فضول مدرس مراقب..!

22-08-2019
لجنة المناسبات
أخذني الفضول وأنا أنظر الى أوراق الطلبة وهم يؤدون الامتحان، قراءة السطر الاول يمكن ان يعطيني مستوى الطالب، وباغتني احد الطلاب بما يمتلك من معلومات ولغة وشرح مفصل مذهل، كان السؤال الأول يتحدث عن معنى اكمال الدين وإتمام النعمة؟ كتب الطالب:
لقد أنزل الله تعالى في يوم الغدير: (اليَوْمَ أكمَلتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَأتمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتـي وَرَضيتُ لَكُمُ الإسْلامَ ديناً).
وقال رسولُ الله ص عن هذا اليوم: (وهو اليومُ الذي أكملَ اللهُ فيه الدينَ وأتمَّ علَى أمّتِي فيه النعمةَ ورَضِي لهُم الإسلامَ ديناً...).
وهذا معناه أن إعلان ولاية أمير المؤمنين عليّ ع كفريضة من الله تعالى على المسلمين، يكون قد كمُل الإسلام، وبه تمّت نِعَمُه تعالى على الخلق. ومنه يمكن أن نستخلص أنّ الغدير آخر الفرائض عن الامام الباقر ع انها آخر فريضة انزلها الله تعالى، وقد ربط الله هذه الآية الكريمة بين الغدير والنعم الموفورة هو الوعاء الذي تجتمع فيه جميع تضحيات النبي الكريم ص؛ لاعتباره أهمّ عامل في حفظ كيان الدين والملّة، ويعدّ إنكاره بمثابة إنكار لجميع القيم الإسلامية السامية فالغدير بجوهره وروحه يعني مدرسة أمير المؤمنين ع التي تصلح لإسعاد البشر جميعاً. فأمير المؤمنين ع هو ــ بعد الرسول ص ــ أعظم آيات الله (عزّ وجلّ)، ولا تضاهيه آية، ولذلك يقول الإمام الصادق ع عن الذي تخيّل أنه يبلغ معرفة الله عن غير طريق أمير المؤمنين (فَلْيُشَرِّقْ وَلْيُغَرِّبْ)، أي لن يبلغ غايته ولو يمّم وجهه شرقاً وغرباً. إنّه لمن تعاسة الإنسان وسوء حظّه أن يطلب العلم والمعرفة من غير طريق محمّد وعلي وآلهما ع.
ومهما كان العلم المستحصل من غيرهم فلا قيمة له؛ لأنه مفرّغ من القيم الأخلاقية والمعنوية، وبعيد عن روح الشريعة. وكلّ خطّ لا ينتهي إلى الغدير فهو ردّ على الدين، والردّ عليه ردّ على الله ورسوله ص وأهل بيت رسوله ع؛ لأنّ كلّ القيم والفضائل ومكارم الأخلاق تختزل في الغدير وتنبع منه.
ابتسمت حينها وربتت على ظهره قائلاً: كثر الله من امثالك يا ولدي.