بعد إهمالها لسنوات طوال العتبة العباسية المقدسة تعيد الروح والحياة إلى المكتبة الشبرية في النجف الأشرف
24-07-2019
طارق الغانمي
تسعى العتبة العباسية المقدسة إلى تقديم كل ما يصب في خدمة الحركة الثقافية داخل المدن المقدسة من خلال تبني مشاريع مختلفة ترتقي بهذا المفصل المهم، فضمن تلك المبادرات وبحسب توجيهات العلامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، استطاع مركز الفهرسة ونظم المعلومات التابع إلى قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة من إعادة تأهيل وتطوير وترميم المكتبة الشبرية العامة في مدينة العلم والعلماء النجف الأشرف، والتي تضم أكثر من عشرة آلاف كتاب بمختلف العناوين والتصنيفات.
وحدة الفهرسة والتصنيف بدورها باشرت بإعادة ترميمها وتأهيلها بشكل جذري بترتيب الرفوف وتصنيف العناوين كل بحسب محتواه العلمي، إضافة إلى ترقيم الكتب بالكامل لتسهيل عملية البحث عن الكتاب لطلبة العلوم الدينية.
المفهرس ياس خضير علي، من مركز الفهرسة ونظم المعلومات في العتبة العباسية المقدسة، تحدث لصدى الروضتين قائلاً:
بتوجيه من سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) باشر مركز الفهرسة ونظم المعلومات التابع إلى مكتبة ودار مخطوطات العتبة المقدسة بترتيب وتصنيف الكتب الموجودة في المكتبة الشبرية بطريقة حديثة وأنيقة.
المكتبة كانت عبارة عن مخزن كتب فقط، وكانت مبعثرة وغير مرتبة تماماً، بعد ذلك تمت مراحل العمل في تنظيف الرفوف وترتيبها ثم تصنيف الكتب كل بحسب علومه، ففي الطابق الأول وضعنا الكتب الدينية والتاريخية والفلسفية، والطابق الثاني وضعنا الكتب الأدبية بمختلف علومها، بعد ذلك تم ادخال الكتب في السجل الثبتي الالكتروني الخاص بالمكتبة الذي يحتوي على بيانات ثابتة مثل: اسم المؤلف والعنوان والطبعة والناشر وسنة النشر وإلى أخره، وهذا السجل الالكتروني فيه عدة مناهج للبحث، يمكن الباحثين المستفيدين من سهولة ايجاد الكتاب المطلوب وبسرعة عالية وبأقل جهد.
السيد محمد جواد شبر مدير المدرسة الشبرية في النجف الأشرف:
أسست مكتبة المدرسة الشبرية سنة 1968م على يد الشهيد الخطيب السيد جواد شبر، أي بعد عام من افتتاح المدرسة الشبرية، وكان من رواد هذه المكتبة العلامة الشيخ محمد جواد مغنية والمرجع الديني الشيخ بشير النجفي والكثير من العلماء والفضلاء الذين كانوا يسكنون ويدرسون في هذه المدرسة المباركة.
وتمتاز المكتبة الشبرية عن باقي المكتبات بأنها تحتوي على كمّ كبير من المخطوطات النفيسة والتي أكد بالحفاظ عليها سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، قائلاً بأنها تحوي كنوزا وعلوما مهمة جداً.
المدرسة أهملت كثيراً في عهد النظام السابق، وبعد زوال الطاغية، افتتحت من جديد على يد السيد جواد شبر وقام بإعداد المكتبة من جديد، واليوم بعد اللقاء مع العلامة سماحة السيد أحمد الصافي (أعزه الله) وجّه الكوادر المختصة في العتبة العباسية المقدسة بإعادة وتأهيل وفهرسة وتنظيم هذه المكتبة المباركة من جديد وبحلة أكثر من رائعة.
وبدورنا نقدم له كل الشكر والامتنان والتقدير على هذه المبادرة وهي ليست بغريبة عليه فهو سبّاق لعمل الخير ولمنفعة العلم والعلماء، كما نشكر كل من ساهم بعملية ترميم المكتبة وإعادة الحياة لها، وخاصة الإخوة في مركز الفهرسة فهم لم يقصروا بشيء، وكان عملهم متواصلاً وبجهد حثيث طيلة فترة شهر رمضان المبارك الماضي.