مجلة تراث كربلاء توقد شمعتها الخامسة وتحتفي بباحثيها وكادرها

23-07-2019
حيدر داوود ‏
أقام مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة احتفالاً بهيجاً، لتكريم باحثي مجلة تراث كربلاء الفصلية المحكمة وكتابها وكادرها، بمناسبة مرور خمسة أعوام على صدورها، وذلك تحت شعار: (مجلة تراث كربلاء الفصلية المحكمة تكرم باحثيها) وعلى قاعة الإمام الحسن ع بحضور وفود وشخصيات دينية وفكرية وثقافية وأكاديمية ومهتمة بالشأن التراثي من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدسة، فضلاً عن نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة وعدد من أعضاء مجلس إدارتها الموقر. وبعد تلاوة عطرة من آيات كتاب الله العزيز وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق الأبرار وقوفاً، ثم الاستماع للنشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة (لحن الإباء)، كانت هناك كلمة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها بالنيابة عضو مجلس إدارتها الدكتور عباس رشيد الموسوي وبين فيها:
منذ أن شرعت العتبة العباسية المقدسة بتجسيد مشروعها الفكري والثقافي التمست إليه وسائله، وكان في صميمها التراث، إذ سرعان ما أسست مركزا له، ثم راحت توزع على خريطة العراق أعداداً منه تتكافل لتغطي حدوده وتلم شعثه، يقينا من العتبة المقدسة أن التراث رمزٌ من رموز هويتها، وحجر أساس ثقافتنا، ومعلمٌ رئيس من معالم حضارتنا، ومكون فاعل من مكونات شخصيتنا التي نحرص أيما حرص على تكاملها وبهائها.
مضيفاً: على هدي من هذا شرعنا، فكان لنا في دربه خطوات نحسبها محمودة، وكانت لنا في عمر هذا الزمن حفنةٌ من سنين أنفقت كلها في مرضاة هذه القناعة، وأنبتت ثمرات تحمل شحنة من مشاها، واسم من كتب حروفها، ولا شك أن كثيرا من الحاضرين هو ممن شاركنا متفضلاً في هذا المشروع، اذ نلتقي هنا على حافة إحدى تلك السنوات لنحتفي بالمشروع وبكم، إيماناً منا راسخاً بأمرين:
الأول: إننا حين نولي التراث همنا واهتمامنا، فإننا نوثق عراقة الانتماء لثقافتنا العربية، ونرسخ أصالة الولاء لحاضنتنا الفكرية الإسلامية، وإننا ندافع بهذا عنه بوجه ضغوط الثقافات الأخرى والتيارات الدخيلة، وقبل ذلك وبعده، فإننا نعزز بهذا ثقتنا بالنفس العربية الإسلامية، وبأثر التراث الفاعل في تنمية الشعور الوطني، وتمتين الصلة بين ماضي الأمة ومستقبلها وحاضرها.
الثاني: إننا حين نكرم شركاءنا من المبدعين، لا نريد أن نحفزهم على المزيد من العطاء والإبداع فحسب، ولا نريد أن نعترف بكل ما أسدي من جميل فحسب، بل نريد أن نشعرهم بقيمة ما قدموه، وأن نحفز في ذاكرة الأجيال أنهم قدموا، ونطرز أسماءهم بحروف من نور.
بعدها جاءت كلمة مدير مركز تراث كربلاء الدكتور إحسان الغريفي، التي قال فيها:
شعورا منا بمسؤولية حفظ التراث وصيانته، قامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بفتح مركز تراث كربلاء؛ لإحياء تراث هذه المدينة المباركة بما يتلاءم مع قدسيتها ومكانتها؛ ولتعويض ما لحق بها من ظلم واضطهاد عبر مراحل زمنية مختلفة، ولقد قام المركز بفتح قنوات متعددة لتوثيق وإحياء الخزين العلمي والمعرفي لمدينة كربلاء عبر خطط ونتاجات فكرية متنوعة، وواحدة من هذه النتاجات هي مجلة تراث كربلاء.
بعد ذلك جاءت كلمة هيأة مجلة تراث كربلاء التي ألقاها الدكتور علي خضير حجي، والتي مما جاء فيها:
ذكر الدكتور حسين علي محفوظ في بعض مقالاته أن المخطوطات التي خلفها الأقدمون هي أكثر من ثلاثة ملايين مخطوطة، وقال في موضع آخر: لربما الظاهر منها أو المكتشف يقرب من مليون ونصف المليون مخطوطة، ولم يحقق منها سوى واحد بالمائة، وهذه النسبة أقرب إلى الدقة، من هنا أدركت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على أن في كل شبر من أرض العراق ألف حضارة وألف مخطوط، ولا نجد بلدا من بلدان العالم يمتلك هذه الخاصية الكبرى من التراث العلمي.
مبيناً: يحق لنا أن نفتخر وأن نقف وقفة إجلال وإكبار لشخصية السيد أحمد الصافي (دام عزه) على الاعتناء بهذا التراث، وحث الباحثين للكتابة وإحياء هذا التراث الكبير، واستخراج معادن التراث من هذه الأرض المعطاء، فانتدب كوكبة من الباحثين والمفكرين لإقامة هذه المراكز المتعددة، فكان مركز تراث كربلاء الذي ولدت منه مجلة تراث كربلاء الفصلية المحكمة، فألف تحية إجلال وإكبار لكل الباحثين الذين شاركوا فيها، والشكر والتقدير لكل الخبراء والمحكمين الذين نهضوا بهذه المجلة إلى مستوى المجلات العالمية.
بعد ذلك كانت هناك كلمة للدكتور عبد الله العتابي من جامعة بغداد ممثلا عن الباحثين المحتفى بهم، قال فيها:
لقد امتازت مجلة تراث كربلاء بفرادة خاصة، فهي المجلة المحكمة الوحيدة في العراق التي تعنى بالتراث العلمي والإنساني لمدينة كربلاء المقدسة على وجه الخصوص، فقد أخذت على عاتقها -منذ تأسيسها- إبراز أهمية التراث الكربلائي الذي يعطي لهذه المدينة هويتها الخاصة التي تميزها عن باقي المدن الأخرى، ونأمل أن تكون المجلة في طليعة المجلات المحكمة في العراق والمنطقة، وأن تحصل على معامل تأثير بمقياس (سكوبس) العلمي العالمي.
بعدها ألقى الدكتور غانم كامل الحسناوي قصيدة بالمناسبة، وفي ختام الاحتفال، وزعت الدروع والشهادات التقديرية على المحتفى بهم من الباحثين والمحققين وكادر المجلة.
رئيس قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة الشيخ عمار الهلالي تحدث لنا قائلاً:
يقيم قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية مركز تراث كربلاء احتفالا بهيجا بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق مجلة تراث كربلاء المحكمة التي أصبحت من المجلات الرائدة في البحث العلمي، وأصبحت ذات خصوصية؛ كونها تختص في تناول التراث الكربلائي فهي مقيدة من ناحية المكان بكربلاء ومن ناحية الموضوع بالتراث.
وقد استقطبت المجلة العديد من الأبحاث المتميزة، وتم تكريم ما يقارب 150 باحثا وجاء هذا التكريم من اجل تشجيع وتحفيز الباحثين على المساهمة في سبر اغوار التراث واستخراج لآلئه وكنوزه من جانب، ومن جانب آخر بيان أهمية وقيمة هذه البحوث وتشجيع الباحثين على الاستمرار في هذا العطاء، ونبين لهم اننا نعتز ونثمن ونقدر بحوثهم التي ساهمت في هذه المجلة وايصالها الى هذه المكانة المرموقة.
مسؤول مركز تراث كربلاء المقدسة الدكتور احسان الغريفي تحدث لنا قائلاً:
يقيم مركز تراث كربلاء التابع الى قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة احتفالا لتكريم الباحثين والعاملين في مجلة تراث كربلاء المحكمة بعد مرور خمسة أعوام على إصدارها، جاء هذا التكريم نتيجة ايماننا بأن الباحثين يجب الاهتمام بهم وتشجيعهم وحثهم للكتابة في تراث كربلاء واحيائه.
وتم التخطيط لتوثيق هذا التراث عن طريق الأقلام الاكاديمية من الباحثين وأساتذة الجامعات التي تعد النخبة المثقفة في المجتمع، ولا بد من الاهتمام بها وتكريمها، وتوفير جميع الظروف والمستلزمات التي تسهل لهم البحث من المصادر وغيرها.
وسيتم تكريم جميع الباحثين والعاملين من الهيأة الاستشارية والتحريرية لمجلة تراث كربلاء الذين يبلغ عددهم ما يقارب 150 باحثا، ونسأل الله تبارك وتعالى ان يرقى بالباحثين وبالقلم الاكاديمي نحو الرقي والقلم الأصيل وان يسد الفراغ الموجود في المكتبة التراثية المتخصصة في تراث كربلاء.
الأستاذ المؤرخ سعيد رشيد زميزم تحدث لنا قائلاً:
لكربلاء قصة مع الزمن، فمنذ ان وطأت اقدام ذلك الصرح الشامخ سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين ع هذه الأرض الطاهرة حتى نبتت شجرة استظل بها كل من يريد ان ينشد الحرية لشعبه.
وها هي اليوم مدينة كربلاء المقدسة أصبحت تعج بالمقاتلين الذين كانوا يأتون لاستلهام الدروس والعبر من صاحب القبر الشريف A وازدحمت بها المدارس الدينية والمعاهد ورجال الفكر والادب والدين والعلم فأنجبت الكثير من هؤلاء في مجالات متعددة.
وعليه اصبح تراث كربلاء تراثا زاخرا يضم المزيد من الاعمال والفعاليات، فبادرت العتبة العباسية المقدسة لانشاء مركز ترث لكربلاء وقامت بإنشاء مجلة تراث كربلاء المحكمة التي تعد مجلة فصلية رائعة جدا ساهم فيها مجموعة من الأساتذة الباحثين وتحدثوا عن تاريخ كربلاء المقدسة.
يشرفني ان احضر هذا الاحتفال البهيج بمناسبة مرور خمسة أعوام على اصدار هذه المجلة التي نتمنى لها كل الخير والتوفيق كما أتقدم بالشكر لكل العاملين فيها والمشرفين عليها على ما قدموه من خدمات جزيلة في اصدار هذه المجلة المباركة.