نزهة ثقافية...
03-08-2019
اللجنة الثقافية
(أصحاب الحجر):
قال تعالى: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) (الحجر/80) إخبار من الله سبحانه تعالى أن أصحاب الحجر وهم سكان واد بين المدينة والشام وهم أصحاب ثمود قوم صالح سُمّيت بهذا الاسم؛ لأنهم أصحاب الوادي وهو من الحجر، كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً ينقرونها نقراً ليأمنوا من الخراب، آمنين من سقوطها عليهم، فأخبرنا الله تعالى بأن اخذتهم الصيحة مصبحين، ولن يغنيهم ما كانوا يكسبون.
(عِضِينَ):
قال تعالى: (الذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) (الحجر/91) يعني متفرقاً بالإيمان ببعضه والكفر ببعضه الاخر، فعضنوه على هذا السبيل، وقيل جعلوه عضين بأن قالوا هذا سحر وكهانة، جعلوا القرآن أجزاء وأعضاء، وقالوا لعنادهم بعضه حق موافق، أي قسّموا القرآن بعض الآيات التي تنفعهم اخذوها، وبعضها الآخر تركوها.
(اصْدَعْ):
قال تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر/94) ويعني اظهر امرك لأهل مكة وادعهم الى الايمان، قال: يا جبرائيل كيف اصنع بالمستهزئين؟ قال له A: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ) (الحجر/95)، يقول الامام الصادق A:ـ اكتتم رسول الله J بمكة سنين ليس يظهر وعلي معه وخديجة، ثم أمره الله تعالى بأن يصدع بما يؤمر، فظهر رسول الله J، جعل يعرض نفسه على قبائل العرب، فاذا اتاهم قالوا: كذاب امضِ عنا..!
ومن جماليات المفردة ان (اصدع) هو المستعار من الزجاج، والمستعار من الصدع وهو الشق، والمستعار من عقوق المكلفين، والمعنى صرّحْ بجميع ما يُوحى اليك وان شق ذلك على بعض القلوب فانصدعت بما يؤثره التصديع في القلوب الزجاجية المصدوعة في باطنها، والصدع لا يكون في التحطيم.
(الأَعْرَافِ):
قال تعالى: (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ) (الأعراف/46) الأعراف كثبان بين الجنة والنار أي أعالي الحجاب، عليها رجال من الموحدين العارفين المعروفين يعرفون كلا من اهل الجنة والنار بسيماهم، أي بعلاماتهم التي اعلمهم الله بها؛ لأنهم من المتوسمين من اهل الفراسة، يوقف كل نبي وخليفة نبي مع المذنبين من اهل زمانه، كما يقف صاحب الجند مع الضعفاء من جنده، وقد سبق المحسنون الى الجنة، يعرفون انصارهم بسيماهم، والأعراف هم من يوقفهم الله سبحانه تعالى يوم القيامة على الصراط.