بالتنافس بين 68 نتاجا علميا من 38 جامعة عراقية انطلاق فعاليات مسابقة فتية الكفيل السنوية الثانية للإبداع العلمي
25-05-2019
علاء سعدون
بالتنافس بين 68 نتاجا علميا من 38 جامعة عراقية
انطلاق فعاليات مسابقة فتية الكفيل السنوية الثانية للإبداع العلمي
بهدف تثمين الابداعات العلمية لطلبة وطالبات الجامعات العراقية، والاسهام في تقديم ما يخدم ويحقق النهوض بواقع البلد من خلال أبنائه وامكانياتهم الإبداعية، نظمت العتبة العباسية المقدسة متمثلة بقسم العلاقات العامة/شعبة العلاقات الجامعية مسابقة فتية الكفيل للإبداع العلمي السنوي الثانية الخاصة بطلبة الجامعات والمعاهد العراقية للاختصاصات الطبية والهندسية والتي يتنافس فيها 68 نتاجا علميا من 38 جامعة عراقية. انطلقت فعاليات افتتاح المسابقة في الأول من آيار 2019م على قاعة جامعة العميد وسط حضور رسمي واكاديمي كبير تمثل برؤساء وعمداء مختلف الجامعات والكليات في العراق وممثلين عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فضلاً عن حضور وفد من العتبة العباسية المقدسة المنظمة للمسابقة متمثلاً بعدد من اعضاء مجلس ادارتها الموقر.
استهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق الأبرار، ثم الاستماع الى النشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة.
أعقبت ذلك كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها عضو مجلس ادارتها الدكتور عباس رشيد الموسوي، مبيناً فيها بالقول:
"لما كانت رصانة الجامعات ورقيها يقاس بمدى ما تسجله من حراك فاعل في سير البحث الأكاديمي، وبدونه تتحول من مراكز إبداع وفكر الى مدارس تعليمية مكملة لما سبقها من مدارس ثانوية ومقلدة لها، لذلك فقد أصبح لزاماً على تلك الجامعات أن تتوجه الى البحث العلمي وتنشطه وتجعل منه عنوانها الأظهر وغايتها الأسمى، ولأن الجامعات بتوصيفها هذا وبوظيفتها تلك صارت تمثل قمة الهرم في المؤسسات التعليمية، ولأن البحث العلمي يمثل عصارة عمل تلك القمة وخلاصة فكرها وجهودها، لذلك وجدنا المجتمعات ترنو صوبها وتترقى بفيوض نتاجها العلمي وما يجود به يراعها وأقطابها، لا لشيء إلا لتحريك التنمية والارتقاء بالمجتمع في سلم التطور على كافة الأصعدة، بقي أن نسأل عن الطريقة والدور الذي تتبناه وتمثله العتبة العباسية المقدسة في هذا المنظور".
وأضاف: "لا شك أن السياسة المثلى لحركة السير العلمي تبدأ من (معاينة الواقع)، مستهدفةً التعرف على حاجات المجتمع والتنسيق مع بيئاته المختلفة، من أجل تحديد مسار البحث الأكاديمي وتوجيهه الى حيث الحاجة الفعلية، إذ ثمة واقع ضاغط يلح بطلب حاجته، ولا شك أن العتبة العباسية المقدسة حققت ذلك بفعل مقومين، الأول: جهدها في الميادين العلمية المختلفة وآثارها الناجعة في الميادين الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن ثمارها المشهودة لها في الميادين الطبية والهندسية، والثاني: أنها بما تملكه من أواصر متينة مع جنبات المجتمع وطبقاته المختلفة، تعد مختبراً ومنجماً لتبين الحاجات الملحة والضاغطة التي بها حاجة الى درس وبها حاجة الى بحث أكاديمي.
من هذا المنطلق صرنا في العتبة العباسية المقدسة نشارك في كل هذا الجهد وندعمه من أجل الوصول الى هدفنا الأسمى، وهو تقديم الزاد المعرفي الوقائي والعلاجي والمساهمة في البناء والتطوير، والله من وراء القصد".
واختتم الموسوي كلمته بالقول: "نشكر كل من أسهم في إقامة هذه الفعالية من رئاسة جامعة العميد وأعضاء اللجان العلمية والتحضيرية، خصوصا قسم العلاقات العامة شعبة العلاقات الجامعية وعلى هذا الجهد المميز والشكر موصول لأبنائنا الطلبة على مشاركتهم في هذه المسابقة".
جاءت بعد ذلك كلمة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ألقاها ممثلها رئيس جهاز الإشراف والتقويم العلمي الدكتور نبيل الاعرجي التي اكد فيها:
"إن المحافل العلمية التي تقيمها العتبة العباسية المقدسة ومنها هذا المحفل، نراه منسجماً مع توجهات الوزارة الرامية في أن يكون التعليم وفق مبدأ ما ننتج من العلم وليس مستهلكاً، فالتعليم الحديث هو أن يتعلم الطالب كيف ينتج المعرفة وكيف يستثمر المعرفة وليس مجرد مستهلك لها".
مضيفاً: "أبارك لجامعة العميد هذا التوجه وهذا العمل الذي يعكس الأهمية التامة بالاهتمام بشريحة الشباب وبكيفية كتابة المعرفة وتسويقها وتبنيها ودعمها من الآخرين، فالكل يعرف ما للبحث العلمي من مكانة على الصعيد العربي والصعيد العالمي وبالأخص على مستوى الجامعات والفرد، ويلاحظ ضمن برنامج الحكومة الآن أن التصنيفات العالمية واحد من أولوياتها هو البحث العلمي وفق المستوعبات العالمية، لذلك هناك الآن تصنيفات عالمية وفق مجلات عالمية ووفق التراكمية لأهمية هذه المجلات التي أعلنت وفق المستويات العالمية، وهناك مجلات عالمية وضعت ضمن التصنيفات الأولى يمكن أن ينشر فيها البحث العلمي المطور ذو الإمكانية العلمية".
موضحاً: "في هذا المنظار نراعي التوجه نحو البحث العلمي الذي أصبح يمثل ليس فقط هوية الباحث بل هوية الجامعة بمقدار ما تنتجه من البحث العلمي، فالعديد من التصنيفات العالمية تعتمد على نتاج البحث العلمي وكذلك على مستوى البلد، والآن بلدان العالم تقاس على ما تنتجه من معرفة من خلال ما ينتج من البحث العلمي بشكل كبير جداً، فأهمية البحث العلمي أصبحت بمكان يحدد هوية وشخصية البلد وهوية وشخصية الجامعة وهوية وشخصية التدريسي أو الباحث، وبإمكان البحث الذي ينشر في المجلات العالمية أن ينفرد بكل زهو وفخر بأنه يمتلك الإمكانية العلمية لينجز بحثه وينشر في مثل هذه المجلات العالمية".
أعقب ذلك كلمة اللجنة المقيّمة للنتاجات العلمية الابداعية القاها مدير قسم المشاريع الريادية في وزارة التعليم العالي الدكتور يوسف خلف والذي ثمن من خلالها الدور الذي تضطلع به العتبة العباسية المقدسة في دعمها للباحثين ومشاريعهم البحثية، قائلاً:
"شكراً جزيلاً للعتبة العباسية المقدسة على إتاحة هذه الفرصة للباحثين وإبداء مشاريعهم للظهور، والشكر موصول لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ولكم أيضاً أيها الشباب مع أساتذتكم وزملائنا أساتذة الجامعات".
وأضاف: "لأهمية الحضور في مثل هكذا مسابقات أحب أن أشير الى قوله تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، المسابقة بالنسخة الثالثة هي ليست للفوز بالمركز الأول والثاني والثالث، بل حضوركم أيضاً وغداً وبعد غد له فوائد أخرى، ستطلعون على مشاريع بحوث وأفكار أخرى تجري التواصل بينكم، وهذا ما تصبو اليه وزارة التعليم العالي والعتبة العباسية المقدسة بشكل كبير".
مبيناً: "إن لجنة التقييم تضم خيرة أساتذة الجامعات في التخصصات الطبية والهندسية، واعتمدت على معايير قبل التقييم المباشر، فقد اعتمدت اللجنة الوزارية في تقييم النتاجات على مدى إبداعها وفعاليتها من ناحية أنه سينظر الى المشروع من حيث أنه تطبيقي أو نظري ومدى تطبيقه في المجتمع، وأيضاً سينظر للمشروع على مدى فائدته المتوخاة منه إذا كانت حالياً أو مستقبلاً، حيث التشجيع على التطبيقات الحالية بما يفتح الخدمة للمجتمع".
وتابع: "سينظر المقيمون الى المتطلبات في المشروع إذا كانت متوفرة حالياً أو ستتطلب الى توفير، والمقصود هنا بالمتطلبات الأدوات والأجهزة التي اعتمدتموها في مشاريعكم، وهل أن تسويق هذا المشروع سيوفر فرص عمل في السوق أو لا أو مجرد تسويق فقط.
وبما يخص الشروط توجد ثلاثة معايير ستنظر اليها لجنة التقييم بنظر الاعتبار، أولاً: مستوى تنفيذ المشروع من قبل الطالب؛ لأن هناك كثيراً من المشاريع أخذها الطلبة من شركات ومكاتب جاهزة، لجنة التقييم ستوجه بعض الأسئلة الى الطلبة ومن خلال الإجابة ستحدد فعلاً هو من أنجز هذا المشروع أو لا، ثانياً: طريقة شرح المشروع ومدى شرح الطالب له الذي سيقدمه للجنة، فإذا كان تقديمه واعياً وعن فهم ودراسة ودراية فسوف يقيم بشكل كامل، ثالثاً: مدى أن يكون هذا المشروع مبتكراً ويختلف عن المشاريع السابقة".
واختتم: "بدوري أقول لكم كل المشاريع فائزة وحضوركم هو الفوز والغرض منه، ونتمنى لكم كل التوفيق وشكراً جزيلاً للجميع".
تخلل الحفل كذلك عرض لفيلم وثائقي عن مسابقة فتية الكفيل للإبداع العلمي بنسختها الاولى، توجه الحضور بعدها الى افتتاح معرض النتاجات العلمية الذي تضمنت اجنحته ( 68 ) نتاجاً من (38) جامعة عراقية.