وقالت كربلاء..(18)
17-08-2019
اللجنة التاريخية
كان للرياضة دور وشأن كبير في حياة الكربلائيين، وكان نادي الأهالي الرياضي هذا النادي العريق الذي قدم الكثير من الفعاليات الرياضية الوطنية، أسس سنة 1960في باب بغداد في مرآب بلدية كربلاء المخصص لوقوف سيارات الاطفاء، استخدمت المساحة الوسطية ملعباً لكرة السلة والطائرة وعلى يساره مكان لبساط المصارعة والملاكمة.
وفي نهاية 1964 م صدر قرار بإخلاء مقر النادي وانتقل النادي الى منطقة الهيابي بعد ان تم تأجير قطعة ارض تعود الى بلدية كربلاء. اشترك الفريق في جميع بطولات الاتحاد الفرعي لكرة القدم ومشاركاته اللقاءات الودية مع فرق بغداد والمدن المجاورة، وكانت للنادي قاعدة واسعة للعبة كرة السلة.
وكانت لفريق السلة الكربلائي لعبات مع فرق مشهورة: كالأعظمية والهواة والنهضة البغدادي، والعمارة والرمادي.. وفاز نادي الاهالي الكربلائي على فريق الكاظمية بالمصارعة عام 1962م.
ومن ذكريات كرة القدم أنهم خاضوا مباراة ودية مع الفريق الآشوري في الساحة الداخلية المجاورة لإعدادية كربلاء بتسعة اهداف مقابل لا شيء، وكان من ضمن لاعبي النادي الاشوري عمو بابا..! وكانت للنادي الرياضي مشاركات كثيرة في المجال الثقافي وقد قدمت محاضرات ثقافية مهمة في عام 1964 وكانت تقام محاضرات لعزي الوهاب والمرحوم حسن عبد الامير والشاعر محمد علي الخفاجي وكان من شعراء كربلاء الاستاذ علي ضياء الدين وباسم الحمداني وعلي الفتال.
وكان النادي يهتم باحتفالات الاستقبال لرؤساء العرب كاحتفال النادي بأمير دولة الكويت، واستقبال رئيس جمهورية تركيا جودت صوناي في العتبتين المقدستين. واشتهرت في كربلاء رياضة (الزور خانة) وهي رياضة شعبية، وتعد من الفلكلور العراقي، وتعني (بيت القوة) وارتبطت ارتباطا بالتراث الانساني وارتبطت بالطقوس الدينية، وكانت تُؤدى في مكان خاص يسمى الجفرة، وهي على شكل حفرة دائرية او مثمنة الاضلاع قطرها 6م ومكسوة بالطين الحر لمرونته تحت اقدام اللاعبين، وتكون بعمق (70) انجاً يطلق على اللاعبين اسم الفتوة يمارسها الصغار والكبار.
ويتكون فريق (الزور خانة) من تسعة لاعبين إضافة الى منشد وتمارس الرياضة على إيقاع الطبول حيث يجلس المنشد في مكان مرتفع وفي يده طبل ويقرأ الاشعار التي تتغنى بحب علي A.
ومن قوانين هذه الرياضة ان يجلس المنشد باتجاه القبلة وجميع أعضاء الفريق على وضوء، ويبدؤون اللعب بقراءة سورة الفاتحة، والصلاة على محمد وآل محمد، يقود تحكيم العرض مرشد ذو خبرة، والميلات التي يلعبون بها عبارة عن رفع الاثقال اقواس وبواري خشب مطعمة بالرصاص لزيادة وزنها، ثم تمارس القفزات داخل الحفرة الى الامام والى الخلف على قدمين وتارة على قدم واحدة لتقوية عضلات السيقان، وعند الانتهاء من كل حركة يصلي الحضور على محمد وآل محمد، وتختم اللعبة بنزال المصارعة وتقسم النزالات الى نزال الحلوانة، وهو الودي، والثاني يسمى الخصمانة، وهو نزال جدي يقام في أيام الجمعة فقط، والزي الذي يرتدونه اسمه البشطمال قماش مزركش الالوان يشبه الوزرة يبدأ من الخصر وينتهي عند الركبتين، الأدوات التي كانت تستخدم الميل ثقيلة 30كغم وخفيفة 20 كغم.
ثانياً: التخت وهو تخت الشناو حيث يستند اللاعب عليه وهو يؤدي فعالية الشناو، ثالثاً: السنك ويسمى باب خيبر، لوحة خشبية تكون بقطعتين رمزا لباب خيبر التي اقتلعها الامام علي A، والقلادة قطعة حديدية على شكل قوس ترتبط بها سلسلة يحركها اللاعب فوق رأسه ويداه ممدودتان الى الأعلى.
ويمنع استعمال التدخين في مقرات (الزور خانة) وكربلاء اشتهرت بالزور خانة فلديها زور خانة المخيم، يعود نادي المخيم للزور خانه تاريخياً الى بداية القرن التاسع عشر وكان مكانه على ترعة المخيم المحاذي لمدرسة السجاد الابتدائية، وكان يرتاده أهالي المدينة والزائرون، وجرى فيه لقاء مهم بين المصارع العراقي صبري الخطاط وبين المصارع الإيراني اغا سيف، وفاز فيه المصارع العراقي وضيف فيه المصارع العراقي صادق صندوق من زور خانة الدهانة، وفاز صادق صندوق على المصارع الإيراني غلام حسين، وحكم النزال المرحوم عباس الديك.
وهناك زور خانة الدباغية، وزورخانة النجارين، وزور خانة العباسية في العباسية الغربية محال النجارين، وزور خانة باب النجف قرب الفسحة علوة السمك وسوق المخضر، وزور خانة السعدية، وزور خانة باب بغداد بستان ال ضياء الدين، وزور خانة باب السلالمة منطقة البوبيات مكان جامع شاطئ الفرات المجاور لمقهى نجم دواس.
لقد شهدت كربلاء عام 1952م عروض المصارع الإيراني عباس طاهري عرضاً فردياً وكان ذلك في ساحة المدرسة الإيرانية مقابل سوق الميدان القديم عرض ثلاث ساعات وضع سندان من الحديد وربط يديه ثم تقدم نحوه ثلاثة من الحدادين، وبدؤوا بطرق قطعة حديدية احضرت من مصهر ناري حتى تم تحويلها الى سكين تكريب، وقد استغرق الطرق حوالي عشرة دقائق، وبعدها رفع السندان وحيا حضورها.
وكما حصلت عروض أخرى أقيمت في مدرسة الحسين الابتدائية الكائنة خلف البريد قدمها البطل الإيراني علي آمون وهي فعاليات الشناو ورفع الاثقال وشق قطع الصواني وقدم في مدرسة الفيصلية (متوسطة المنار حالياً) وقد امتلأ المكان بالحاضرين.