خلال لقائه بأعضاء وفد منظمة السعادة بالعطاء الخيرية العلامة السيد أحمد الصافي (دام عزه) يؤكد على أهمية دور المنظمات الإنسانية في التنمية المجتمعية

24-07-2019
طارق الغانمي ‏
في إطار دعم الشراكات الخيرية بين الجهات المتطوعة، استقبلت العتبة العباسية المقدسة وفداً من منظمة (السعادة بالعطاء) الخيرية، الذي ضمّ ثلة من الشباب المؤمن المتطوع لأعمال الخير، وتأتي هذه الزيارة لبحث سبل التعاون لدعم العمل المشترك بين العتبة المقدسة والمنظمة .
وقد اجتمع سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) بأعضاء المنظمة، مستمعاً إلى نبذة عن أهداف المنظمة وأهم مشاريعها الخيرية والتنموية والخدمية والإنسانية المقدمة للفقراء والمساكين والمتعففين في داخل محافظة كربلاء وخارجها، مباركاً لهم مشاريعهم وأعمالهم.
وقد أعرب سماحته عن دعمه الكامل لجهود ونشاطات الشباب، موجهاً إياهم (إن خير الناس من نفع الناس)، وإن هذا الطريق من أفضل القربات، وإغاثة الملهوف من الأمور التي ندب لها الشارع المقدس كثيراً وحث عليها، متمنياً لهم التوفيق والسداد بمواصلة العطاء لخدمة الناس والمجتمع.
وقد أسدى سماحة السيد الصافي (أعزه الله) خدمة ممتازة للمنظمة من خلال تكريس كل مشاريع العتبة المقدسة الخيرية للاستفادة منها في أعمالهم الخيرية والمجانية، لتختتم الزيارة بكلمة توجيهية إلى الشباب المتطوع في منظمة السعادة بالعطاء، قائلاً:
قطعاً اليوم الشباب لديهم أكثر من مشكلة، ولعل المشكلة الأولى إذا الشاب لا يجد موجهاً له بوضعه الطبيعي قد تصعب عليه أمور الحياة، وأن أوقات الشباب اليوم أصبحت غير معلومة وصارت أكثر تعقيداً مما عليه في السابق.
مبيناً: إن الشاب في بداية نهوضه تمارس عليه ضغوطات كبيرة، ويحاولون وضع عقله في وضع مسيطر عليه، وبعض القضايا فيها إغراء، إذ الكثير منهم يقضي أوقاتاً بلا شعور ولا مسؤولية عما يفعل.
وإن بعض الوسائل قد يتصورها الشباب فيها منفعة له فيدخل من لعبة ويقع في أخرى، ويذهب إلى برنامج آخر ولا يعرف عقباه إلى أن تتلقفه هذه الأشياء التي تبدأ التحكم بعقله، إلى أن تبدأ شخصيته بالتحلل شيئاً فشيئاً، وهذا أغلب واقع الأسر - مع شديد الأسف - التي لا تشعر بمشكلة أبنائها إلى أن ينتهي الحال بتفككها.
هناك قضايا لا تحل بالخطاب إذ تحتاج إلى قرار؛ لأن الخطاب ليس دائماً يحل المشاكل، بل إنه قد ينبه أو ينوه عن المشكلة، لذلك من الأفضل هو التحرك الميداني على الأطفال والشباب والأسر.
مشيراً: إن الكثير من المراهقين بدؤوا يتأثرون بالمدنية الحديثة التي جعلت من الإنسان متفككاً، وإنه يكتفي بنفسه وجعلته خجولاً لا يتصدى للمشاكل، كما جعلته يُصاب بأمراض نفسية حادة.
منوهاً: إن بعض المختصين بدؤوا بعلاج الحالات النفسية من خلال الرجوع إلى ما موجود في الإسلام، واستخدامهم أفضل الطرق للعلاج كترك الطفل من اللعب بالرمل أو التراب، إذ هناك بعض الدراسات الصحية تعتبر اللعب بالرمل هو من الحالات الصحية والممتازة له وتأثر على نفسيته.
كما تؤكد أن اللعب بالرمل جانب صحي مفيد ويؤثر عليه مستقبلاً، لذا اهتمامكم بالأولاد وخاصة بالجانب النفسي مهم جداً، عليكم أن تفسحوا المجال أكثر للأطفال واشعروهم بالأبوة والاحتضان وهذا الشيء جداً نافع.
وقد ذكر سماحته مجموعة مسائل عليهم أن يلتفتوا إليها، منها: يجب تنظيم الوقت للأولاد وحثهم على الاهتمام بدراستهم كثيرا، ولا تجعلوهم يبتعدون عنها، أما بخصوص الوسائل الحديثة يجب أن تكون هناك ثقافة في استعمالها وتدريبهم عليها، كما عليكم مساعدة الكثير من الناس المحتاجة التي لا تملك أحد موجه لهم.
المسألة الأخرى أن ما تقومون به يحتاج صبر طويل على تحقيق المراد، وأن تكون معنوياتكم عالية وهذه نقطة جداً مهمة وبالنتيجة أنتم يراد لكم بعض وسائل الترفيه للاستمرارية، وحتى تكون لديكم القدرة للمواصلة والتخلص من الضغط الزائد في العمل.
من جانبه، وضح الأستاذ علي جبار جودة أحد مؤسسي منظمة السعادة بالعطاء، قائلاً:
منظمة (السعادة بالعطاء) الشبابية منظمة إنسانية خيرية تهتم بالطبقة المجتمعية الفقيرة ذات المستوى المعاشي المنخفض، وعلى الأقل أنها تخفف عنهم معاناتهم في شظف العيش، والمنظمة أسست في سنة 2017م، لديها الكثير من المشاريع التنموية التي تهتم في مجال الصحة والمجال الخيري ومساعدة الأطفال المشردين، وغيرها من المشاريع الخيرية الأخرى.
أما بالنسبة لأعضاء المنظمة فهم جميعهم من الشباب الكربلائي المتطوع، وكل شخص منهم مختص في مجال، وأغلبهم خريجو جامعات والقسم الآخر من طلاب الإعدادية.
اليوم كانت لنا زيارة لسماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) باعتبارنا منظمة مجتمعية لإيصال صوت الناس والفقراء إلى أصحاب القرار، وسماحته من أكثر الشخصيات الداعمة والساندة لأعمال الخير، والكل يعلم أن العتبة العباسية المقدسة هي سباقة في احتضان الفقراء والمساكين، وتقدم المساعدات المختلفة للناس المتعففة سواء من الايتام والفقراء ودعم عوائل الشهداء وغيرهم.
الغرض من الزيارة هو لإبداء التعاون والمساعدة ودعم لمشاريع المنظمة الخيرية، وكانت استجابة سماحته ليست بغريبة علينا، وبالتالي لدينا مشاريع تطوعية كبيرة ستدخل ضمن مشاريع العتبة العباسية المقدسة الخيرية المجانية، واليوم أصبحوا داعمين ومشاركين لهذه المشاريع.
وعن أهم المشاريع التي تقدمها المنظمة أجاب قائلاً: لدينا مشاريع كثيرة منها مشروع يعنى بالمجال الصحي (رحلة شفاء)، ومشروع (فليفرحوا) لأطفال العشوائيات، ومشروع (منازل السعادة) للبناء، ومشروع (الغسل الكلوي)، ومشروع خاص بالمطبوعات وتوفير المناهج التعليمية للطلبة، ومشروع المنظومة المجانية وتوفير مياه المعقمة لمنطقة ألف دار، ومشاريع خيرية أخرى كثيرة.
مختتماً: شكره وتقديره وامتنانه لسماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) على توجيهاته القيمة، وتعليماته بتسخير كافة الامكانيات والطاقات لإنجاح العمل الخيري.
ومن الجدير بالذكر: أن العتبة العباسية المقدسة تقدم الدعم لكل المنظمات المدنية غير الحكومية، باعتبارها ظاهرة صحية ومفيدة في عموم المجتمعات؛ وتعد بمثابة مراكز خدمية مستقلة الإدارة والأنشطة، وبالإمكان تفعيل كافة المساهمات التنموية والثقافية والاجتماعية للتأهيل والتوعية ومتابعة مشاكل الناس.