تحت شعار (أطفال العراق مسؤوليتنا) الأمانة العامة تحتفي بالذكرى السنوية الثانية لتأسيس مشروع (رحماء بينهم)
10-07-2019
حيدر داوود
من المشاريع الإنسانية التي دعمتها العتبة العباسية المقدسة وأظلتها بمظلتها الأبوية مشروع (رحماء بينهم) لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الإنسانية من فاقدي الرعاية الأسرية، واستطاعت في وقت قياسي - بعد أن تم توفير الأجواء المناسبة لهم – أن تحتضن عدداً من الأطفال المشردين والمعوزين والمتسولين الذين يعانون من اضطهاد وقمع أسري في محافظة كربلاء المقدسة. وللسنة الثانية من تأسيس مشروع (رحماء بينهم) اقامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة حفلاً تحت شعار (أطفال العراق مسؤوليتنا) حيث احتضنت قاعة الإمام الحسن عليه السلام للمؤتمرات والندوات في العتبة العباسية المقدسة الاحتفالية وسط حضور أكاديمي وإعلامي كبير، فضلاً عن حضور مسؤولين من الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة.
استهل الحفل بتلاوة آيات بيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء العراق الأبرار، أعقبها الاستماع للنشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة الموسوم بـ (لحن الإباء).
بعد ذلك جاءت كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة التي ألقاها عضو مجلس إدارتها الموقر الدكتور عباس الموسوي، جاء فيها:
الأسرة تشكيلٌ مجتمعيّ يحفظ للإنسان إنسانيّته ويصونه، من خلال قيامها على توزيع الأدوار والمهامّ وتقسيم الحقوق والواجبات، وحين منّ الله تعالى على الإنسان القديم بنعمة الرسالات السماويّة، ركّزت بدءاً على مكانة الأسرة، منذ أن وُجد الإنسان على ظهر البسيطة وُجدت عنده الحاجة الى الإنسان الآخر، الإنسان الذي يشاركه في الحياة، حيناً يشاوره وحيناً يعينه وحيناً يواسيه ويشدّ أزره فكانت الأسرة، وزمناً بعد آخر أدرك الإنسان أنّ الأسرة هي عمود حياته المجتمعيّة وأساسها المتين، وحين خُتِمت الرسالات السماويّة بالإسلام الحنيف رسم الإسلام للأسرة مكاناً بهيّاً في نفس المسلم، وأحاطها بالهيبة والقداسة لما لها من دورٍ فاعل، فهي حاضنة طيّبة للتنشئة الأولى للفرد وهي المعلّم الأوّل في تعلّم أبجديّة الحياة والمعرفة، بل هي الإطار الذي يأخذ فيه الفرد قالبه وشكله وصورته، بل هي اللّوحة التي ترسم شخصيّة الإنسان وتخطّ هويّته، ولم يكن الإنسان المعاصر ليُدير لهذه القناعة ظهره ويضيّع قناعته بالأسرة ومكانتها لولا أنّ ظروفاً ضاغطة أحاطت به وأجبرته.
فكان أن تلاشت بعضُ القيم المجتمعيّة وساعد على ذلك شيوعُ الفقر والمرض والحاجة والفاقة والعوز، وكلّ هذا ترك آثاره السلبيّة على الأسرة فتفكّكت بعض الأُسر، وكان أفراد تلك الأُسر ضحيّة ذلك وبالأخصّ الأطفال.
لهذا شرعت العتبةُ العبّاسية المقدّسة بتأسيس مركزٍ نوعيّ فريدٍ من نوعه، أُسّس بنيانُه على نواةٍ طيّبة زاكية تشكّلت بنوايا طيّبة من مجموعةٍ طيّبة من الشباب، فأصبحوا بذرة صالحة لخدمة الطفل العراقيّ وتعويضه عمّا فقده من شتّى الخدمات المجتمعيّة.
نشكر كلّ من حضر لدعم هذا المركز المتميّز ونشكر كادره فرداً فرداً، كما نشكر جميع الأطفال الذين نجح بهم هذا المشروع داعين للجميع بالمزيد من الخدمة والقبول.
بعدها كانت هناك كلمةٌ لمدير مركز (رحماء بينهم) الأستاذ أمير حسن عباس جاء فيها:
نتقدم بالشكر الجزيل الى العتبة العباسية المقدسة على كل ما قدمته وما ستقدمه من دعم ومساهمة ومشاركة لإنجاح هذا المشروع العراقي الوطني الإنساني الإصلاحي، ونحن اليوم أبناء كربلاء من أرض الحسين عليه السلام أرض الإصلاح والتضحيات، نجدد العهد لأول من أسس نهجا لم يكن كالبرق يخطف وينطفئ إنما هو سراج منير، وهو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي بدأ بالطفل وكان نهجا لرعايته.
وتضمن الحفل كذلك عرضا لفيلم وثائقي درامي من انتاج مركز الكفيل للإنتاج الفني خاص بمشروع (رحماء بينهم)، بيّن الجهود الكبيرة والمضنية التي بذلها أعضاء فريق (رحماء بينهم) في سبيل احتواء أكبر عدد ممكن من الأطفال المتسولين، فضلاً عن إيوائهم وإعادة تأهيلهم نفسيا وتعليميا.
كما تخلل الحفل عرضٌ إحصائي قدمه الأستاذ علي جبار جودة وهو أحد مؤسسي المشروع، بيّن من خلاله إنجازات مركز (رحماء بينهم) وما قدمه خلال العامين المنصرمين، وذلك عن طريق الرسوم البيانية والمعلومات الدقيقة، كما بيّن خطط المركز للمستقبل القريب وما تنطوي عليه من توسع في العمل الإنساني المعني بالأطفال المتسولين في مدينة كربلاء المقدسة.
بعد ذلك تم تقديم أطفال المشروع الى الحضور مع تكريمهم، ليختتم الحفل بتكريم كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع الإنساني المبارك.
نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس عباس الموسوي تحدث لنا قائلاً:
في البدء انطلق المشروع بتطوع مجموعة من الشباب، حيث يهدف الى احتضان الأطفال المشردين والمعوزين والمتسولين والذي يعانون من اضطهاد وقمع أسري في محافظة كربلاء المقدسة.
وقد نجح هؤلاء الشباب في مشروعهم هذا واستطاعوا بمساعدة الخيرين أن يؤهلوا الأطفال ويضعوا لهم موطئ قدم على الطريق الصحيح، ويدمجوهم بالمجتمع، بعد أن كانوا يفتقدون الى الخيمة الأسرية والاجتماعية التي يستظلون بها في أمور حياتهم، وتمكنهم من التعامل مع القوانين والأنظمة وتحميهم من الانحراف المجتمعي، إضافة الى عوزهم المالي وغيره، مما حدا بالعتبة العباسية المقدسة أن تظللهم بخيمة أبي الفضل العباس عليه السلام وتتبنى المشروع بالكامل لديمومة نجاحه، واستيعاب أكبر عدد ممكن من هذه الشريحة بتوجيهات من قبل المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف المتمثلة بآية الله العظمى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) وبرعاية واشراف مباشر من قبل المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) تم الاهتمام ورعاية المشروع الذي يعمل من اجل رعاية الاطفال المشردين وتوفير الرعاية الاجتماعية لهم واعادتهم الى مقاعد الدراسة، وعمل لهم دورات تأهيلية كثيرة منها: تعلم القرآن الكريم والحفاظ على المبادئ الإسلامية وغيرها من الدورات التطويرية والتنموية.
ونحن نعمل ونتابع هذا المشروع ووفرنا كل المستلزمات الضرورية، ونحتفل اليوم بمرور العام الثاني لتأسيس المشروع ونبارك للعاملين على هذا المشروع المبارك ونشد على أيديهم لتطويره ونحثهم على بذل المزيد من أجل الرقي بهذه الفئة من المجتمع وإعادتها الى جادة الصواب باستخدام آليات وطرق علمية حديثة.
مدير المشروع الأستاذ امير حسن تحدث لنا قائلاً:
مشروع (رحماء بينهم) هو مشروع عراقي وطني انساني يهتم بالأطفال فاقدي الرعاية والمشردين وذوي الاحتياجات الانسانية حيث يتم تعليمهم وتأهيلهم سلوكيا وتربويا من خلال الخدمات التدريبية والتنموية بعد ان يتم استقطابهم وتتم إعادة تأهيلهم بشكل مستمر تأهيلا تربويا تعليميا ونفسيا وسلوكيا.
وهذا المشروع الاصلاحي سيبقى مع الاطفال الى ان يتحملوا مسؤولية أنفسهم ليصبحوا كأقرانهم الاسوياء في الحياة الاجتماعية، ونحن اليوم في الذكرى الثانية لتأسيس مشروع (رحماء بينهم) وقدمنا في هذا الحفل مجموعة من الاحصائيات خلال سنتين احصائيات تعليمية بأعداد الأطفال المستقطبين حيث بلغوا 53 طفلا واليوم هم مؤهلون نفسيا وسلوكيا وتربويا وتعليميا.
مدير قسم شرطة احداث كربلاء العقيد جبار فضل اليساري تحدث لنا قائلاً:
نقدم كل الشكر والتقدير الى المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) والى الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة لاحتضانها ورعايتها مثل هكذا مشاريع إنسانية وهي سباقة لمثل هكذا مشاريع، ولا ننسى القائمين على هذا المشرع الإنساني مشروع (رحماء بينهم) الذي يهدف الى جمع أكبر عدد من الأطفال المشردين وإعادة تأهيلهم من الناحية النفسية والاجتماعية واعادتهم الى مقاعد الدراسة ليكونوا فاعلين في المستقبل، والحد من ظاهرة التشرد عند الأطفال.