قراءة انطباعية في نصّ مسرحية
(سفير النهضة الحسينية - مسلم بن عقيل)
للكاتب المسرحي: (سيف الموسوي)
تعتمد بنية النص المسرحي الحسيني على الوجود التاريخي من منحيين: المنحى الأول هو علاقة النص بالتاريخ أي كيفية قراءة التأريخ قراءة فكرية بإعادة بناء المعلومة التاريخية ورؤية الحدث التاريخي. وأما المنحى الثاني يتلخص بنقل حيثيات التأريخ كما هي أي كل شيء في النص لابد ان يكون من الواقعة لبيان تطابق النص المسرحي مع حيثيات التاريخ كما هو، ومسرحية (سفير النهضة الحسينية - مسلم بن عقيل) للكاتب المسرحي سيف الموسوي، والمشارك في مهرجان المسرح الحسيني في العتبة العباسية المقدسة من نصوص المنهل التاريخي.
ومثل هذه النصوص تكون ذاكرة معرفية تنهل من التأريخ، الوقائع المنقولة تنهك منطقة الابداع الفكري أي تمنع على المتلقي مستجدات الرؤية النهضوية كواقعة حية تعيش في الضمائر، وبهذا الفعل يكون المنجز تاريخاً اكثر مما هو فني أدبي، والنص الدبي لا يلتزم بحيثيات التاريخ والنص التاريخي بما انه تاريخي لابد من الالتزام بسيرة الحدث وفعل الرموز، زيارة ابن زياد لبيت هاني بن عروة كانت من اجل مرض شريك وخروج مسلم بن عقيل دون الفتك وهذه رواية يرجح ان تكون اموية والقاء القبض على هاني، وعلى هذا المنوال يسير النص الى بيت طوله ومجريات الحرس فيه.
كانت تجربة مسابقة النص المسرحي الحسيني الذي يقرأ التأريخ قراءة معاصرة، ويبقى الجذر التاريخي مصدرا معرفيا يتسع لجماليات العرض والتأويل وخلق النظير الموضوعي الإنساني يتحرك على جميع المسارات الزمانية، نبحث عن أساليب المعالجة بعيدا عن الحقائق التقليدية، فمسرحة الحدث العاشورائي يحوله الى مساق ابداعي ينهل من التاريخ ويجسد الواقع المعاصر من خلال ما يستلهمه من معنى ليكون مؤثرا وفاعلا وليس فعلا ماضويا يروى بسرد ميت، تحية محبة الى جميع من شارك في نهضة المسرح الحسيني في مهرجانات العتبة العباسية المقدسة.