(كهلاً في طفولته)
02-08-2019
محمد رضا
في أحد أيام هذه الدنيا المسودة بالظلم والنفاق، المتسخة المريضة المخادعة السالبة لحق اليتيم والفقير، هي دنيا سادة عروشها الطغاة الفاسدون، الذين جعلوا من بساتين الورود، وأماكن الجمال بيوتا مهجورة تسكنها الوحشة، ويدوي فيها صوت اليأس..!
من المعلوم أنه يستحيل أن تجد وردة في وسط رماد.. !!
هكذا كان النظر للبيئة التي يسود فيها الظلم، والدمار الروحي والمدني، حيث اقول هذه الأماكن عقيمة أن يلد فيها طفل (وهي ليست الطفولة بالولادة المعروفة)، وانما اعني مرحلة يعيشها الإنسان في صغره تدعى (الطفولة)؛ لأن ما أراه هو النساء تلد كهول..!!
حيث ما يقع على شخصية الكهل والشاب تجده مفروضا على الطفل في وقتنا الحالي، حتى وصل فينا الحال أن قصص ما قبل النوم التي تقرأ هي مآسٍ حروب ودمار فينبت اليأس في بستان ذهنه المستقبلي..!
ومن المفروض أن يعيش في بيئة تدعى (جمال الطفولة)، وليس يطلع عليها في كتاب أو تروى له قصص طفولة.. وبالنتيجة يكون قد سمع بالطفولة ولم يذقها..!.
وبعد كل ذلك اليأس والظلام، ارى نورا يبزغ من بعيد، وسط انقاض الآمال، وبقايا الطموح، يخالف كل مألوف عن الظاهر الذي يجري في محيطه.
من ذلك..؟!
هو طفل..!! يشق جدران المستحيل وينهض بالطفولة ويرجعها بمفهومها الاصلي، ويسقيها من انهر البراءة والحب بعد أن فقد والديه في الحرب وأصبح وحيدا..!
فأخذ هذا الطفل يعبر عن كل ما يراه حوله بلغة الجمال التي لدى الطفولة، حيث صنع في نفسه من نيران الانفجارات شمساً تضِيءُ الطريق وتُدفّئُ الشتاء..
ومن الطائرات طيور السلام البيضاء، ومن سواد حطام الحرب ليلاً يتأمل فيه لأحلامه البيضاء، ومن أنهر الدماء أنهراً تسقي وردة الامل التي زرعها من بقايا الوان نفايات الحرب وخيم التهجير..!.
هذه صورة واحدة مما التقطت كاميرة ذكرياتي في عالمنا العربي، وبالأخص العراقي...
لقتل برعم من براعم الحياة برماد اليأس والحرو..!
فبزراعة الأمل تحت تعريف (اليأس)، تخرج لنا بعد فترة شجرة بإكليل أوراقها تخترق اليأس، وتجمل لوحة الحياة ببريق لونها، مهما كانت قساوتها.