مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة تقيم سلسلة ندوات تعريفية لمشاريعها الوطنية الرائدة
25-05-2019
زين العابدين السعيدي
مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة
تقيم سلسلة ندوات تعريفية لمشاريعها الوطنية الرائدة
كوادر مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة عملت بتفان واخلاص، وبذلت جهوداً كبيرة من أجل تأسيس مشاريع وطنية في المجال المكتبي، تجعل مكتبات العراق ضمن التصنيف العالمي، وفي مصاف الدول المتقدمة. وقد نجحت في التأسيس بفضل الله تعالى وبركات المولى أبي الفضل العباس A ورعاية الأمانة العامة للعتبة المقدسة، وتعاونت مع المؤسسات الأكاديمية والجامعات العراقية خير تعاون، ولكي تعرف الآخرين بهذه المشاريع الرائدة وهي كل من: (مشروع الملف الاستنادي للمؤلفين العراقيين، ومشروع حفظ النتاج العلمي العراقي، ومشروع المستودع الرقمي العراقي للرسائل والأطاريح الجامعية)، وبيان مدى فائدتها وما ستحققه في عالم المكتبات؛ لكونها تنفذ في العراق لأول مرة. فقد تم تنظيم مجموعة من الندوات احتضنتها الجامعات العراقية من جنوب العراق الى شماله على مدار شهر كامل، وهذه الجامعات هي: (جامعة البصرة – جامعة المثنى – جامعة ذي قار – جامعة كربلاء – جامعة بابل – الجامعة المستنصرية – جامعة كركوك – جامعة السليمانية – مؤسسة زين للتوثيق والدراسات – كلية الآداب في جامعة السليمانية).
حيث تكفل الأستاذ حسنين الموسوي مسؤول مركز الفهرسة ونظم المعلومات في مكتبة العتبة العباسية المقدسة بالتعريف عن (مشروع الملف الاستنادي للمؤلفين العراقيين)، وبيّن كيفية الحفاظ على النتاج الفكري العراقي ضمن قاعدة بيانات متكاملة وخاصة بقواعد الفهرسة الحديثة، تسهل على الباحث والمختص عملية البحث العلمي في النتاج العلمي للمؤلف، وتختصر له الجهد والزمن من خلال صياغة قائمة وتقنين أسماء الأشخاص المؤلفين في فهارس المكتبات، وضبط أسماء المؤلفين وسهولة الحصول على اسم موحد في المكتبات من خلال هذه القوائم المتوفرة في موقع الكتروني، فضلاً عن إتاحة خريطة جغرافية للمكتبات العراقية يمكن من خلالها تحديد الموقع الجغرافي للمكتبات.
بينما المهندس أحمد مجيد مسؤول وحدة المكتبة الإلكترونية في مكتبة العتبة العباسية فقد اخذ على عاتقه التعريف بـ(مشروع المستودع الرقمي العراقي للرسائل والأطاريح الجامعية)، الذي يعد من المشاريع الوطنية الهامة والهادفة لجمع جميع الرسائل والأطاريح الجامعية منذ تأسيس الدراسات العليا في العراق ولغاية يومنا هذا في موقع إلكتروني (مستودع) واحد، والعمل على تبويبها وتصنيفها كل حسب اختصاصه، وضمن قاعدة بيانات مرتبطة ببرنامج يكون عبارة عن مستودع رقمي متكامل، يضم ما أنتجه الباحثون من رسائل وأطاريح ليكون مرجعاً علمياً وبحثياً لكل طالب علم.
فيما بيّن الأستاذ عمار حسين الجواد من المكتبة الإلكترونية أهمية مشروع وطني آخر وهو مشروع حفظ النتاج العلمي العراقي، مبيناً ماهية هذا المشروع الذي سيضمن المحافظة على النتاجات العلمية المعرفية العراقية القديمة من التلف الكلي او الجزئي، وذلك باستخدام آليات وطرق حديثة بتحويل النسخ الورقية القديمة الى إلكترونية، مستعرضاً كذلك دواعي المشروع والأهداف التي يحققها، وأوضح أيضاً ما وصل إليه هذا المشروع وما حققه، وكيف أنه بدأ يخطو خطوات واسعة.
صدى الروضتين تابعت هذا النشاط، والتقت مع الأستاذ عمار حسين، فتحدث قائلاً:
الغاية من هذه الجولة وهذه الندوات هو التعريف بمشاريع العتبة العباسية المقدسة التي تخص المجال المكتبي، وهي مشاريع وطنية رائدة تقام لأول مرة في العراق، وان شاء الله تعالى ستكون سبباً في جعل العراق في مصاف الدول المتقدمة في مجال المكتبات.
وقد أعرب أساتذةُ الجامعات والمختصّون والمؤلّفون والمسؤولون عن إعجابهم الشديد بهذه المشاريع الوطنيّة، التي تقدّم فائدةً جمّة لكلّ باحثٍ عن العلم والمعرفة.
كما أبدوا استعدادهم للتعاون مع العتبة العبّاسية المقدّسة في التبادل الثقافيّ والمعرفيّ، مثمّنين الجهود والخدمات التي تقدّمها الى المجتمع، وما أثار إعجابهم الكبير أنّ هذه الخدمات الوطنيّة والمشاريع الضخمة تقدّم الى الجميع بصورةٍ مجّانية وبدون مقابل، فقط من أجل نشر العلم وتعميم الفائدة المعرفيّة للمجتمع العراقيّ بصورةٍ خاصّة وللعالم بصورةٍ عامّة، إضافة الى إظهار العراق كبلد مهتم في الحفاظ على النتاجات المعرفية وكبلد متقدم في التطور المعرفي والثقافي من خلال استخدام الآليات والتكنولوجيا الحديثة التي تتوافق مع المعايير العالمية.
إن هذه المشاريع لو أردنا أن نشتريها بصورة جاهزة، فإنها تكلف العتبة العباسية المقدسة مئات الآلاف من الدولارات، وذلك حسب تواصلنا مع الشركات المختصة في عدد من دول العالم، في حين تم اعدادها وبرمجتها وتصميمها وادارتها بجهود عراقية خالصة بالاعتماد على الإمكانيات والخبرة التي تمتلكها كوادر مكتبة ودار مخطوطات العتبة المقدسة، وهذا بحد ذاته إنجاز يحق للأمانة العامة للعتبة العباسية أن تفتخر به.
الجدير بالذكر أن هذه الندوات سيتم استئنافها من جديد لتشمل بقية الجامعات والمؤسسات الثقافية بعد شهر رمضان المبارك؛ لتزداد رقعة الإعلان عن هذه المشاريع وتكبر بقعة الأضواء المسلطة عليها.