الاعلامي المسيحي سركيس الشيخا الدويهي: (أنا شيعي الهوى... مسيحي الهوية)

17-08-2019
سجاد طالب الحلو ‏
قلوب تهوي اليك مسرعة بشتى اديانها ومعتقداتها قاصدة قبلة العاشقين كربلاء لترتشف من معين عطائك الأخاذ معاني الانسانية السامية، فأنت لكل العالم حبيبي يا حسين..., ليقفوا مزدحمين تحت قبتك النوراء مستذكرين ما جرى عليك في ارض الطفوف مستلهمين منك الدروس والعبر الجمة.
كانت فرحته كبيرة ولسانه عاجزاً عن الكلام، فهو في حضرة بطل كتاباته كما وصفه الكاتب والاعلامي والباحث المسيحي سركيس الشيخا الدويهي والذي التقينا به عند صاحب الجود واللواء ابي الفضل العباس ع وحدثنا عن اولى نبضات الولاء الحسيني الذي غمرت قلبه وأخذت بيده نحو سيد الشهداء الامام الحسين ع, فكانت انطلاقته:
كنت بعيدا كل البعد عن الطائفة الشيعية، ولا اعرف عنها أي شيء, وذات مرة دعيت الى مجلس عزاء ولم اكن اعرف تفاصيل هذا المجلس، لكنني لبيت الدعوة على مضض, وحين حضرت كانت هناك محاضرة للشيخ حيدر المولى عن الامام الحسين ع جذبني ذلك المجلس وتلك الشخصية العظيمة، ومن حينها تعرفت عليه وصرت احضر مجالس العزاء بكثرة، وبدأت اقرأ الكثير عن هذه الشخصية وابحث في سيرة اهل البيت ع الى ان تعرفت اكثر عنهم, فهم اعظم ما ارسل الله (جل وعلا) الى الارض، ويجب على جميع الناس ان يتعرفوا على تلك الشخصيات العظيمة.
واتمنى ان اكون رسولاً من رسل الامام الحسين ع في الانسانية جمعاء لأقدم للناس بعض المعلومات عنهم لنقتدي بهم جميعا؛ لأنهم ليسوا ابطالاً تاريخيين ورموزاً دينيين فقط، انما هم مدارس في الانسانية والاخلاق والقيم والاباء والتضحية.
تعلمت من حبيبي الامام الحسين ع حين اكون مظلوما كيف انتصر، وان اكون صاحب عطاء بعد ان كنت أنانياً، فأنا الان اسامح وابذل على حب الامام الحسين ع, كما تعلمت الرفض؛ لأن هناك الكثير من الامور التي تختلف مع اخلاقي ومبادئي تعلمت ان اقول لها: لا، وأقف في وجهها ولو كان ذلك على حساب مصالحي الشخصية.
سألته حينها: اذا ما تعرض لبعض المضايقات، وهل ستغير من اطباعه تلك المضايقات..؟ اجابني مبتسما: انا كعابس حب الحسين اجنني... خسرت العديد من الاصدقاء والاقارب كما تعرضت لعدة تهديدات وذلك لتمسكي بمبادئي وتعلقي بالإمام الحسين ع, لكنني لن اترك هذا الطريق فأنا شيعي الهوى مسيحي الهوية.
سنوات مرت وانا امنّي النفس بالقدوم الى مدينة كربلاء المقدسة، وأخيراً وفقت وتشرفت لزيارة بطل كتاباتي، وكان من اجمل اللقاءات في حياتي، شعرت حينها بإحساس غريب وأردت ان اكتب عن شعوري، فبقيت عاجزا وحين التقيت بسيدي الحسين A كنت اضحك من شدة السعادة؛ لأنني واخيرا التقيت بمحبوبي وانا الآن بأمان قرب ضريحه المبارك, وانبهرت كثيرا بالشعب العراقي فهو شعب مضياف وكريم وطيب وكانت معاملتهم رائعة لي، وعندما يعرفون انني مسيحي يرحبون بي اكثر، ولم ينفر مني اي احد.
لذا ادعو جميع المسيحيين والعالم بصورة عامة ان يزوروا المراقد المقدسة في كربلاء؛ لأن بعض رجال الدين يفرقون بيننا، بينما الدين المسيحي والاسلامي كلاهما يدعوان الى الاخلاق والمحبة والتسامح.. واقول لهم بأن السيد المسيح اوصانا بأن نناصر الحق واهله كما دعا الامام الحسين ع لذلك ايضا, فنحن كما عندنا قديسون شهداء ايضا لدينا شهداء كرام ناصروا الحق وهم كل من وهب وجون, كما ادعوهم للتعرف اكثر على الطائفة الشيعية التي هي ليست بعيدة عن المسيحية, ومن هذا المنطلق اقوم الان بإعداد كتاب تحت عنوان: (ما لا تعرفونه عن الشيعة) اريد من خلاله ان اظهر للعام تجربتي مع الطائفة الشيعية وسأكتبه بواقعية ومنطق ليتعرف الجميع على اهل البيت ع وعن الطائفة الشيعية بشكل عام.
وكانت امنياته في اخر كلماته ان يحشره الله تبارك وتعالى في الاخرة مع الحسين واهل بيته ع وتمنى ان يدرج اسمه في سجل انصار الامام المهدي المنتظر عج.