(في مجلس تعزية)
22-08-2019
لجنة المناسبات
رأيتهم في مجلس تعزية لتأبين ذكرى استشهاد الامام الجواد ع لتأدية الشعائر وتعزية الامام صاحب الامر عج افرحني جمعهم من جميع الانتماءات ومن ازمنة وامكنة متفرقة، رأيت هناك الطبرسي وابن الصباغ المالكي وابن بابويه والمسعودي وسراج الدين الرفاعي ومحمد بن عبد الغفار الحنفي والشيخ المفيد وابن عياش.
قال الطبرسي (قدس سره): لقد تقلّد منصب الإمامة الإلهي بعد أبيه في الثامنة من عمره الشريف.
وانقسمت حياته إلى حقبتين متميّزتين: أمضى الأولى منهما مع أبيه الجوادع وهي أقلّ من عقد واحد بينما أمضى الثانية وهي تزيد عن ثلاثة عقود عاصر خلالها ستّة من ملوك الدولة العبّاسية وهم: المعتصم والواثق والمتوكّل والمنتصر والمستعين والمعتز.
عقب ابن بابوية: ان عصر الإمام الهادي ع تميز بقربه من عصر الغيبة المرتقب، فكان عليه أن يهيّئ الجماعة الصالحة لاستقبال هذا العصر الجديد الذي لم يُعهد من قبل حيث لم يمارس الشيعة حياتهم إلا في ظل الارتباط المباشر بالأئمة المعصومين خلال قرنين من الزمن .
ومن هنا كان دور الإمام الهادي ع في هذا المجال مهمّاً وتأسيسيّاً وصعباً بالرغم من كل التصريحات التي كانت تتداول بين المسلمين عامّةً، وبين شيعة أهل البيت خاصّةً حول غيبة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت ع أي المهدي المنتظر الذي وعد الله به الأمم.
ثم قال ابن الصباغ المالكي: بالرغم من العزلة التي كانت قد فرضتها السلطة العباسية على هذا الإمام حيث أحكمت الرقابة عليه في عاصمتها سامراء، ولكنّ الإمام كان يمارس دوره المطلوب ونشاطه التوجيهي بكل دقّة وحذر، وكان يستعين بجهاز الوكلاء الذي أسّسه الإمام الصادق ع وأحكم دعائمه أبوه الإمام الجوادع وسعى من خلال هذا الجهاز المحكم أن يقدّم لشيعته أهمّ ما تحتاج إليه في ظرفها العصيب
وبهذا أخذ يتّجه بالخط الشيعي أتباع أهل البيت ع نحو الاستقلال الذي كان يتطلّبه عصر الغيبة الكبرى، فسعى الإمام علي الهادي ع بكل جدّ في تربية العلماء والفقهاء إلى جانب رفده المسلمين بالعطاء الفكري والديني والعقائدي والفقهي والأخلاقي، ويمثّل لنا مسند الإمام الهادي ع جملة من تراثه الذي وصل إلينا بالرغم من قساوة الظروف التي عاشها هو ومَن بعده من الأئمة الأطهار ع. وعقب المسعودي:
ظلّ الإمام الهادي ع يعاني من ظلم الحكّام وجورهم حتّى دُسّ إليه السمّ كما حدث لآبائه الطّاهرين، وقد قال الإمام الحسن ع: ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم .
قال الطبرسي وابن الصباغ المالكي: في آخر ملكه (أي المعتز)، استشهد وليّ الله علي بن محمد ع .
قال المفيد ما قاله الإربلي والطبرسي انه استشهد في رجب، بسرّ مَن رأى، بعد كل هذا الحديث انتبهوا لوجودي كضيف معظمهم يعرفني وقد مكنني الله ان اجري معهم حوارات، فقالوا لنسمع ما يقول ضيفنا جوّاب الأزمنة؟ قلت: لا شيء لديّ.. قلتم كل ما اود ان ادوّنه.. ولا يبقى لي سوى ان أقول:
سلام عليه يوم وُلد ويوم تقلّد الإمامة وهو صبيّ لم يبلغ الحلم ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّاً .