(لا يأس في حياة الصابرين)

02-08-2019
علي علو
للصبر وقار لم يعهده الا الذين تأملوا في الحياة، وراحوا يعيشون على امل الفرج، فلِمَ ييأس الزوجان من المحاولات الكثيرة في مراجعة الأطباء وتجربة أنواع العقاقير، ان الله وحده يعلم كم يصبر هذا الرجل ويتصابر من اجل أن لا يجرح مشاعر زوجته او يحزنها، لخمس سنوات يتحمل غصص اللوعة وهو المثقل بالحنين لأبوة مؤهلة، وان الله وحده يعلم كم تعاني هذه المرأة، من جفاف وحدة بائسة لا تطاق، حزينة لحزن زوجها وانتظاره الصبور خمس سنوات، وأثقل ما في الأمر أن الطب شخص حالة العلة فيها فهي تعاني من مشاكل سببت منع الانجاب، في مثل هذه الحالة يصبح كل شيء مهددا بالذبول، بأي لسان ستصبره؟ هل تبيح له الزواج بامرأة أخرى وهو الصابر المتصابر الذي لا يشكو من شيء؟ وتسأل نفسها: الى أي مدى سيمتد الحال، خمس سنوات أخرى والتطلع ما زال في وهج الانتظار، وادركت ان الشوق للأطفال كاد يجن برأسه المتعب، لذلك أعاد كرة البحث عن علاج يوقد فيه شمعة امل من جديد.
اشتعلت نيران الحيرة في اوج ذروتها، كيف ينتهي العمر بلا أولاد؟ سؤال يكشف عمق اللوعة فيه، بدأت التلميحات تتضح شيئاً فشيئاً، لكنها لا تريد أن تجرح شريك الحياة، تتساءل هي مع روحها: هل انتهت كل محاولات العلاج؟ هل وصلت الى هلوسة اليأس؟ أم لابد ان ابحث من جديد؟ وما هو الجديد الذي بقى؟ فأتى الجواب خاطراً دار في راسها: انتِ بحثت في كل علاجات أهل الأرض، هل بحثت في علاج السماء؟ توجهت الى الأطباء لكن هل توجهت الى السماء، هل عاينت ما لدى الله من فرج؟ انفتحت أبواب الأمل ثانية، وبقيت تبحث في آيات الرزق لتصل الى سفن النجاة وتزاول الاستغفار وجاء الفرج الذي هو الأمل اول الفرج: يا الله بدأت تستغفر الله ليل نهار، بدأت تستغفر الله طمعا في رزقه ونجاته وانقاذها من غرق العقم، واذا الفرج يأتي على صهوات هذا الاستغفار بشارة تنثر الفرح في البيت، ليدركا معاً أن الله واسع الرحمة، فكانت البشارة بـ(استغفر الله) واسعة البهجة والأمان، لينعم هذا البيت بالفرح والبهجة والأولاد.