سيناريو الذاكرة..

10-07-2019
لجنة التدوين القصصي
العدل:
كانت هناك مدرسة اسمها (العدل) يروي حيدر الوائلي بأن مديرها لم يكن منصفاً، وكان هناك مدرس للغة العربية مواظبا مخلصاً يسعى لتطوير المدرسة، والخلاف بينه وبين المدير لم يهدأ؛ لأن مدير المدرسة كان يدير مدرسته ادارة احترازية، فالمهم عنده ابعاد المسؤولية عنه، حتى لو بقيت المدرسة دون دراسة..!
رفع مطالعة يشكو منه الى مدير التربية، واستجاب للمطلب بعد ذكر عدد من المسائل الكيدية، فأمر المدير العام للتربية بنقل المدرس الى مدرسة ريفية بعيدة اسمها (الاعويج)، وهمش المدير العام على الطلب: (ينقل الى الاعويج كي يستقيم).
كتب مدرس العربية على الأمر الاداري تحت تهميش المدير العام:
(وفي (العدل) سنين ما استقمنا.. فكيف بـ(الاعويج) نستقيم)..!
الصديق:
جلس جاسم أمام صديقه مطرق الرأس خجلاً نادماً، فقد سهر الليل كله يفكر كيف سيعترف لصديقه عن غدره وعدم امانته: أود يا صديقي أن أخبرك اني عاشرتك كي اطعنك في الظهر، لقد كلفني صديقي خالد بأن اتعرف عليك لأسايرك بعد كل صلاة عشاء؛ كي يرتاح هو ويأخذ وطر حرام في بيتك، وعندما ينفض مجلسنا وتنصرف الى بيتك اتصل به واخبره؛ كي يتأهب للخروج..!
اعذرني يا صديقي ضميري يؤنبني كثيرا، وانا احببتك لله، ولا يمكن لي أن أدعك غافلاً عن الخيانة، لقد جاهدت من اجل ان اصارحك الحقيقة، زوجتك تخونك يا صديقي..! ابتسم حينها صديقه وقال له:ـ آسف.. أنت فاهم الموضوع خطأ.. أنا غير متزوج..!

الباب المفتوح:
منح الامبراطور لويس الرابع عشر محكوماً بالإعدام فرصة للنجاة في ليلته الاخيرة، وقال له: في جناحك مخرج واحد تركته لك دون حراسة..!
عجز السجين عن ايجاد المخرج، وفشلت جميع محاولاته، فقال للإمبراطور: لم تكن صادقاً معي، ليس هناك في القصر مخرج، قال الامبراطور: لقد تركت لك الباب مفتوحاً..!

الحكاية بها (إنّ):
هرب رجل اسمه علي بن منقذ من المدينة خشية أن يبطش به حاكمها محمود بن مرداس لخلاف جرى بينهما، فأوعز حاكم حلب إلى كاتبه أن يكتب إلى ابن منقذ رسالة يطمئنه فيها، ويستدعيه للرجوع إلى حلب، ولكن الكاتب شعر بأن حاكم حلب ينوي الشر بعلي بن منقذ، فكتب له رسالة عادية جداً، ولكنه أورد في نهايتها "إنّ شاء الله تعالى" بتشديد النون، فأدرك ابن منقذ أن الكاتب يحذره حينما شدد حرف النون، ويذكره بقول الله تعالى: "إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ"..!
فرد على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكر أفضاله ويطمئنه على ثقته الشديدة به، وختمها بعبارة: "إنّا الخادم المقر بالإنعام". ففطن الكاتب إلى أن ابن منقذ يطلب منه التنبه إلى قوله تعالى: "إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا".
وعلم أن ابن منقذ لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها محمود بن مرداس. ومن هنا صار استعمال (إنَّ) دلالة على الشك وسوء النية..!