تحت شعار (الاغتراب ثروة للأوطان) وبعنوان (العتبة العباسية المقدسة جسر للتواصل بين المغترب والوطن) انطلاق فعاليات أسبوع أبي الفضل العباس عليه السلام الفكري الثاني في عدة مدن أوروبية
10-07-2019
خاص صدى الروضتين
تحت شعار (الاغتراب ثروة للأوطان)
وبعنوان (العتبة العباسية المقدسة جسر للتواصل بين المغترب والوطن)
انطلاق فعاليات أسبوع أبي الفضل العباس عليه السلام الفكري الثاني
في عدة مدن أوروبية
برعاية الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وبالتعاون مع الجمعية الأوروبية لتعارف الأديان، انطلقت فعاليات أسبوع أبي الفضل العباس عليه السلام الفكري الثاني في بلجيكا تحت شعار (العتبة العباسية المقدسة جسر للتواصل بين الاغتراب والوطن)، وذلك في يوم الأربعاء الموافق (12/6/2019م) وسط حضورٍ واسعٍ لشخصيات دينية وفكرية وثقافية واجتماعية، ومن فضلاء الحوزات العلمية.استهلَّ حفل الافتتاح بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة، ومن ثمّ الاستماع للنشيد الوطني ونشيد العتبة العباسية المقدسة، وبعده كلمة العتبة العباسية المقدسة التي ألقاها رئيس الوفد المشارك وعضو مجلس إدارة العتبة العباسية الأستاذ الحاج جواد الحسناوي جاء فيها:
الحضور الكريم مع حفظ الألقاب والمقامات، أيها النخبة من العلماء والمفكرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من فيض أبي الفضل العباس عليه السلام وببركات شخصه الشريف يقام أسبوع أبي الفضل العباس الفكري الثاني في أوروبا: (المانيا، بلجيكا، هولندا) وتحت شعار (الاغتراب ثروة للأوطان)، حيث نبدأ أولى فعاليات هذا الأسبوع في بلجيكا تحت عنوان (العتبة العباسية المقدسة جسر للتواصل بين المغترب والوطن).
يهدف هذا الأسبوع الفكري الثاني إلى الاهتمام والتركيز على مَدّ الجسور وتضييق المسافات التي تفصلنا عن بعضنا البعض تحت راية رمز الوفاء والعطاء أبي الفضل العباس عليه السلام ، والهدفُ تجديدُ عهدنا بالوطن والمقدسات من خلال بيان أهمية هذا الانتماء والارتباط والشعور بالحب للوطن الأم بالرغم من كل ما تعرض إليه المغترب من آلام ومصاعب أجبرتهُ على مغادرة الوطن المعطاء.
وأضاف: وفي خطوة مباركة ضمن مشوارها وسعيها المتواصل فقد آذنت العتبة العباسية المقدسة لانطلاق فعاليات هذا المؤتمر، لتؤسس منهجاً ريادياً في الأفق الفسيح، ليكون شاهداً على مسيرة التطور والتقدم في كل ميدان تخوض فيه مستمدة ذلك من صاحب الجود والعطاء، مَنْ كان على بينةٍ من أمره عليه السلام للخوض في تحريك الساكن والمُغيّب مما يجولُ في فكر الثلةِ من المفكرين والمبدعين وخاصة في بلاد الغرب ليدلي كلٌ بحسبه على مداخل ثقافتنا الزاخرة بالعطاء بثمار نتاجهِ الفكري والثقافي الواعي عائداً الى حواضنه التي ابتعد عنها قسراً، ليعدُّ سعيها هذا انجازاً يدعو الى تأكيد حضورها الانساني ما تحويه هذه المفردة من معنى، وتكشف عن ضميرها الواعي لتؤكد رغبتها الصادقة في اطلاق الممكن لإنعاش مشهد ثقافتنا من خلال تحريك الساكن واستدعاء الآجل تحت سماءٍ جديدة تَنُثُّ تفاؤلاً اكيداً واستعداداً دائماً لفجرٍ متواصل يشرق بالعلم والمعرفة، فكانت وما زالت منار خير وهي تتهجدُ بآيات العلم والمعرفة وتُرجمان الحرف، ونبراس المعنى لرفع لواءِ نون والقلم، وصدق الكلمة، ونشر الفضيلة لتبقى يعسوب الضياء، والصوت الممتد في أفق الإشراق، ذلك الصوت الذي يناغم الشمس لينسج من خيوطها رداء المعرفة والحرية.
وتابع: فطوبى لكم وأنتم تشاركونها فكرها وسعيها الذي نحتت وجوده في لوحة الإنسانية، ومرحى لأنفاسِكم النافحة بالخير والعطاء، وتباركت ابداً من شجرة أصلها ثابتٌ من الفضل والإباء وفرعها في السماء وكلّما داهمتنا الخطوب هزّنا المخاضُ الى ظلِّ جذعِها لِتُساقط علينا رُطبَ علم وخير وعطاء.
وأضاف: ضيوفنا الكرام بوصفنا الجهة الراعية والقائمة لهذا الملتقى المبارك والذي نأمل منه ومن حضراتكم الكريمة كلَّ خير نتوجه بالشكر الجزيل والثناء الجميل لكل مَنْ لبى الدعوة وتجشم عناء الوفود والسفر واتحفنا بحضوره الكريم.
شكرنا لكل الباحثين والعاملين على انجاح هذا المؤتمر دعماً منهم لمسيرة التنمية والعطاء، ونسأل الله تعالى أن يجزل لهم العطاء بمَنّه وكرمه، على ما بذلوه وقدموه ولا سيما اخينا المفدى فضيلة السيد احمد الراضي ممثل العتبة العباسية المقدسة في أوروبا وفريقه المتناغم المعطاء ونعتذر مقدماً عن كل تقصير او قصور قد يحصل رغماً عنّا.
واختتم: سلام عليكم أيها الأعزة جميعاً في رحاب معنونةٍ من عناوين ابي الفضل العباس عليه السلام سلام لا يُدانيه السلام لمن سلك طريقاً يلتمس فيه قبساً من علم وكان اهلاً للوفاء، سلامٌ على وطني الذي صدَّعته الجراح ولم تنلْ من عزيمته، سلامٌ على ارضه وسمائه وعلى فراته ونخيله، سلامٌ على الشهداء السعداء الذين سطروا أروع الملاحم في سوح الوغى ودونوا أسماءهم في ذاكرة الوطن، لهم السلام لا خوفٌ ولا وجلْ، وأقول للشهيد لأنه يستحق منا دائم الذكر وانت يا سيدي... أيها الشهيد أقسمتَ ان تجعل دمك مداد بقاء للعراق في لوحة الخلود فصرت مداراً لكل القيم النبيلة.
أيها المثقلُ بالجراح، انت منْ صافحتَ احلامنا التي بذرناها وإليك ينتهي المجد وها هي الأرض تَخْضَرُّ من دمائك الزكية اشجاراً قطوفُها دانية من العطاء والنُبل والوفاء، فاهنأ عزيزاً ومناراً يا عنوان الإباء والشموخ والفداء.. وانت يا وطن السلام (أيها العراق) هاكَ مني تحية وقبلة وسلاماً من هنا من ارض باعدتها المسافاتُ عنك وترجمان حرفٍ يستمدُ شعاعَهُ من بريق حضارتك يا عراق المقدسات عراق عليٍّ والحسين وأخيه ابي الفضل العباس D السلام عليكم أحبتي جميعاً ورحمة منه وبركات وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآهل بيته الطيبين الطاهرين.
كلمة الجمعية الأوروبية لتعارف الأديان ألقاها الأستاذ (زهير شربة)، جاء فيها:
يسعدني وباسم الجمعية الأوروبية لتعارف الأديان أن أحييكم وأن نلتقي معاً في هذه الفعاليات (أسبوع أبي الفضل العباس-عليه السلام- الفكري الثاني) الذي يُعقد تحت شعار (الاغتراب ثروة للوطن)، إذ يهدف هذا الملتقى الفكري في أوروبا للتواصل مع الاغتراب وتضييق المسافات التي تفصلنا عن بعضنا، وهي ذات الأهداف التي تسعى جمعيتنا(الجمعية الأوروبية لتعارف الأديان) لتحقيقها، فضلاً عن توسع الأديان وتعزيز السلام والأمن الروحي، وإقامة عدد من الندوات الحوارية بين أوروبا والعالم العربي؛ سعياً لمحاربة الفكر المتطرّف الذي أنتج الإرهاب عالميًّا، والمساهمة في تقديم الدراسات والتوصيات التي ساعدت على نبذ العنف، وتأسيس المفاهيم المشتركة بين أتباع الدّيانات المختلفة في مواجهة هذا الفكر.
وأضاف: إنَّها لفرصة طيبة أن نلتقي هنا مع جمع من المؤمنين المغتربين الذين قيّض الله لهم الأمر كيما يكونوا مهاجرين إليه بعد البلاء والفتنة التي عصفت في بلدنا وعلى فرض ابتداء النية إذا ما عرفنا أنَّ المؤمن المضطهد إنَّما يهاجر ليفر بدينه ويأمن على حياته، وبذلك تحقّق هدف الأمن الذاتي والرسالي في آنٍ واحد، وهذا أعلى درجات الرقي في مفهوم الاغتراب، على أن تتبعها نتائج عريضة لازمة في مجالي تطوير الأمن المعاشي والتكامل العلمي، إذ إنَّ تطوير العمل يحتاج إلى تطوير القدرات الفكريّة، وبذلك يحقّق المغترب هدفين في آنٍ واحد وهما الاعتماد على الذات لتأمين الأمن المعاشي من جهة، والمساهمة في التنمية والتطوير في البلد الذي يعيشه فيه من جهة أخرى، وهذا يجعله عنصراً فاعلاً في المجتمع.
واختتم: نأمل من هذا الأسبوع الفكري لأبي الفضل العباس عليه السلام ومن خلال التواصل مع الاغتراب تحقيق وتعميق الرؤى والمفاهيم التي أشرنا إليها والتي اجتمعنا من أجلها وبذلك نكون قد حققنا الأهداف المنشودة والغايات التي نعمل جاهدين لتحقيقها، مستعينين بإدارة السماء حيثما تكون النوايا والعمل الخالص والجهد البنّاء.
كلمة ممثل العتبة العباسية المقدّسة في أوروبا السيد أحمد الرَّاضي الحسيني، استهلّها قائلاً:
أرحّب بكلِّ الحضور الكريم وأخصّ بالذكر سعادة سفير جمهورية العراق في مملكة هولندا الدكتور هشام العلوي والقائم بأعمال سفارة جمهورية العراق بمملكة بلجيكا الدكتور فاضل الرحيم، والسادة الأفاضل، والمشايخ الأجلّاء الذين لبّوا دعوتنا للمشاركة في أسبوع أبي الفضل العباس عليه السلام الفكريّ الثاني، والجالية العربية والإسلامية، فأهلاً وسهلاً بكم جميعًا في رحاب أبي الفضل العباس عليه السلام .
وأضاف: العتبة العباسية المقدسة جسر للتواصل بين المغترب والوطن، وإنَّ أهم شيء وصل إليه الباحث في دور العتبة العباسية المقدسة هو مدى التَّأثير الإيجابي الذي تتركه هذه العتبات المقدسة في مجتمعاتنا؛ وذلك لارتباطها الوثيق بمعتقدات المجتمع مما يخلق تلاحمًا وثيقًا واندماجًا روحيًّا يؤدّي إلى مدِّ الجسور بين أبناء الشعوب من جهة وبين أبناء العراق المغتربين والمقيمين من جهة أخرى في مختلف مجالات الحياة، ولعلَّ أبرز هذه الأدوار: الدور الدّينيّ، والدور الثقافيّ، والتّاريخيّ، والاقتصاديّ، والاجتماعيّ، والعمرانيّ وأدوار أُخر بمختلف المجالات.
وتابع: اليوم نرى دور العتبة العباسية المقدسة كبيرًا في حفظ التّوازن بين الشعوب والأمم، ودورها أيضًا بحفظ واجتماع أبناء البلد الواحد من خلال ما قدَّمته للمجتمع المدني وفي أزمات مختلفة.
واختتم: أخيرًا أحمل لكم سلام الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ومنتسبيها، وفي مقدّمتهم المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة العلامة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، والحمد لله ربِّ العالمين.
ومن ثم تلتها كلمة الجالية المسلمة، ألقاها عضو مؤسّسة الزهراء B في بلجيكا السيد عبير حسين الأعرجي تحدَّث فيها قائلاً:
هكذا نجد في كلِّ محفل وراية أبي الفضل عليه السلام حاضرة في مضيفنا ولدى تجمّعات عشائرنا في فرح وترح ووفادة وتبرّكًا باسمه تُعقد المجالس وترفع الرَّايات وتنطلق الأهازيج.
وأضاف: ذكره في مواسم العطاء يستمد منه الكرم، وعلَّمنا الارتقاء في مدارج العزّ، فمرحبًا برايتك المقدسة وبوفدك الكريم وفد العتبة، ومرحباً بالضيوف الأعزاء في بيت من بيوت آل محمد ومضافة لهم ومحطة تحط عن الغرباء عناء الغربة، نرحّب بكم جميعاً أيّها الجمع المبارك سائلين من الله القبول، وشاكرين له لطفه وكرمه أن جمعنا على حبّ محمد وآله صلوات الله عليهم.
ولاية انتويربن البلجيكية تحتضن الجلسة البحثية:
انطلقت مساء يوم الأربعاء الموافق (12/6/2019م) الجلسةُ البحثيةُ المنضوية ضمن فعاليات أسبوع أبي الفضل العباس عليه السلام الفكري الثاني، الموسومة بعنوان (العتبة العباسية المقدسة جسر للتواصل بين الاغتراب والوطن) بحضور عددٍ من الباحثين والأكاديميّين ورجال الدين.
تضمّنت الجلسة إلقاء ثلاثة أبحاث علميّة قيّمة:
أولى هذه الأبحاث هو (العتبة العباسية المقدَّسة جسر للتواصل بين المغترب والوطن) لممثل العتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الرّاضي الحسني الذي بين فيه:
"قدَّمت العتبة العباسية المقدسة للمجتمع المدني كثيرًا من الدعم وفي أزمات مختلفة لعل أبرزها أزمة النازحين، إذ قامت بإيواء وإطعام كثير من العوائل النازحة لأكثر من ثلاث سنوات".
"أذكر نموذجين لما قدَّمته العتبة العباسية المقدسة للشعوب والأمم؛ النموذج الأول: الأزمة بين الشعبين العراقيّ والإيرانيّ ومشاكل الحروب، أمَّا النموذج الثاني: أزمة الخليج وما جرى من احتلال الكويت حيث ترك أثرًا غير جيّدٍ في النفوس. ولكن من خلال العتبة العباسية المقدسة والخدمات والرّعاية والإعلام قد غيّرت وبيّنت الوجه المشرق للعراق والعراقيين، وخير دليل على ذلك تحويل شعيرة زيارة الأربعين إلى حدث يشهد له زوار العالم من أخلاق وكرم وطيب معاملة، وكل هذا بسبب هذا الحب للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (صلوات الله وسلامه عليهما)".
"اليوم نريد أن نعمل لتنظيم العلاقة بين الاغتراب والوطن، وبين العراقيين المغتربين والعراقيين المقيمين، نحن كنّا نعمل ولا نزال، ولكن نريد تنظيم هذه العلاقة بشكلٍ أفضل، خاصة وأنَّ العتبة العباسية المقدسة تقدِّم كل إمكانياتها من أجل أن يبقى هذا التواصل بين داخل العراق وخارجه، وأنَّ هناك علاقة غير منتظمة يجب العمل على تصحيحها".
ثم تلاه البحث الثاني للشيخ خالد الملا بعنوان: (الاغتراب وتحدّيات تعليم لغة القرآن الكريم) تناول فيه:
"إنّ الانتقال الى دولة جديدة أمر له من الشوق والمتعة والغرابة ما له، ومهما كان اطلاع المرء على ثقافة هذه الدولة أو تلك تبقى أمور لم يكشفها أو يعرفها، وهذه ستتّضح له تدريجيًّا من خلال بقائه في بلاد الغربة، والغريب في هذا أنَّك ومن خلال تعلّمك وثقافتك لهذه الدّول تصبح أكثر فخرًا بنفسك؛ لأنَّك قد اكتسبت الثقة في التّحرّك".
"من خلال ما ذُكر نجد أنفسنا أمام تحدٍّ خطير يواجه المغتربين وسكان البلاد من غير العرب في تعلّم اللغة العربية خصوصًا، إذا ما علمنا أنَّها من اللغات الأكثر انتشاراً في العالم".
اختتمت الجلسة بالبحث الثالث والأخير للدكتور "هاشم العلوي" سفير جمهورية العراق في المملكة الهولندية، بعنوان (الاغتراب بين الهويّة والاندماج).
هذا وشهدت الجلسةُ عددًا من المداخلات والاستفسارات من قبل الحاضرين، وطرح جملةٍ من الأسئلة وقد أجاب الباحثون عنها ووضحوا ما يلزم توضيحه.
في نهاية الحفل وُزّعت مجموعة من الدّروع والهدايا التكريمية نُقِش عليها اسم أبي الفضل العباس عليه السلام .
يذكر أنَّ الهدف من هذا الأسبوع الثقافي في أوربا هو التواصل مع الاغتراب من خلال راية أبي الفضل العباس عليه السلام وتقريب المسافات التي تفصل بين المغتربين ووطنهم؛ بهدف تجديد العهد للوطن والمقدسات بالحب والانتماء، وذلك وفاء من العتبة العباسية المقدسة للطاقات الموجودة خارج البلد من المغتربين.
ضمن فعاليات اليوم الثاني للأسبوع الثقافي
وفد العتبة العباسية المقدسة يصل مدينة كولن الألمانية
للسنة الثانية على التوالي وفد العتبة العباسية المقدسة يستكمل فعاليات اسبوع ابي الفضل العباس عليه السلام الفكري الثاني بالتعاون مع جمعية الاديان الاوروبية في المانيا تحت شعار (الاغتراب ثروة للوطن) وبعنوان (الاغتراب ودوره في التنمية وتعظيم الشعائر الحسينية وتقوية الروح الوطنية) وذلك في يوم الخميس الموافق ١٣/٦/٢٠١٩م، وهذه الفعالية هي ثاني محطاتهم في مدينة كولن المانية.ابتدأ حفل الافتتاح بتلاوة آي من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ومن ثم الاستماع للنشيد الوطني وأنشودة لحن الإباء، أعقبتها كلمة العتبة العباسية المقدسة ألقاها ممثل العتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الراضي الحسيني في أوروبا والتي تحدث فيها:
السادة والمشايخ اصحاب السماحة، سعادة سفير جمهورية العراق الدكتور هشام العلوي وسعادة القنصل العام في فرانكفورت الدكتور محمد المنتفجي، الإخوة أعضاء وفد العتبة العباسية المقدسة الإخوة والأخوات جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في مناسبة للاحتفاء بحضور العراقي المغترب والأثر الحي الذي يخلفه ذلك العراقي أينما حلَّ على امتداد أرجاء العالم، وهي تحية للمغتربين الذين يحملون همّ المقدسات والعتبات والشعائر الحسينية إلى سائر أقطار الأرض أين ما حلوا وارتحلوا، ولعل المغترب العراقي يشكل الفصل الأكثر جاذبية في نشر معالم الثورة الحسينية وهو مدعاة للفخر والعزة، لطالما كان العراقيون في الاغتراب سندا لأهلهم في لحظات المحنة، ومصدر الهام له في أيام تعافيه التي لم تخل بدورها من التحديات، وفي الوقت نفسه حققوا قصص نجاحٍ وتطورٍ ملحوظ خاصة عند فئة الشباب المغترب.
احمل لكم سلام الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ومنتسبيها وفي مقدمتهم المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة العلامة السيد احمد الصافي(دام عزه) والحمد لله رب العالمين
جاءت بعدها كلمة الدكتور محمد المنتفجي القنصل العراقي في المانيا - فرانكفورت التي بين فيها:
يسعدني اليوم المشاركة في اعمال هذه الفعالية المقامة من قبل العتبة العباسية المقدسة في أوروبا ضمن فعاليات (أسبوع ابي الفضل العباس عليه السلام الأسبوع الفكري والثقافي الثاني تحت عنوان (الاغتراب ثروة للوطن)، ولقد كان لي شرف المشاركة ايضاً في فعاليات الأسبوع الفكري والثقافي الأول الذي أقيم العام الماضي.
وأضاف: الشكر والتقدير للسيد أحمد الراضي الحسيني لهذه الدعوة الكريمة للمشاركة في هذه الفعالية (الاغتراب ودوره في التنمية وتعظيم الشعائر الحسينية وتقوية الروح الوطنية)، وهي دعوة كريمة تحتل لديّ أهمية كبيرة لما نراه ان مثل هكذا نشاطات وتحت هكذا مسميات كبيرة هو أمر مهم للجميع وايضاً للمؤسسات الرسمية والمنظمات غير الحكومية لتحقيق التواصل وتبادل الأفكار والرؤى بين الجميع بما يخدم قضايا بلدنا العراق ويخدم الجالية العراقية الكريمة المقيمة في المانيا، ويعكس صورة فكرية وثقافية ناصعة عن العراق وعن الإسلام، وما تمثله هكذا امتدادات حضارية وثقافية واجتماعية لأبناء الجالية بين بلدانهم وبين المانية الذي احتضن العديد من الجاليات واضحوا اليوم بصمات مهمة في بناء هذا البلد الكبير.
واختتم: أقدم شكري لكافة الإخوة الذين قاموا على الأعداد والتهيئة لهذا النشاط والشكر موصول للاخوة أصحاب مؤسسة عابس الشاكري التي احتضنت هذه الفعالية والشكر لكافة الحضور.
كما ألقى ممثل موكب عابس الشاكري في المانيا السيد عادل البهادلي كلمة استهلها قائلاً:
الإخوة والأخوات الذين شرفونا بمشاركتهم وحضورهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعجز اللسان عن وصف بالغ فرحِنا وسرورنا، وعن عظيم تشرفنا برفع راية مولانا ابي الفضل العباس عليه السلام فهذا شرفٌ كبير، ونعمة عظيمه حبانا الله تعالى بها واختصنا بكرامتها، ولا يفوتنا أن نشكر الساعين لتحقق هذه النعمة، فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق. وأشكركم لله اشكركم للناس.. فجزاكم الله خير الجزاء.
وأضاف: ولا يفوتنا أن نتقدم لكم بطلبنا نشفعه برجائنا الكبير أن تتحول هذه الأمسية المباركة إلى احتفال سنوي وذكرى متجددة في كل عام تستمر مع اجيالنا الناشئة في دار المهجر، على ان ترفع راية من رايات القباب الشريفة بشكل سنوي في مؤسستنا وموكبنا (عابس الشاكري رضوان الله تعالى عليه).
وتابع: كما لا يفوتنا - انطلاقاً من شعار هذا الملتقى المعنون بـ(الاغتراب ثروة للوطن)، والذي يهدف إلى تضييق المسافات التي تفصل المغترب عن الوطن، بما يمثل الوطن في بعده الجغرافي والانتماء لترابه من جانب، وبما يمثل في بعده الديني والارتباط بالمراقد الشريفة والحوزات العلمية المباركة.
مشيراً: لا يفوتنا أن نقدم بين ايديكم مقترحاً يصبُ في تحقق غاية هذا الملتقى.. وهو أن ترعى العتباتُ المقدسة والمؤسسات الدينية المباركة وبشكل دوري سنوي مبادرة تتضمن هجرة الجيل الناشئ والشباب المغترب إلى ارض الوطن في أيام العطلة الصيفية.. أسوة بالدول الإسلامية الأخرى والمؤسساتِ الدينية العاملة فيها، كإيران وتركيا وغيرهما من الدول مما يعمق ارتباط الشباب بوطنه الأم، ودينه ومذهبه وتقاليده.
ليتلقى الشباب هناك دورة سريعة في اساسيات العقيدة والشريعة، ولينهلوا من عظيم أخلاق النبي وآله D، وليعمّقوا معرفتهم بالتقاليد والطقوس الإسلامية فيتحصنوا من الوقوع في فخاخ الديانات والمذاهب المنحرفة، وليبتعدوا عن مشارب الفكر الإلحادي.
وبيّن: ولا نخفيكم علماً، فقد وجهت لنا الكثير من الدعوات في هذا الإطار ولكننا لا نُلبيها خوفاً من المآرب السياسية والمطامع الفردية.. ولذلك قدمنا طلبنا بين أيديكم لعلمنا بإخلاصكم لله ولرسوله وآله D.
واختتم: نكرر شكرنا لكل من حضر وسعى وشارك في إنجاح هذا الملتقى المبارك، نسأل الله أن يتجدد وأن يُحقق أهدافه وتطلعاته... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بحضور شخصيات علمية ودينية
مدينة كولن الألمانية تشهد انعقاد الجلسة البحثية
عقدت مساء يوم الخميس الموافق (13/6/2019م) الجلسة البحثية على قاعة مؤسسة عابس الشاكري في ولاية كولن الألمانية.
استهلت هذه الجلسة بإلقاء (ثلاثة أبحاث) شارك فيها الوفد ضمن زيارته الى مدينة كولن، وتعطرت هذه الجلسة بأولى الأبحاث لسماحة السيد محمد بحر العلوم الذي حمل عنوان (دور الاغتراب بتعظيم الشعائر الحسينية) الذي بيّن فيه:
الاغتراب.. والوحدة الوطنية.. الشعائر الحسينية، هذه العناوين الثلاثة تعبير عن انتماءات متعددة يعيشها الفرد في ضمن مجتمعه، وهذا الانتماء هو الذي يخرج الإنسان من حيز الفردانية والوحدانية، حيث يستشعر حجم المشتركات بينه وبين الاخرين، وتحدد هويته الثقافية والاجتماعية والسياسية، والانتماء ليس مجرد انضمام إلى مجموعة تحمل مبادئ معينة، وإنما هو نحو من التبني والالتزام بعد الاعتزاز والشعور بأن الجهة قادرة على تلبية الطموحات والأهداف التي يصبو إليها الفرد، وتحدد على إثرها مدى تفاعله وانصهاره في تلك البوتقة أو الأخرى.
مبيناً: الاغتراب.. عنوان يُطلق على من هاجر عن وطنه الأصلي، ليحظى بحياة أفضل في مكان اخر سرعان ما يصبح له وطن ثان، ومن خلال ولادة الجيل الثاني يصبح المكان الثاني هو اول للجيل الجديد، ويصبح وطن أمّ له، ومن ثم يكون المغترب هو الجيل الأول.
إن بقاء هذا العنوان سيشعر الفرد بالغربة في مكانه الجديد وعدم الانتماء ومن ثم يستمر عدم الاندماج وهذا بحد ذاته يمثل إشكالية مجتمعية سيظل يعاني منها، ولذا يجب على المهتمين أن يرفعوا من ثقل هذا العنوان، ونقول: اننا انما نعبر عنهم بالمغتربين؛ لكي نشعرهم باعتزازنا بهم وانا نبقى نذكرهم بوصفهم ابناء وطنهم الأول، وسنبقى نحتفظ لهم بذلك الحق.
أما البحث الثاني لفضيلة الشيخ نزيه محي الدين (الاغتراب ودور المراكز والجمعيات بالحفاظ على الشعائر الحسينية).
فيما كان البحث الثالث والأخير لسفير الجمهورية العراقية في هولندا الدكتور هشام العلوي الذي حمل عنوان (الاغتراب ودوره في تقوية الروح الوطنية).
إذ شهدت الجلسة مداخلات عديدة من قبل الحاضرين في هذه الجلسة وقام الباحثون بدورهم بالإجابة عنها، وتوضيح ما يمكن توضيحه.
وفي ختام هذه الجلسة، أهدى الوفد المشارك راية ابي الفضل العباس عليه السلام وتحديداً في مؤسسة عابس الشاكري وسط حضور من المحبين والموالين في تلك المدينة.
مشاركة العتبة الحسينية المقدسة ألقى معاون الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة وعضو مجلس ادارتها السيد أفضل الشامي كلمة في فعاليات اسبوع ابي الفضل العباس عليه السلام الفكري الثاني في المانيا، التي استهلها قائلاً:
أصحاب السماحة والفضيلة الأساتذة الكرام مع حفظ المواقع والمناصب الاخوة الكرام الاخوات الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... يشرفني ويسعدني ان أقف هذا اليوم بخدمتكم لأنقل اليكم تحيات ودعوات اخوتكم في العتبة الحسينية المقدسة، وتمنياتهم لكم بالحفظ والسلامة والسداد في الدين والدنيا.
كما أتوجه بالشكر والتقدير للإخوة في العتبة العباسية المقدسة وللإخوة في الجمعية الاوروبية للتعارف بين الاديان للجهود التي بذلت وتبذل من اجل تعزيز عرى التواصل بين الاخوة المغتربين وبين وطنهم الام، وللاخوة القائمين على هذا المكان الذي جمعنا مؤسسة عابس الشاكري، وانطلاقاً من شعار ملتقى هذا اليوم (دور المغتربين في التنمية وتعظيم الشعائر الحسينية وتقوية الروح الوطنية)، واستثمارا للوقت لنسأل سؤالاً: هل تحقق القضية الحسينية مساحة واسعة لأبنائنا من اجل تعزيز الروح الوطنية للإخوة المغتربين؟ وهل ستحقق لهم مستوى اعلى من الاحترام والتقدير لدى مواطني هذه الدول ومن مكوناتها ايضاً وبما يزيدهم عزة وكرامة؟
مضيفاً: للإجابة عن هذا السؤال أيها السادة نستحضر كلام الامام المعصوم عليه السلام : (خاطب الناس على قدر عقولهم)، أولا، وثانياً نأتي لنفهم قضية عاشوراء وما جرى فيها منذ يومها الأول وما تلاها ونستخلص منها الدروس والعبر.
أيها السادة لا يخفى على الجميع ان قضية الامام الحسين عليه السلام هي قضية الدين، والأنبياء وقضية الصراع بين الحق والباطل على وجه الأرض بأجلى صورها، والاستعداد للتضحية في سبيل الله تعالى بكل شيء، فبعدُ عاشوراء العاطفي له مساحة واسعة وبعدها الفكري له مساحة ايضاً والبعد الإنساني وعلاقات الحب فيها يشغل مساحة واسعة كذلك، وبحسب ما سمعناه من الزائرين الأجانب وخصوصاً من جاء في زيارة الأربعين من غير المسلمين ان اهم شيء يلفت انتباههم هو: كيف يستطيع انسان استشهد قبل أكثر من 1400 سنة ان تكون له قوة جاذبة لكل هذه الملايين المختلفة الأديان والمذاهب والبلدان وما هو السر الذي يكتنف ذلك؟
وتابع: فكان البعض يعبر بأن هذا الحب شيء عجيب إذ ان هؤلاء الزائرين يمكن ان يتعرضوا لمخاطر عديدة وهم في طريقهم الطويل الى كربلاء ولكن رغم ذلك فإننا نجدهم يحثون الخطى نحو قبر سيد الشهداء لا يأبهون بِحرٍّ او بردٍ او عناء او أيّة تهديدات أخرى.
ايها الإخوة المغتربون اقول لكم: ناموا قريري الاعين فوطنكم ومقدساتكم بعد حفظ الله تعالى هي في عيون ابنائكم واخوانكم في العراق فقد وضعوا ارواحهم على اكفهم للدفاع عنها والتضحية في سبيلها، ولنا لديكم امنيات نتمنى ان نراها ومنها:
أولاً: ان نرى وحدتكم وتآلفكم واستمرار لقاءاتكم وتجمعاتكم التي تعزز وحدتكم واستمرار ارتباطكم وارتباط ابنائكم بوطنهم وذلك من خلال الحضور في الحسينيات والأماكن التي تعزز ذكر ابي عبدالله الحسين عليه السلام فإن ذلك يمثل اقوى ما يمكن للحفاظ على العلاقة بينكم وابنائكم ووطنكم الأم.
ثانياً: انتم في بلدان متقدمة علينا في مجالات كثيرة، في الصناعة، والطب، والتكنولوجيا، ولابد من كسب هذه الخبرات والمساهمة في نقلها الى بلدكم ووطنكم الأم وفاءً منكم له ولشعبكم.
ثالثاً: عكس الصورة التي يتمناها ائمة الهدى D ومراجعنا العظام من اتباعهم صورة الصدق والعمل الجاد والتطوع لخدمة المحتاجين والضعفاء حتى مع من يختلف معنا في الدين والمذهب والوطن لابد من عكس صورة زيارة الأربعين وخدمة زوار الأربعين خلال وجودكم في هذه المجتمعات.
اختتم: أخيراً وليس آخراً اتمنى منكم كل خير وأن نتشرف بخدمتكم بكربلاء المقدسة قريباً إن شاء الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.