معهد الكفيل لذوي الاحتياجات الخاصة في العتبة العباسية المقدسة بذرة أمل ونافذة حياة..
07-06-2019
أحمد صالح
معهد الكفيل لذوي الاحتياجات الخاصة
في العتبة العباسية المقدسة
بذرة أمل ونافذة حياة..
يتنامى العمل وتشع اضواء البهجة في كل ركن من اركان الحياة هنالك حيث واحة الامل تقف اياد بيضاء على قارعة الطريق؛ لتكون سندا لشريحة محرومة داخل المجتمع، هم اطفال وفتية بعمر الورود كان نصيبهم في الحياة ان يعانوا من مشكلة عقلية، ولكنهم كانوا جزءا من المجتمع ولهم دور مهم. مرضى التوحد البسيط (القابلون للتعلم) شريحة، اخذت تكثر في الاوساط المجتمعية وهو مؤشر خطير لابد من الوقوف عندها ومحاولة السيطرة عليها، لذلك عمدت الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة الى افتتاح معهد خاص بهذه الشريحة التي لاقت اهمالاً كبيراً، ليكون معهد الكفيل لذوي الاحتياجات الخاصة منطلقا لتوفير حياة كريمة؛ لاحتواء هذه الشريحة ومحاولة دمجها في المجتمع. صدى الروضتين كان لها جولة بين اروقة المعهد، والتقت مع مديرة المعهد الاستاذة سارة الحفار لتحدثنا عن انشطة المعهد وما يقدمه للمتعلمين قائلة:
انطلق هذا المشروع في نهاية العام 2009 وكان سبب افتتاح المعهد وجود حالات تخلف عقلي بسيط بالإمكان السيطرة عليها ومحاولة علاجها لذلك ارتأت العتبة العباسية المقدسة رعاية هذا المشروع الإنساني، وبتوجيه ودعم من قبل سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة.
واضاف قائلة: افتتح المعهد وتم استقبال الطلبة المستفيدين من هذا المشروع وكانت البداية بعدد قليل وصل الى (20) طالبا من بعد ذلك ونتيجة النجاحات التي حققها الكادر في هذا المعهد المبارك اصبح الاقبال كبيرا من قبل الاهالي.
واكدت الحفار: ان الهدف من هذا المشروع هو تقديم الخدمة لهذه الشريحة التي اخذت تتزايد في الآونة الاخيرة حيث ارتأت العتبة العباسة المقدسة ان يكون التسجيل في المعهد بشكل مجاني دون اي مقابل ليتسنى للعوائل ذوي الدخل المحدود الافادة من خدماتنا.
وتابعت قائلة: نستقبل الاطفال في معهدنا من عمر (6 الى 14) فيما يخص الذكور، اما الاناث من عمر (6 الى 18 او 19 سنة) وتكون البداية بإجراء اختبار اولي من اجل معرفة حالة الطفل حيث يتم استقبال حالات التخلف العقلي البسيط بالتالي اذا اعطانا الاختبار الاولي نتائج تتطابق مع شروط القبول يتم احتضان الحالة والعمل عليها من خلال برامج متنوعة تقدم من قبل كوادر متخصصة.
اما عن الاختبارات تحدثت قائلة: من ضمن الاختبارات التي نقوم بها على الطفل هو اختبار (ستانفورد بنيه) لاستخراج نسبة الذكاء عند الطفل؛ وذلك لأن من شروط القبول في المعهد ان تكون نسبة الذكاء لدى المتعلم ما بين (50 % الى 70%) بعد ذلك يجرى اختبار (فاينلاند) للسلوك التكيفي، وايضا اختبار الصورة الجانبية، وغيرها من الاختبارات التي تساعدنا على معرفة القدرات العقلية للطفل وتحديده هل هو من ضمن الفئة المستهدفة في المعهد، فاذا كانت حالته ضمن المقاييس الموضوعة يتم ارساله الى مركز الاسكان الصحي من اجل تدوين بياناته وهو ما معمول به في المدارس العامة.
وتابعت قائلة: بعد اكمال تلك الاجراءات يتم ارسال الطفل الى استشاريات طبية لإجراء الفحوصات العامة وذلك بالتعاون مع مستشفى الكفيل التخصصي حيث تتم المعاينة والمعالجة وفي بعض الاحيان يحتاج الطفل الى تداخل جراحي وهذا كله يقدم بشكل مجاني، وهذا الامر موجود على مدار العام.
وبعد الانتهاء من هذا الاجراء الذي يعتبر اوليا، يرسل الينا الطفل لنقوم بوضع خطط ودراسات وفق منهاج معد من قبل المعهد يتم من خلال هذا البرنامج اعطاء المتعلم مجموعة من الاختبارات لمعرفة كيفية تقبله للمعلومات على ضوئها يتم تحديد الحالة ووضع منهاج خاص لها.
لذلك خططنا أن تكون تلك الاختبارات فردية لكل طفل بحسب نتائج الاختبارات الاولية المستحصلة، بعد ذلك ولفترة شهر كامل تم التعرف على احتياجات المتعلم ونقاط ضعفه ونقاط القوة وتسمى هذه المرحلة واقع الحالة التي استقرت عليها فيبدأ العمل على ضوء هذه الخطط وتكون هنالك متابعة لتطور الحالة، فاذا توجب اجراء تغيير على بعض النقاط الاولية يتم ذلك تبعا لحالة الطفل المتعلم.
وتابعت القول: نعمل داخل المعهد بنظام المختبرات منها مختبر المهارات الاستقلالية ومختبر الفنية والعلوم وايضا المهارات اللغوية والحسابية وغيرها.
كما نعتمد جانب الرياضة البدنية ولكن وفق دراسات محددة يحتاجها الطفل وهي التي تعتمد على الاطراف وايضا العضلات الدقيقة والكبيرة بالإضافة الى العلاج الطبيعي من قبل كوادر متخصصة من مستشفى الكفيل ويكون العمل بشكل يومي على مدار العام.
يتوفر في المعهد ورشة خاصة في الحالات التي وصلت الى مرحلة بأنها لا يمكن استيعاب المعلومة عن طريق القراءة او الكتابة انما نعتمد في هذه الورشة على الفعاليات الحياتية اليومية فيما يخص البنات وتشمل اعمال التنظيف والطبخ وغيرها وهذه الخطوة من اجل مساعدة البنت اهلها في اعمال المنزل، وبالتالي محاولة دمجها في المجتمع.
ومن الامور التي شاهدناه وهي من الايجابيات حقيقية اننا اكتشفنا مواهب كثيرة بين البنات من خلال الاعمال اليدوية مثل التطريز وعمل بعض الاشكال الجميلة، لذا قمنا بدعمها وتطويرها لدى المتعلمات حتى اننا شاركنا في المعارض والمسابقات التي تقام في محافظة كربلاء المقدسة من قبل مديرية التربية قسم التربية الخاصة وايضا كان لمعهدنا مشاركات خارجية منها في الجامعة المستنصرية وايضا في معرض يوم التربية الخاصة الذي يشمل عموم العراق.
بحمد الله حقق المعهد نتائج مرجوة من خلال العمل الدؤوب المقدم من قبل المعلمات وهذا بفضل الدعم من قبل ادارة العتبة العباسية المقدسة وايضا بركات صاحب المرقد الشريف بأن يكون هذا المعهد بذرة امل لهؤلاء الاطفال وايضا لعوائلهم من اجل التعايش في المجتمع والانخراط فيه بشكل يليق مع مكان الانسان الذي كرمه الله تعالى وجعله اكثر المخلوقات رفعة.