انا قتيل الخندق
07-06-2019
لجنة المناسبات
تحزبت الأحزاب في مكة وضواحيها، وقصدت المدينة لمحاربة المسلمين، وكان الأمر يعد بغاية من السرية، كيف علم المسلمون بما أعددنا، تلك مسألة تحير العقول..؟
قيل: إن ملكا من السماء نزل ليخبر نبيهم بالأمر، هذه الامور لا نقف عندها بالحرب، لكننا نقف عند مسألة حفر الخندق حيث انه اسلوب قتالي حديث لولاه لدمرنا المسلمين، لكن هذا التحصين غريب يقال: ان فكرة الخندق فارسية وحفروا الخندق، تفاجأنا فعلاً..!
كنت وما زلت أعد بألف فارس وأسمى فارس (يليل) وهو واد قريب من بدر عرضت لنا بنو بكر في عدد من الفرسان هرب اصحابي، وبقيت وحيدا اقاتلهم حتى قتلتهم جميعاً، فسميت بهذا الاسم فارس يليل، وكان اسم الموضع الذي حفر فيه الخندق: المداد، وكنت اول من طفره، ركزت رمحي واقبلت اجول وارتجز وانادي: هل من مبارز..؟ واستغرب لا احد منهم يجيب، الجميع على ما يبدو خائفين من صدى اسمي:
ولقد بححت من النــداء
بــجمعكم هـــل من مبارز؟
ووقفت إذ جـبن المشجع
مـــــوقـف البطل المناجز
إني كـذلك لـــم أزل
متسرعاً نحـــو الهزائـــز
إن السماحـة والشجــاعــة
في الفتى خــير الغرائز
واذا بفتى يبرز لي وهو يرتجز:
لا تعجلن فـقـــــــــــد أتاك
مجيب صــوتك غــير عاجــز
ذو نيــــة وبصيــــــــرة
والصــدق منجـــي كــل فائــز
إنـي لأرجــو أن أقيـــــــم
عــليك نائحــــــة الجنائــــز
مــن ضـربة نجـــلاء يبـــقى
ذكـــرها عنـــــد الهزاهــــز
استغربت لجرأة هذا الفتى، فسألته: من انت؟ عرفته كان ابوه صديقي ونديمي.
قلت له: لقد كان أبوك نديماً لي وصديقاً، فارجع فإني لا أحب قتلك..! واذا بهذا الجريء يقول لي: انا أحب ان اقتلك.
قلت لأتحاشاه: يا ابن أخي إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك، فارجع وراءك خير لك، ما آمن ابن عمك حين بعثك إلي أن أختطفك برمحي هذا فأتركك بين السماء والأرض لا حي ولا ميت..!!
فقال لي: قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار، وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة. قلت: كلتاهما لك يا علي؟ تلك إذن قسمة ضيزى..!! فقال علي: إن قريشاً تتحدث عنك أنك قلت: لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلا أجيب، ولو إلى واحدة منها؟ قلت: أجل.
قال: فإني أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. قلت: دع هذه، قال: فإني أدعوك إلى أن ترجع بمن يتبعك من قريش إلى مكة، فإن يك محمد صادقاً فأنتم أعلى به عيناً، وإن يك كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمره.
قلت:ـ إذن تتحدث نساء قريش عني: أن غلاماً خدعني وينشد الشعراء في أشعارها أني جبنت، ورجعت على عقبي من الحرب، وخذلت قوماً رأسوني عليهم. قال: فإني أدعوك إلى البراز راجلاً،، قلت: ما كنت أظن أحداً من العرب يرومها مني.
ثم نزلت عقرت فرسي.. ثم قصدت نحو هذا الفتى وضربته بالسيف على رأسه، فأصاب السيف الدرقة فقطعها، ووصل السيف إلى رأس علي فضربني علي: على رجلي بالسيف فوقع على قفاي، وثار العجاج والغبار، وأقبل علي ليقطع رأسي فجلس على صدري، يذبحني.