العتبة العباسية المقدسة تزيح الستار عن شباك ضريح القاسم بن الإمام موسى الكاظم ع
22-08-2019
زين العابدين السعيدي
مصنع السقاء لصناعة شبابيك وأبواب الأضرحة والمزارات الشريفة التابع للعتبة العباسية المقدسة يحقق انجازا وطنيا جديدا من خلال اكمال شباك ضريح القاسم بن الامام الكاظم ع بتصميم فني رائع ودقة متناهية وزخارف جميلة. وقد اقامت العتبة العباسية المقدسة حفلا كبيرا بمناسبة ازاحة الستار عن هذا الضريح المبارك، بحضور أمينها العام السيد المهندس محمد الاشيقر (دام تأييده) واعضاء مجلس ادارتها ورؤساء اقسامها ومعاونيهم، إضافة الى عدد من امناء المزارات الشريفة والإعلاميين.
واستهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم رتلها القارئ السيد حيدر جلوخان، تلتها قراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء العراق الأبرار.. لتأتي بعد ذلك كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة التي ألقاها عضو مجلس إدارتها الدكتور عباس رشيد الموسوي، ومما جاء فيها:
نجتمع اليوم أيها الإخوة لنرى تحفة سنية أخرى، ونرتل معا آية أخرى من آيات الفن، تتجلى فيها جماليات النقش والزخارف، يقدمها خدمة المولى أبي الفضل العباس ع في مصنع السقاء لعمل شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة التابع للعتبة العباسية المقدسة الى ملايين الأفئدة التي تهفو الى مراقد أهل البيت ع ومزاراتهم لتلاوة آيات الود جزاء أجر الرسالة المحمدية الخالدة، التي بها عرفوا الحق واتبعوا الصواب، فأخرجوا من ظلمات الجهل الى نور الإسلام.
وأضاف: تشاهدون اليوم تجسيدا فاعلا لرؤية العتبة العباسية المقدسة التي تركز عليها في مشاريعها كلها، في إعادة الثقة بالعقل العراقي من خلال خطوة جديدة في درب إعادة إحياء عبارة (صنع في العراق)، التي انحسرت عن التداول بفعل المنتج الأجنبي، الذي شاع في حياتنا كلها وغطى المشهد كله أو كاد.
وقد تعاقبت المشاريع التي تبنتها العتبة العباسية المقدسة مانحة فيها الثقة لأبناء البلد، موفرة فرص عمل ومجال إبداع في كافة الميادين الصناعية والزراعية والتجارية أو الخدمية، عملا بمبدأ الاكتفاء الذاتي وترجمة صادقة لرؤية سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه).
فكانت الحصيلة أن سجلنا العتبة العباسية المقدسة في مضمار صياغة الشبابيك، وأدخلنا العراق لأول مرة في تاريخه ضمن قائمة الدول القليلة المصنعة حيث كانت الحصيلة قبل سنوات الشباك الشريف لمرقد مولانا أبي الفضل العباس ع المصنوع بفخر بأيدي خدامه، لقد شكل ذلك المنتج -وقتذاك- تحديا بالغاً لأهل الاختصاص في الدول الأجنبية، وذلك أنه صنع بمواصفات عالية الجودة من دون مثال يقتدى أو نموذج ماثل، فلا مخططات ولا تصاميم، وليس هناك سوى عزم وإصرار تحدوهما نية صادقة في الخدمة وتقديم الأبهى والأجمل.
وأكمل قائلاً: نعلن هنا إنجاز شباك ضريح سيدي ومولاي القاسم بن الإمام الكاظم ع، وبالدقة المتناهية والدقة الفنية العالية، وليس لنا إلا أن نشيد بكل من يقتنع معنا بأن العقل العراقي أهل للابتكار والإبداع، وبكل من يدعم قناعته هذه برأي أو خطوة فعالة، وليس لنا وله من غاية سوى بلدنا العزيز وأهله.
وفي الختام نتقدم بالشكر الى خدمة المولى أبي الفضل ع في مصنع السقاء لعمل شبابيك الأضرحة الشريفة وأبواب المراقد المطهرة، وهم يتبعون الخطوة بالأخرى في درب الإبداع والتميز، ونثني بأزكى كلمات الشكر وعبارات الوفاء للأخوين المتبرعين الحاج محمد حسين علي نعمة والحاج عبد الستار علي نعمة، وهما يهبان ما أنعم الله به عليهما في سبيل البيوت التي أذن الله لها أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وتخلد فيها رسالة نبيه ص.
ثم اتت كلمة الأمين الخاص لمزار القاسم بن الإمام الكاظم ع الحاج كريم حسين، والتي قال فيها:
جزيل الشكر والتقدير والثناء الى العتبة العباسية المقدسة بجميع كوادرها ومنتسبيها وعلى رأسهم متوليها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وكذلك الشكر موصول الى أناس عرفوا بإخلاصهم وتفانيهم وتعاهدهم لفعل الخير في كل الاتجاهات والمجالات، فكان لهم الدور الأكبر في إتمام هذا الانجاز لما قدموه من دعم مادي ومعنوي فإن كل الكلمات عاجزة عن شكرهم ويقف اللسان كليلا عن وصفهم.
بعدها أتت كلمة مصنع السقاء لصناعة شبابيك وأبواب الأضرحة والمزارات الشريفة، حيث ألقاها معاون مدير المصنع الأستاذ حسام محمد جواد واستعرض من خلالها أهم ما تميز به هذا الشباك الشريف بعدة نقاط مهمة:
1- سرعة إنجازه فلم تتجاوز المدة سنتين ونصف في تصنيعه.
2- تم خطه وتصميمه بيد أمهر الخطاطين والمصممين الذين بذلوا أفضل ما لديهم ليظهر بأحسن صورة.
3- صنع بيد أمهر الفنيين والحرفيين مما أعطاه دقة وجمالية عاليتين تتناسب مع المقام الشريف.
4- استعملت في صناعته أساليب صعبة ومعقدة؛ لإعطائه المتانة اللازمة ليتحمل كافة الظروف.
5- استعمل فيه ما يقارب (522) كغم من الفضة لصياغة بعض أجزائه.
6- استعمل فيه ما يقارب (13) كغم من الذهب الخالص لغرض الطلاء.
7- كما استعمل فيه أكثر من (2000) كغم من النحاس وما يقارب (2500) كغم من معدن الستانلس ستيل والخشب الصاج وخشب التطعيم وغيرها من المعادن.
ثم اتى دور الشعر القريض بمشاركة شعرية للشاعر الشيخ علي السعيدي الذي ألقى قصيدة ترنمت أبياتها بمديح القاسم بن الإمام الكاظم ع وحب آل بيت النبوة (سلام الله عليهم).
ليتم بعد ذلك وعلى هامش هذا الحفل المبارك ازاحة الستار عن الشباك الجديد لمقام صاحب الامر والزمان عج الذي يبلغ عرضه (6 أمتار و6سم)، وارتفاعه (3 أمتار و25سم) تقريبا، والفضة المستخدمة فيه ما يقارب (88 كغم).
أما الذهب المستخدم فهو (1150 غراما) تقريبا، إضافة الى عدة معادن مثل: (الستانلس ستيل) والنحاس والخشب البورمي ذات النوعية الجيدة، وبالنسبة للنقوش فهي نقوش نباتية، ومن المؤمل ان تقوم كوادر مصنع السقاء بتنصيبه قريبا.
ليختتم الحفل بإزاحة الستار عن الشباك الشريف لضريح القاسم بن الإمام الكاظم ع الذي نال استحسان جميع الحاضرين وافتخروا به كتحفة فنية عراقية بالغة الجمال.