أمنية اعلامي..

22-06-2019
لجنة المناسبات
كانت الأمنية تقودني الى حيث لقاء الشيخ عباس القمي صاحب كتاب مفاتيح الجنان، سلام الله عليك شيخنا الجليل، ما هي مقومات تصريحك بأن فاطمة المعصومة هي أفضل بنات الامام الكاظم A؟ فأجابني بتودد:
تحظى بمنزلة خاصة بين المؤمنين من أتباع أهل البيت D لها ألقاب منها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية، كما أنها كانت تلقب بالمعصومة B أيضاً، وأنّ هذا اللقب أشهر ألقابها، وقد ورد عن الإمام الرضا A: "مَنْ زَارَ المَعصُومَةَ فِي قُمٍّ فَلَهُ الجَنَّةُ".
قلت: يا شيخنا الجليل، انا قصدتك يوم ولادتها الميمونة. فأجابني: لم تسجل لنا الوثائق التاريخية القديمة يوم ولادة السيدة المعصومة B، إلاّ أنّ المصادر المتأخرة سجلت لنا أن ولادة فاطمة بنت موسى A كانت في المدينة المنورة غرّة ذي القعدة الحرام سنة 173 هـ.
أمها السيدة نجمة خاتون، ويعني أن السيدة المعصومة شقيقة الإمام الرضا A، قلت: شيخنا الجليل، هل لقبها المعصومة من صنع الأجيال المتأخرة؟
أجابني الشيخ القمي: كانت تلقب بالمعصومة B، وأن هذا اللقب أشهر ألقابها، ورد عن الإمام الرضا A: "مَنْ زَارَ المَعصُومَةَ فِي قُمٍّ فَلَهُ الجَنَّةُ"، ولكي يكون جوابنا عن السؤال برمته كافيا فالعلوية لها مكانتها العلمية، ورد في بعض الوثائق التاريخية من أنّ جماعة من الشيعة قصدوا المدينة يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم، وكان الإمام الكاظم A مسافراً خارج المدينة، فتصدت السيدة فاطمة B للإجابة، وكتبت لهم جواب أسئلتهم. وفي طريق رجوعهم من المدينة التقوا بالإمام A، فعرضوا عليه الإجابات، وعندما اطّلع الإمام A على جوابها قال ثلاث مرات: «فداها أبوها».
قلت: شيخنا الجليل، تقول بعض المصادر أن أباها A قد اوصى بعدم زواجها، قال هذا نقله اليعقوبي بينما رواية الكافي تؤكد أن الإمام الكاظم A لم يمنع من الزواج، وإنّ نظرة فاحصة إلى مُجمل الأوضاع العصيبة التي عاصرتها السيّدة المعصومة B، والضغط الشديد والإرهاب اللذين تعرض لهما العلويّون والطالبيّون في عهد هارون العباسي، انتهاءً بالاعتقال والقتل الفجيع الذي تعرّض له كبيرهم الإمام الكاظم A، يجعلنا ندرك سبب عدم زواج السيدة المعصومة الظاهر أنّ أحداً منهم لم يجرأ ـ وهو يعرف عداء هارون العباسي للكاظم A، على التعرّض لسخط هارون من خلال مصاهرته للإمام الكاظم A.
كما ندرك الحكمة التي جعلت الإمام الكاظم A، وهو العارف بهذا الظرف العصيب، يخصّص أرضاً معيّنة لتُوزّع عائداتها على بناته إن فقدن المُعيل الذي يُعيلهنّ.
ويبقى أمر عدم زواج السيّدة المعصومة، وأغلب أخواتها الأخريات من بنات الإمام الكاظم A أحد الشواهد على الظلم والإرهاب اللذين تعرّض لهما أهل البيت D في زمن العبّاسيين عامّة، وفي عصر الرشيد على وجه الخصوص.
الأحاديث المروية عنها: روي عن فاطمة المعصومة B مجموعة من الروايات كحديث الغدير وحديث المنزلة وحديث حبّ آل محمد، وفي فضل الإمام علي A وشيعته.
هجرتها إلى بلاد فارس ووصولها الى مدينة قم:
قال: إنّه لما أتى المأمون بـالرضا A من المدينة إلى مرو لولاية العهد في سنة 200 من الهجرة، خرجت فاطمة B أخته تقصده في سنة 201 ه، فلمّا تلقت كتاب أخيها الرضا A استعدت للسفر نحو خراسان، فخرجت مع قافلة تضم عدداً من إخوتها وأخواتها وأبناء إخوتها، وعندما وصلوا إلى مدينة ساوة الإيرانية تعرضت القافلة لهجوم، فقتل على إثره إخوتها وأبناء إخوتها فمرضت السيدة فاطمة B بعد مشاهدتها لهذه المناظر المأساوية والجثث المضرجة بدمائها، فأمرت خادمها بالتوجه بها إلى أرض قم.
وفي رواية أخرى أنّه لمّا وصل خبر مرضها إلى قم، استقبلها أشراف قم (آل سعد)، وتقدمهم موسى بن خزرج، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها، وجرها إلى منزله، فكانت في دار موسى بن خزرج سبعة عشر يوماً أمضتها بالعبادة والابتهال إلى الله تعالى.