قراءة انطباعية في نصّ مسرحية ((اللقاء) و(حين ينتصر الدم)) للكاتب المسرحي: (عبد علي حسن)

22-06-2019
لجنة الدراسات والبحوث
تبنى المثقفون الواقعة الحسينية الطف المباركة، كمشروع ثقافي بكل ما يمتلك من سطوة تأثيرية، تستطيع أن تخلق الانبهار العالي، وخصوصية الطف هي من ارقى مقومات الهوية.
والكاتب المسرحي والناقد عبد علي حسن كتب مسرحية بأكثر من عنوان ومنها: (اللقاء)، و(حين ينتصر الدم) ليقدمها في مهرجان المسرح الحسيني في العتبة العباسية المقدسة.
اذ بدأ النص بحكمة (حين تتجلى الحقيقة تختفي الحجب) وسعى الى مزج (الزمكانية) من خلال استحضار رمزين كل رمز له تاريخ حيث جمع بين (اللابتوب) وطبول الحرب في النص.
الوعي النصي قاد المؤلف الى لغة شعرية، تسمو الى تماثل الماضي بلغة العصر، كربلاء منطقة منزوعة القلب، يكتب في صفحة السماء اسماء اخرى للعشق، فما يريده المؤلف في هذا النص، ان يمد المعاصرة التدوينية الى افق الاسلوب الحداثوي الى جوهر الواقعة ليحقق في هذا السعي التواصل؛ كي لا يختلف الماضي عن محتواه.
وهنا تبرز قيمة قدرة الأمة على انتاج المعاصر لواقعة الطف ولذلك كان الصراع الفكري الذي يدور بين المؤلف والمخرج، يحيلنا الى ملامح الفكر والى فاعلية التفكير.
المؤلف يريد ان يرى الماضي بعيون الحاضر؛ كي لا يقف عند سطح الذاكرة، ومن خلال هذا الصراع، استطاع المؤلف ان يوثق معلومات المصدر التاريخي دون ان يفرط فيها، وهذا يعني ان الحداثة لم تبعده عن احتواء وقائع الحدث، حيث يبدأ النقاش مع كل محور من محاور قصة زهير بن القين.
مهمة العمل المسرحي كما يرى الاستاذ عبد علي حسن، ان نجلي عن الحقيقة لتسقط الحجب، ادراك الفعل المسرحي يتجلى في حوارية المخرج مع زهير التاريخ فيقول زهير:ـ حين تنتصر الروح على الجسد فإنها تتحرر من سجنها فتهزمه، وهذا ما حصل لنا مع الرسول J في واقعة بدر، وهو نفس الذي حصل لنا مع الامام الحسين A، وكنا نستلهم منه عوامل انتصار الروح بعد ان عرفنا بأنه على استعداد بالتضحية بكل شيء من اجل مشروعه الاصلاحي.
يرى زهير حيت تحررت لدينا الروح من الجسد تساوى لدينا الموت والحياة، لم يكن امامنا سوى ان ينتصر الايمان، ويرى في مكان آخر (لقد كانت مساحة المعركة على رغم من صغر مساحتها متسعة بل شغلت العالم كله).
المؤلف النصي يرى ان النصر الحقيقي يكمن في الكشف عن بشاعة ما تعرض له الحسين A، اما المخرج يرى ان النصر الحقيقي يكمن في تردد صدى الحسين في كل محرم، وزهير بن القين يرى ان ذلك لا يكفي:ـ امسكوا ذؤابة عمامته، وافتحوا ابوابكم لسنابك خيله الصاعدة ابداً للسماء.. هو سفينة نجاتكم في الدنيا والآخرة).
نص ممتع وغزير الفكرة والمعنى لكاتب قدير اسمه عبد علي حسن.