب مشارك من مجموعة من المحافظات منها كربلاء المقدسة وبابل والنجف الاشرف وبغداد والسماوة، استمر هذا المشروع المبارك على مدى (45) يوما بداخل الصحن العباسي الشريف والحائر المطهر، وفي فروع المعهد الأخرى خارج المحافظة، وبمعدل ثلاث ساعات يوميا ولخمسة أيام في الأسبوع، تلقوا فيها دروسا في أحكام تلاوة القرآن والفقه والأخلاق، إضافة إلى تعلم الدروس في كيفية الوضوء والصلاة وإطاعة الوالدين، وكيفية معاملة الجيران ومعاملة الإخوة والأصدقاء بطريقة مشوقة بعيدة عن الملل، مما انعكس إيجابا على سلوك وأفعال هؤلاء الأطفال وبشهادة ذويهم الذين أصروا على إشراكهم في كل نسخة من هذه الدورات.
مضيفاً: لا يخفى أن أهمية هذه الدورة بالنسبة لهؤلاء الفتيان كبيرة جدا، حيث يتم ملء الفراغ الذي يحصل عند تعطيل الدراسة أثناء العطلة الصيفية بالقرآن الكريم، وهذا الأمر له أهمية بالغة, حيث أننا مأمورون بالتمسك بالكتاب والعترة، كما قال رسول الله ص: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ابدا، كتاب الله وعترتي اهل بيتي) وفي هذه الدورات جمعنا بين التمسك بالثقلين حيث اجتمعنا لدراسة القرآن وحفظه في رحاب اهل البيت ع حيث الروحانية والخصوصية لأبي الفضل العباس ع.
الطالب جعفر محمد علي أحد المشاركين في الدورات القرآنية الصيفية تحدث لنا قائلاً:
نحن تعلمنا في هذه الدورة القرآنية الصيفية المباركة أهمية حفظ القرآن الكريم وتعلمه فهو يهدينا الى الصراط المستقيم، وكذلك تعلمنا الفقه من خلال الدروس الفقهية التي كانت على مدار الدورة وكذلك سيرة اهل البيت ع والأخلاق وأتقدم بالشكر الجزيل للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ومعهد القرآن الكريم على إقامة هذه الدورة التي تعلمت منها الكثر.