بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة جامعة بابل تقيم دورة علمية حول الديناميكية السببية لاضطرابات التوحد
03-08-2019
حيدر داوود
بهدف رفد الساحة العلمية العراقية بالتحديثات المهمة التي وصل اليها العالم في مجال الطب، وبالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة، نظمت جامعة بابل، دورة علمية بعنوان (الديناميكية السببية لاضطرابات التوحد)، وذلك بحضور ممثل العتبة العباسية المقدسة في أميركا وشمال افريقيا الدكتور شامل هادي، محاضراً للدورة.
شارك في الدورة ثلاثون أستاذاً وباحثاً من جامعة بابل فقط، وقد سلطت الدورة الضوء على مرض التوحد؛ بكونه خللاً وظيفياً يعاني منه العديد من الأطفال، بمعدل (ستة أطفال من بين كل ألف طفل)، فيما تزداد حالات الاصابة به بإطراد دون أن يتوصل العلم الى معرفة الأسباب الدقيقة من ورائه وطرق علاجه.
هذا ما دفع الدكتور شامل هادي وهو أستاذ عراقي مقيم في أميركا إلى تكريس دراسته وخبرته العلمية التخصصية في مجال الحواسيب الإلكترونية والنماذج السببية للدماغ إلى الدراسة والبحث العلمي المتقدم، ونقل ما توصل إليه هو والطب الحديث في أميركا إلى الساحة العلمية العراقية بدعم مباشر من العتبة العباسية المقدسة وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي والجامعات العراقية.
ركز محاضر الدورة الدكتور شامل هادي على تشخيص الديناميكية السببية للدماغ من خلال الرنين المغناطيسي، وتقديم أفكار عديدة حول كيفية التعامل مع الأطفال المصابين باضطرابات التوحد بعيداً عن العلاجات الدوائية التي قد تضر دون أن تنفع، مشيراً إلى أن هناك ثلاث درجات للتوحد: (البسيط، المتوسط والشديد)، وأنه بالإمكان الشفاء من الأولى، وتحسن الثانية، والتخفيف من وطأة الدرجة الثالثة، وذلك من خلال العلاج التعليمي والتدريبي ووسائل تعديل السلوك وبعض المحاولات مثل استخدام الفيتامينات ومساعدات التواصل والاسترخاء.
من جانبه، بيّن الدكتور شامل هادي أن هناك توجهاً واضحاً من الجامعات العراقية إلى إنشاء مراكز بحثية متقدمة تواكب التطور العالمي في مختلف المجالات، ونحن بدورنا ندعم ما أقدمت عليه الجامعة العراقية من أجل إنشاء مركز بحثي متخصص يعنى بالدراسات العقلية واضطرابات التوحد، وما هذه الدورة إلا بداية وانطلاقة لهذا التأسيس الذي سيباركه الله تعالى بإذنه، وتدعمه العتبة العباسية المقدسة التي لها الريادة منذ عدة سنوات، وهذه الدورة لا تقل أهمية عن الدورات السابقة التي اقامتها العتبة العباسية المقدسة التي تهدف الى تقليل الفجوة بين الجامعات العراقية والجامعات الغربية، وسماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد احمد الصافي (دام عزه) يدفع باتجاه أن نطور الجامعات العراقية، وأن تشارك العتبة المقدسة في التطوير واليوم نحن في جامعة بابل نقيم دورة عبارة عن كورس لأربعة أشهر حيث سنعطيها لمدة خمسة أيام.
مدير قسم الدراسات والتخطيط في جامعة بابل الأستاذ المساعد الدكتور رفاه المطيري تحدثت لنا قائلة:
دورة الديناميكية السببية لاضطرابات التوحد برعاية العتبة العباسية المقدسة وافق سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد احمد الصافي (دام عزه) لإقامة هذه الدورة في جامعة بابل لتقديم آخر ما توصل له العلم بخصوص اضطرابات التوحد بعد أن أقيمت الدورة الأولى في العتبة العباسية المقدسة والدورة الثانية، تم ترشيح أساتذة للذهاب الى جمهورية ايران الإسلامية ووقع اختيار جامعة بابل لاحتضان هذه الدورة؛ كونها من الجامعات العراقية المتقدمة حيث تم ترشيح 30 تدريسي من جامعة بابل فقط وتستمر لمدة أربعة أيام من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة الخامسة عصرا برعاية، وبحضور الأستاذ المساعد الدكتور شامل هادي محسن من جامعة أوكلاند الامريكية.
مبيناً: إن المستفيدين من هذه الدورة هم الباحثون في هذا المجال، وقد عملنا على فتح هذا المجال لغرض تطوير ما موجود حاليا من التقنيات بحيث تكون العملية التشخيصية لأطفال التوحد أكثر دقة، فعملية التشخيص جداً مهمة؛ لأن الطفل إذا كان تشخيصه قبل السنتين تم إقرار انه هل يحتوي على طيف التوحد ام لا فيمكن معالجته بدون ادوية فمشكلة الأطفال اليوم في العراق يعانون من الدواء التي هي بخطر المخدرات على الطفل، فبالتالي تكون حالة الطفل من سيء الى أسوأ، وقد ارتأينا أن تبدأ مراكز بحثية ومراكز تشخيصية لأطفال التوحد منذ الولادة في بابل وكل الشكر والتقدير للعتبة العباسية المقدسة لاهتمامها بالجامعات العراقية وتقديمها ليد العون والمساعدة.