نزهة ثقافية

21-06-2019
اللجنة الثقافية
(موبقا):
قال تعالى: (ويَومَ يقُولُ نادُوا شُرَكائيَ الذِينَ زَعَمتُم فدعوهُم فلم يستجيبُوا لهم وجعلنا بينهم موبقًا) (الكهف/52) انها تعني عند ابن عباس المهلك، وهو بمعنى ادق من اهلكته ذنوبه، و(موبقا) عند بعض المفسرين تعني العداوة المهلكة، بينما البعض الاخر يراه اسم واد في جهنم من قيح ودم.
ويرى الفيض الكاشاني (قدس سره) انه مهلك يشتركون فيه، ويرى الشيخ الطبرسي أن قوله تعالى: (وجعلنا بينهم) أي بين المؤمنين والكافرين موبقا، واد عميق فرق الله سبحانه تعالى بين اهل الهدى واهل الضلالة؛ ليكون حاجزا لتواصلهم مع الكفر الذي سبب هلاكهم في الآخرة.
(محسورا):
قال تعالى: (ولاَ تَجعَلْ يدَكَ مغلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تبسُطْهَا كُلَّ البَسطِ فتقعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) (الإسراء/29).
يرى الشيخ الطوسي (قدس سره) أن (محسورا) أن أصل الحسر الكشف من قوله (حسر عن ذراعيه) أي كشف عنهما، والحسرة الغم، لانحسار ما قال، والحسير اذا كلت لشدة السير، لانحسار قوتها بالكلال، وقوله تعالى: (ينقلب اليك البصرُ خاسئاً وهو حسير)، والمحسور المنقطع لذهاب ما في يده وانحساره الاقتار، والمعنى واضح أي لا تكن ممن لا يعطي شيئاً ولا يهب، فتكون بمنزلة من يده مغلولة أي عنقه، لا يقدر على الاعطاء والبذل وهذا مبالغة في النهي عن الشح والامساك أي ولا تعطي أيضا جميع ما عندك فتكون بمنزلة من بسط يده حتى لا يستقر فيها شيء، وهذا كناية عن الاسراف.
(غَوْرا):
قال تعالى: (أَوْ يُصبِحَ مَاؤُهَا غَورًا فَلَن تَستَطِيعَ لَهُ طَلَبًا) (الكهف/41).
غارت عينه تغور اذا دخلت في رأسه، ومنه أغار على القوم اذا اخرجهم من اخبيتهم لهجومه عليهم، وأغار البئر الذي لا تناله الدلاء. سألوا الامام الرضا A عن قوله تعالى (عز وجل): (قُلْ أَرَأَيتُم إِنْ أَصبَحَ مَاؤُكُم غَورًا فَمَن يَأتِيكُم بمَاء معِينٍ) (الملك/30)، قال A: ماؤكم ابوابكم أي الائمة D، والأئمة أبواب الله بينه وبين خلقه، فمن يأتيكم بماء معين أي يعني بعلم الامام.
(تتبيرا):
قال تعالى: (وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوا تَتبِيرًا) (الإسراء/7) التبار: الهلاك والدمار واحد، وكل ما انكسر من الزجاج والحديد والذهب تبر، ومعناه ما غلبوا عليه ومعناه أيضاً اهلكنا كلا منهم اهلاكا، التتبر تكبير الاهلاك بمعنى دمرنا تدميرا إذا هجم عليه بالمكروه والدامر الهالك، وتتبيرا تفتتيتا لفتات الذهب والفضة.