وقالت كربلاء..(16) أواوين الصحن الشريف
06-07-2019
اللجنة التاريخية
عند الدخول من باب قبلة العباس ع على جهة اليمين، كان هناك سلم بثلاث درجات يفضي الى باب خشب هو مدخل مكتبة العتبة العباسية المقدسة، وقاعة كبيرة تضم العشرات من الرفوف، تتوسطها طاولات كبيرة للمطالعة، وتضم آلافاً من الكتب الدينية والتاريخية.
المكتبة كانت بتوجيه من آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره)، وتحت اشراف السيد عباس الكاشاني، وكان المسؤول عن المكتبة الحاج جواد الموزع وكان موظفا في دائرة بريد كربلاء، ومهمته توزيع البريد الى اهالي المدينة، وقد أحيل على التقاعد وتم تعيينه في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
كانت الاواوين عبارة عن مقابر، وأحدها كان مخصصا لغرفة شرطة الصحن الشريف، وبعض الغرف التي تستخدم كمخازن.
كانت السدانة وراثة الى ان اصدر مرسوم جمهوري بتعيين سادن العتبة سنة 1982م وكان هناك ايوان صغير فيه سلم بجوار باب الحسن ع، وبجوار باب الحسن مقبرة الهنود، وايوان مخزن لسجاد موكب عزاء البروجردية، وفي الايوان الثالث كان سلم سور الصحن الاول.
كان جوار باب الحسين ع سقخانة كبيرة وايوان هيئة البنائين، وبين باب الحسين وباب صاحب الزمان كانت مولدة الصحن الشريف.
وهناك العديد من الاواوين كمخازن وغرف دراويش وهناك ايوان يستخدم من قبل الشيخ كريم ابو محفوظ للدرس، و(عنبار) لخزن الثريات والسجاد. وكانت الكشوانيات في باب الحرم الشريف، وكان الزائرون يتبرعون مقابل هذه الخدمة.
وبين الكشوانيات كان هناك باب يؤدي الى سطح المنارة، وباب آخر لـ(عنبار) كانت تذخر فيه الهدايا ونقلت الى مكان آخر تحت برج ساعة الصحن. وهناك عشر كشوانيات موزعة على ابواب الحرم، ويقال ان الكشوانية رقم 3 كانت تشغل بتفويض من قبل السلطان العثماني سليم الثاني، وكان يجدد تفويضها من السلاطين تباعا لذرية الشيخ جمعة الجوعان.
وكان يوجد عدد من السقائين المتجولين داخل الصحن الشريف يربطون جرارهم (الكوز) على وسطهم يسقون منها الزائرين وينادون: (سبيل يا زاير.. سبلوا لموتاكم)، وكان في الصحن الشريف حلاقاً يدعى (عباس شفاثي) متفرداً بحلاقة الاطفال، وكان مؤذن العتبة العباسية المرحوم سيد امين، حين تصل الولادة لأي امرأة معسرة كان السيد امين يرمي عباءتها الى الصحن، وهو يصيح: (يا قريب الفرج).