(حوار على هامش سؤال)

22-08-2019
لجنة المناسبات
أراد ان يتمحص معلوماتي، فسألني: من هو قائد جيش الشام في واقعة الحرة؟ وقبل ان انطق اسمه رأيته يقف امامي، وثبتُ اليه بعدما اثارت رؤيته جنوني، مسكته من ياقته وانا اصرخ بوجهه: ما الذي فعلته يا مسلم بن عقبة المري، وقد قتلت 80 صحابيا و700 حافظ قرآن استبيحت المدينة على يديك ثلاثة أيام وسلبت أموال الناس وانتهكت الاعراض، الناس كانوا حولي يتفرجون وهم مبتسمون ظنا منهم اني مجنون أعيش حالة هياج عقلي، بينما مسلم بن عقبة المري خائف مني ويحاول ان يروي ما حدث فقال:ـ
قام أهل المدينة وبأمر من عبدالله بن الزبير بعزل الوالي المُنَصَّب من قبل يزيد بن معاوية، ثم حاصروا الأمويين الذين كانوا في المدينة في بيت مروان بن الحكم وكان عددهم الف نفر.
وقد نَصَّبَ ابن الزبير عبدالله بن حنظلة واليا على المدينة من قِبَلِه. وهذا يعني أن ابن الزبير كان له دور في ثورة أهل المدينة.
قرر يزيد مهاجمة المدينة وجهز جيشا كبيرا بقيادة مسلم بن عقبة المرّي وقد كان الى جانب ابن عقبة المرّي الحصين بن نمير وكان قائدا لأهل حمص.
حين وصل خبر تحرك جيش الشام نحو المدينة قام أهل المدينة بحفر خندق حول مدينتهم، وأخرجوا من كان من الأمويين في المدينة الى خارجها واشترطوا عليهم عدم المشاركة ضدهم مع جيش الشام، وعدم إعطاء أي معلومات لجيش الشام عما يجري في المدينة وما يخطط أهل المدينة. ولكن بني أمية وتابعيهم ما إن خرجوا من المدينة حتى نقضوا الاتفاق والتحقوا بجيش الشام وتوجهوا نحو المدينة.
قلت: عن ماذا تحدثني يا مسلم المري وقد اقترف جيش الشام في المدينة مصيبة، وهي أفجع حادثة بعد شهادة الإمام الحسين A..! فقد استبيحت المدينة لمدة ثلاثة أيام وارتكبت خلال هذه الأيام الثلاثة أبشع الجرائم وأخزاها فقد اعتدوا على الأعراض والأموال وقتلوا الشيوخ والأطفال، وشقوا بطون النساء الحوامل وقتلوا ما في بطونهن. وأهانوا الصحابة الذين كانوا في المدينة من أمثال: جابر بن عبدالله الأنصاري الذي فقد بصره في تلك الفترة، وأبو سعيد الخدري..!
بعد ثلاثة ايام من العبث بالمدينة وسلب الأموال وانتهاك الأعراض جمعت ما تبقى من أهل المدينة وطلبت منهم أن يبايعوا يزيد بن معاوية على أنهم وآباءهم عبيد له وبتعبير آخر إنهم غنيمة حرب ليزيد بن معاوية ومن لم يقبل بهذه البيعة قطعتم رأسه.
قلت: انا اعرف ان الامام علي بن الحسين A اتخذ الحياد موقفا للحفاظ على أرواح الكثير من الناس حتى من غير العلويين، ضمّ إلى نفسه أربعمائة منافيّة (أي من بني عبد مناف) يعولهن إلى أن تفرّق الجيش، وكان فيمن آواهن عائلة مروان بن الحكم، وزوجته هي عائشة بنت عثمان بن عفان الأموي، وتكفل الإمام A بالإنفاق على 400 عائلة.. طيلة وجودك يا مسلم بن عقبة والجيش الشامي في المدينة.. لعنة الله عليك.. اطرق الرأس وولى خائفاً..!