اوراق الرزنامة ..(2)

06-07-2019
لجنة البحوث والدراسات
(الورقة الرابعة):
السيد عبد الأعلى السبزواري:
هو السيد عبد الأعلى بن عبد الرضا (علي رضا) بن عبد العلي بن عبد الغني بن محمد السبزواري، تصل شجرة نسبه إلى محمد العابد بن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه الصلاة والسلام).
وانتقل الى الحوزة العلمية لدراسة العلوم الدينية، ثم سافر إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية، وأخذ يحضر دروس كل من الشيخ محمّد حسين النائيني، والشيخ ضياء الدين العراقي، والسيّد أبي الحسن الأصفهاني.
بدأ آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري بالتدريس بعد وفاة سماحة السيد أبي الحسن الأصفهاني سنة 1365 هـ - ق، وكان يبلغ من العمر 37 سنة واستمرت حلقته العلمية 45 سنة لغاية عام 1410 هـ - ق، وتميز بشدة التزامه بأوقات الدرس.
لقد كان السيد عبد الأعلى السبزواري، مرجعاً ومفسراً ومحدثاً ومتكلماً وفقيهاً، تسلم المرجعية العليا بعد رحيل زعيم الحوزة العلمية السيد أبي القاسم الخوئي، وإن تراثه المكتوب يدل على علو مقامه وتمكنه في مختلف العلوم، حتى قيل: إنه كان يستدل من خلال متن الحديث على معرفة صدوره عن أي معصوم من المعصومين، حتى أنه لقب بإمام المحدثين وخاتم المحدثين لكثرة إلمامه بالأحاديث ومتونها وأسانيدها.
كان السيد عبد الأعلى يوصي بالمحافظة على قراءة أدعية أهل البيت D ويصر على عدم ترك دعاء ورد عن الأئمة العصومين D، ومن الأذكار التي كان يواظب عليها قول: «لا إله إلا الله» عشرة آلاف مرة يومياً ويكثر من الذكر اليونسي سجوداً: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
وكان قليل النوم (ثلاث ساعات يومياً) ويحافظ على الطهارة في كل الأوقات وكان يطيلُ الصمت والتفكر ويستغرق فيهما ما شاء الله أن يستغرق ويجد لذلك حلاوة ولذة.
ودُفِن (رضي الله عنه) في مسجده في النجف الأشرف.
(الورقة الخامسة):
عبد الحسين الأميني:
الشيخ عبد الحسين بن أحمد الأميني التبريزي النجفي، هو رجل دين ومُؤلّف شيعي يُلقّب بالعلامة الأميني، ولد في مدينة تبريز، وبدأ فيها دراسته، ثم هاجر لمواصلة الدراسة الدينية في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، حتى منحه كبار العلماء إجازات في الفقاهة والاجتهاد، ومنهم: المرجع الكبير السيد أبو الحسن الإصفهاني، والشيخ محمد حسين الغروي النائيني، والشيخ محمد حسين الكمباني، والشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، والشيخ محمد آل كاشف الغطاء، وغيرهم.. كما مُنح أيضاً إجازات عديدة في الرواية.
والعلامة الأميني هو صاحب الموسوعة المعروفة بــ(الغدير في الكتاب والسنة والأدب)، وله مؤلفات أخرى. كما وعُرف أيضاً بالزهد وكثرة العبادة. ومن آثاره: انشاؤه مكتبة في النجف الأشرف سماها مكتبة أمير المؤمنين وجعلها مكتبة عامة. وتوفي الأميني سنة 1390 هـ في طهران، ونقل جثمانه إلى النجف ودفن في غرفة بالقرب من مكتبته التي أسَّسها.
(الورقة السادسة):
صاحب بن عباد:
"إن الصاحب ورث الوزارة عن أبيه" وهو أول من لُقِّب بالصاحب من الوزراء؛ لأنه صحب الفضل بن العميد فقيل له صاحب ابن العميد، ثم أطلق عليه هذا اللقب (الصاحب) لما تولى الوزارة.
تتلمذ الصاحب بن عباد أول أمره لأبيه عباد، وكان هذا من أهل العلم والمعرفة، إضافة إلى كونه وزيراً لركن الدولة البويهي، وقد صنف كتاباً في أحكام القرآن الكريم، وكان مناصراً ومؤيداً للمعتزلة وآرائهم كما تتلمذ الصاحب على أبي الفضل بن العميد، ولازمه وأخذ عنه، كما أخذ دراسة الأدب وتذوقه واللغة العربية عن أبي الحسن أحمد بن فارس اللغوي صاحب كتاب (المجمل في اللغة).
كان الصاحب أول أمره كاتباً صغيراً، التحق بخدمة أبي الفضل ابن العميد، وما لبث أن لفت انتباه رئيسه إلى ما يتميز به من ذكاء وسرعة بديهة إضافة إلى علمه الواسع، وقد رشحته هذه الصفات ليكون كاتباً للأمير مؤيد الدولة بن ركن الدولة بن بويه الذي وثق به فلقبه بالصاحب كافي الكفاة واستوزره.
ولما توفي مؤيد الدولة عمل الصاحب على إحلال التفاهم بين إخوته، واستطاع إقناع فخر الدولة بالعودة من خراسان، وكان قد هرب إليها خوفاً من أخيه عضد الدولة والتجأ إلى السامانيين، كما مكنه من استلام السلطة، فكافأه فخر الدولة بأن أبقاه وزيراً، ومنحه ثقته التامة، فلم يكن يخالفه في أمر، فقصده الأدباء والشعراء، وأصحاب الحاجات اعترافاً منهم بكرمه وتذوقه للأدب وعلو منزلته.
ويبدو أن الصاحب أراد أن يعرف قوة مركزه لدى فخر الدين فطلب منه أن يعفيه من الوزارة فأجابه: «لك في هذه الدولة من إرث الوزارة، كما لنا من إرث الإمارة، فسبيل كل واحد منا أن يحتفظ بحقه» ولم يستجب لطلبه.
بقي الصاحب يحتل منصب الوزارة نحو ثماني عشرة سنة ونيف، حتى وفاته في مدينة الريّ، ثم نقل جثمانه إلى أصفهان حيث دفن فيها، ولقد شارك في تشييع جنازته، كبار القادة والأمراء، والأدباء وجماهير الناس، ويتقدم الجميع فخر الدولة.