لقد التقيته شيخاً..

03-08-2019
لجنة المناسبات
ليس صعباً عليّ أن ألتقيه، فقد التقيته في مرات سابقة في اكثر من ملتقى ومرتقى ومناسبة، تقربت اليه سلمت، كان الصوت عنده عينا يرى بها، قال بعدما رد سلامي:ـ ألست انت الصحفي الجوّاب الذي يجوب ازمنة وامكنة بحثا عن لقاء..؟
قلت: اليوم انا عندك سيدي، ابتسم وقال: واعرف السبب تريد ان احدثك عن لقائي مع مولاي الباقر ع؟ قلت: سيدي جابر نحن عندنا علم ان مولاي الباقر ع دخل عليك فسلم بعد السلام قلت له من انت وهذا اللقاء تم بعدما كف بصرك، فقال:ـ انا محمد بن علي بن الحسين، دنوت منه قبلت يديه.
حينها عقّب جابر بن عبد الله على الحديث وقال:ـ كنت يوماً مع رسول الله ص فقال: يا جابر، لعلك تبقى حتى تلقي رجلا من ولدي يقال له محمد بن علي، يهَب الله له النور والحكمة واقرئه مني السلام.
ثم قلت لمولاي الباقر ع: إن رسول الله جدك يقرئك السلام، قلت له: يا جابر، كم خليفة عاصر مولانا الباقر ع؟ فقال: خمسة من خلفاء بني امية هم الوليد بن عبد الملك، هشام بن عبد الملك، سليمان بن عبد الملك، عمر بن عبد العزيز، يزيد بن عبد الملك.. وسايروه بالظلم والتعسف واشعال نار الفتنة والانتقام. دعني احدثك ايها الصحفي عن اشياء اخرى:
لقد قاد الإمام الباقر ع في تلك الحقبة الزمنية حركة علمية واسعة استمرت حتى بلغت ذروتها في إمامة ابنه الإمام الصادق ع، فقد حصل بعد ظهور الإمام الباقر ع تقدّم واسع في هذا الصعيد، وظهرت حركة علمية ثقافية جديرة بالإكبار في أوساط الشيعة كسرت حاجز التقية إلى حدّ ما، وأزالت حالة الانحسار الذي مني به الفكر الشيعي في دوائر خاصة، ففي ذلك الوقت بدأ الشيعة بتدوين علومهم الإسلامية: كالفقه والتفسير والأخلاق و... وقد بلغت من الوفرة حدّاً لو قُورن بما نُقل عن أبناء الحسن والحسين ع قبله، لكان ما نُقل لا يساوي معشار ما نُقل عن الإمامين الباقر والصادق ع.